من أسمى مظاهر الإنسانية أن نكون مصدر خير وبركة لكل من نتعامل معهم في حياتنا اليومية. الكلمة الطيبة والخُلق الحسن هما جواهر تضيء درب العلاقات الإنسانية وتبني جسور المحبة والتفاهم. كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". فالمؤمن الحق هو من يجسد هذه المكارم في تعامله مع الناس، ليعكس جمال الدين الإسلامي وأخلاقه السامية. الكلمة الطيبة ليست مجرد تعبير عن لطف أو مجاملة، بل هي فعل مؤثر يحمل في طياته قوة سحرية لتغيير القلوب وتذويب الحقد والكراهية. هي مفتاح المودة والألفة بين الناس، ومن يُكثر من الكلمات الطيبة والبشاشة في وجوه الآخرين سيجني ثمارها في محبتهم وتعاونهم معه. قال تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران: 159). هذه الآية الكريمة تلخص أهمية اللين والرحمة في التعامل مع الآخرين، وتوضح أن القلوب تميل إلى من يعاملها برفق ورحمة. الكلمة الطيبة هي أيضاً مطلب ديني. قال الله عز وجل في كتابه الكريم: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً" (البقرة: 83). فأمرنا الله بأن نكون متعاطفين متراحمين، وأن نتحدث مع الناس بالكلمات الطيبة. وتذكر أن الكلمة الطيبة ليست مجرد كلمة تُنطق، بل هي صدقة تُثاب عليها وتزيد في حسنات صاحبها؛ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): “الكلمة الطيبة صدقة". تذكر لحظة عندما قيلت لك كلمة طيبة، ربما تتعلق بذكائك، نبل أخلاقك، أو وسامتك. كيف شعرت حينها؟ لا شك أنك شعرت بالسعادة والامتنان، وربما زادت تلك الكلمة من ثقتك بنفسك وأعطتك دفعة إيجابية لمواصلة يومك. اعمل على زرع هذا الشعور الجميل في الآخرين، خاصة المقربين منك. كم هو جميل أن تشكر والدتك على اهتمامها اليومي، أو أن تشكر أي شخص يقدم لك الاهتمام، أو أن تواسي حزيناً بكلمة لطيفة. فالكلمة الطيبة، رغم بساطتها، تحمل قدرة عجيبة على إدخال السرور إلى قلوب الآخرين. ولا تنسى الكلمة الطيبة هي السلاح الأقوى في مواجهة التحديات والصعوبات، فهي ترفع المعنويات وتبث الأمل والتفاؤل. كم من شخص كان على وشك الاستسلام، ولكن كلمة طيبة أعادت إليه الأمل وجعلته يستمر في سعيه.
اضافةتعليق
التعليقات