القراءة أعظم وسيلة تعلم عرفها الإنسان وبالقراءة نستطيع كسب المهارات وتغيير المعتقدات وتوسيع المدارك وبلوغ الطموحات، القراءة هي ديدن العظماء في كل زمان ومكان وهي العصا السحرية التي تجعل الخطباء أكثر تميزاً وتألقاً عن غيرهم حتى الأمي يقرأ والأعمى يقرأ والصغير والكبير كلنا نقرأ مع اختلاف اهتماماتنا وتوجهاتنا.
إلا أننا دائما بحاجة إلى القراءة عندما نقرأ كتاباً فإننا نتخطى الزمان والمكان نقرأ الماضي والحاضر نقطع أميالاً ومسافات ونعيش آلاف السنوات في لحظات.
وعندما نقرأ نشعر بالنعاس والملل والسرحان، هذه الأسباب وغيرها ليست لأننا لا نحب القراءة أو لأن القراءة عملية مرهقة بل لأننا لانستخدم طاقات عقلنا الخارقة التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها فسرعة العقل أعلى بكثير من سرعة القراءة التقليدية التي نقرأ بها عادة والتي تقدر بمتوسط ۲۰۰ كلمة في الدقيقة والعقل لا يبطئ سرعته أو يتوقف عن التفكير فإذا قرأنا ببطء يبدأ العقل في استثمار طاقاته الزائدة في السرحان أثناء القراءة وهذا ما يسبب الملل والنعاس.
وقبل أن نبدأ طريقنا مع القراءة السريعة علينا أن نعلم أنه مع تطبيق مهارات القراءة السريعة سينخفض معدل الاستيعاب في الأسبوع الأول والثاني وسيبدأ بالإرتفاع في نهاية الأسبوع الثاني حتى يصل إلى معدل الاستيعاب الطبيعي مع انتهاء الأسبوع الثالث وبالمداومة على التطبيق ستزداد سرعة القراءة ومعدل الاستيعاب معاً.
حقائق حول القراءة السريعة
في عصر تقنية المعلومات ومع هذا التضخم الهائل للمعلومات نحن بحاجة إلى وسيلة تمكننا من قراءة الكثير من تلك المعلومات لمواكبة التقدم وبعد ذلك نحتاج إلى استيعاب تلك المعلومات ثم حفظها حتى نستفيد منها.
لماذا لا نقرأ؟
كثيراً ما يشدنا الحماس للذهاب إلى المكتبة والبحث في موارد العلوم الحديثة بين الكتب ونبدأ باختيار كتابا تلو الآخر حتى نخرج من المكتبة بثلاثة أو خمسة كتب أو أكثر ثم نذهب إلى المنزل لتبدأ رحلة القراءة الشائقة ونقرأ كلمة تلو كلمة وسطرا يليه آخر حتى ننتهي من قراءة الصفحة الأولى ثم الصفحة الثانية على الأكثر وبعد ذلك تبدأ القصص اليومية تدور في عقولنا ونبدأ في التفكير حتى ننتهي من صفحات ونحن لا نعلم كم عددها وما كان فيها وبعد فترة نستيقظ لنعود من حيث بدأنا.
هناك العديد من الأسباب أو المشكلات التي تعيق عملية القراءة أو تمنعنا من القراءة.
وهي ثلاثة أنواع:
مشكلات قبل القراءة
مشكلات أثناء القراءة
مشكلات بعد القراءة
وفيما يأتي سندرس أسباب عدم القراءة ونتعرف عليها ونتعلم كيف نتخلص من تلك المشكلات ونكتسب عادة القراءة ومهارة القراءة السريعة.
أولاً: مشكلات قبل القراءة
1- تحديد وقت للقراءة
إننا لا نحدد غالبا وقتا للقراءة ولا نعرف كيف نقوم بذلك ونستغرب لماذا لا نقرأ، حاول أن تتخيل أنه لا يوجد وقت محدد للعمل وتخيل ماذا يمكن أن يحدث إننا لن نعمل كما يجب ولن ننجز أعمالاً بقدر ما ننجز اليوم.
2- معرفة الكتب التي نحتاج ونرغب في قراءتها
إذا عرفت ماذا تريد سيمكن عمل ذلك، هل تعرف ما الكتب التي تريد قراتها ومتی ستقرؤها، سوف تتمكن من حل هذه المشكلة قبل إنهاء موضوع مشكلات قبل القراءة.
3- خدعة المجتمع
تصور لنا الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وكذلك حديث المجالس بأن القراءة هواية وهناك من يحب القراءة وآخرون لا يحبونها مع أن القراءة حاجة أساسية وضرورية مثل الأكل والشرب فالذي لا يأكل ولا يشرب يموت والذي لا يقرأ يجمد فكره ويستقيل عقله وتصبح حياته عرضة لتيارات الفكر وتصورات المجتمع.
