تقول القاعدة السابعة: [كن متفائلا فالتفاؤل قوة نفسية إيجابية يشعر بها الطفل ويتحسس إياها، وهي صفة فعالة ينظر صاحبها إلى الغد بابتسامة أمل، واشراقة نفسية يقينية حتى يستمر، ولا يتوقف](١).
إن أجلى سمات القضية المهدوية التي على كل من يدعي الإيمان بها هو أن يكون قلبه مليئا بالأمل، لأنه ينتمي إلى الإمام المؤمل (عج) لنشر السلام، وتجديد روح الألفة، وبث الحياة في النفوس المُرتقِبة، فتراه ينظر لكل تفاصيل حياته بنظرة إيجابية، ويتعلم ويترقى بتجاوز كل ما هو سلبي فيها.
وتربية الأبناء هي جزء أساسي ومحوري في حياة كل مهدوي ومهدوية؛ لذا هما يسقيان هذا الجزء لينمو ويكبر من ذلك النبع الذي في داخلهما، هما يَعلَمان أنه متى ما كان لسان مقالهما وحالهما أن إِقدامُهما على تكوين أسرة وإنجاب ذرية إنما هو مشروع منذور لصاحب الأمر.
هنا كيف يَشُكان بأن لا يتكفلهم أو لا يتولى رعايتهم الإمام(عج) ليعينهما على أن يوفقا ويُحسنا في تربية ذريتهم؟ أم كيف لا يتحملا مشاق وتعب تربيتهم لأجل أن يقدموهم كبذرة طيبة غرساها في بستان الحجة المنتظر(عج)؟
فمن يعيش بشعور الأمل هو الرابح على كل حال، لأن ما يشعر به سينعكس على واقعه، فيجعله مستمتعا بالتربية، ومتلذذا حتى بتعبها، وهذا ينعكس بشكل واضح وكبير على نفسية الأبناء، فيصبحوا أكثر طوعًا واصغاءً لما يريدانه منهم، ولما يرشدونهم إليه.
أما من يريد أن يربي ويهيئ جيلا مهدويا وهو مهموم لأجل ذلك، لكن تراه يعيش حالة من القلق أو الوجل من أن لا تكون ذريته بالمستوى المطلوب، أو يخشى التقصير أو عدم بلوغ الثمرة المرجوة فهذا ذو هَم سلبي، لأنه يعكس الخوف لا الأمان، والضجر لا البهجة في نفوس الأبناء ليس فقط تجاه هذا الأب أو الأم أو على نفسيتهم بل حتى على تصورهم ورؤيتهم لهذه العقيدة ولهذا الإمام(عج)، وقد يسبب نفورًا قلبيًا فيهم، ولعل هذه من أخطر الآثار التي قد تحصل دون قصد.
لأن الأصل أن هكذا هموم وأهداف عليا ينبغي أن تجلب لصاحبها الاطمئنان والسكينة والبهجة الباطنية؛ وينعكس من وجوده ما يتناسب وإياها.
وهكذا فإن قلب كل مهدوي/مهدوية مُؤمِل لابد أن يوصله لثقة بأن مشروعه التربوي مهما كان بسيطًا، متواضعًا، لكن طالما أن نيته هي معلومة عند إمام زمانه، فهو بلا شك سينجح، سيفلح، ويقينًا سيصل لمبتغاه، لذا عش بأمل، وثق بمن لأجله تعمل، عندئذ ستسير باستقرار وسعي مستمر، ولسوف ترى أطيب الثمر إن شاء الله.
_____
اضافةتعليق
التعليقات