4- الأفكار
حياتنا التي نعيشها وتصرفاتنا التي نتصرفها ومانحب ومانكره وما نفعل ومالا نفعل كل ذلك نتيجة أفكارنا وهذه الأفكار خاضعة لنا بالكلية فإذا صورت لنفسك أنك قارئ وأنك تقرأ وأنك تحب القراءة فستصبح كذلك والعكس صحيح أما الفكرة التي علينا الاهتمام بها فهي بصفتنا بشرا معرضون لفترات النهوض والخمول فإذا ضعفت عزيمتك وقلت همتك فلا تغذ عقلك بالأفكار السلبية عن نفسك مثل: (أنا مهمل، أنا لا أهتم بالقراءة، أنا لم أقرأ منذ زمن بعيد ولن أقرأ، أنا ضعيف، أنا أضيع وقتي) هذه الأفكار من شأنها أن تنهي المعركة لصالح الظروف والمجتمع والمبررات السلبية التي لاحصر لها.
5- إدارة الوقت
إن قدرتنا على إدارة الوقت والحياة تؤثر مباشرة في القراءة فعندما نخطط لحياتنا ونحدد أهدافنا سنعرف أي مجالات الأعمال التي نهتم بها وبالتالي يكون تركيزنا عليها أكثر وقدرتنا على القراءة فيها أسهل
ومع تحديد أهداف ومعايير للحياة نستطيع أن ننجز أكثر في حياتنا مثل أنا أقرأ عشرة كتب كل شهر أو سأقرأ هذا العام 100 كتاب وهكذا يصبح هناك رغبة داخلية تدفعك للقراءة وللقضاء على جميع معوقات ماقبل القراءة، نبدأ تغيير كل عادة سلبية على حدة.
6- عدم تحديد وقت للانتهاء من القراءة
عندما تبدأ في قراءة كتاب ولا تحسب كم الوقت الذي ستستغرقه لقراءة هذا الكتاب ولا تحدد وقتا نهائيا لقراءة الكتاب (موعد محدد) قد تطول فترة قراءة الكتاب لذلك احسب الوقت الذي ستستغرقه في قراءة الكتاب سلفاً وضع موعدا محددا للانتهاء من قراءة الكتاب، تعلم كيفية حساب وقت قراءة الكتاب.
ثانيا: مشكلات أثناء القراءة
هنالك العديد من المشكلات التي تحدث معنا أثناء القراءة فتقلل الاستيعاب وتفقد التركيز، تلك المشكلات:
1- القراءة بلا أهداف
الكثير من وقت القراءة يضيع لعدم تحديد أهداف القراءة، إن تحديد أهداف القراءة يساعد على التركيز والقراءة باستراتيجية تلقائية لإنجاز تلك الأهداف.
ابدأ من اليوم بتحديد أهداف القراءة لكل ما تقرأ من مقال أو كتاب أو تحقيق أو حتى رسالة إعلانية.
2- نطق الكلمات داخلياً، آخر مرة تعلمنا فيها القراءة في المرحلة الابتدائية ولذلك تعودنا على نطق الكلمات أثناء قراءتها ثم تعلمنا القراءة دون صوت وكانت النتيجة أننا ننطق الصوت داخليا أو تمتمة.
وإن الكلمات تتمثل في العقل وتعرف معناها دون تلفظها داخليا وأنت تفهم الكثير من الكلمات المكتوبة دون نطقها مثل حروف الجر وحروف العطف و ال التعريف وعلامات الترقيم كل هذه الحروف والعلامات تأخذ وقتاً طويلاً بالقراءة التقليدية أما عند قراءتها دون نطقها داخليا ستزيد سرعتك في القراءة، إن عدم لفظ الكلمات داخلياً يعمل على زيادة التركيز وقوة الفهم لأننا نتواصل مع الكاتب من خلال القطعة النصية بشكلها المتكامل.
3- إعادة قراءة ما قرأناه
إن من أكبر مشكلاتنا مع القراءة هي إعادة قراءة ما قرأناه، هذه المشكلة هي التي جعلت بعضنا يحب القراءة وآخرين يكرهون القراءة، وإنك بإعادة القراءة تفقد اتصالك مع الموضوع ومع الكاتب وبهذا تفقد السيطرة على المادة، عندما نقرأ ينبعث صوت في داخلنا يصرخ ويقول أعد قراءة هذا المقطع أنت لم تفهم وحتى تتجاوز هذه المشكلة ضع علامة عند الأشياء التي تتوقع أنك لم تفهمها أو تريد التوقف عندها أو ترغب في حفظها وواصل القراءة دون الرجوع إلى قراءة ماقرأته، حتى تنتهي من فصل بكامله.
4- السرحان وفقد التركيز
يمكننا تقليل السرحان أثناء القراءة بعد معرفة أسبابه السرحان، يضيع وقت القراءة ويفقد تسلسل المعلومات فيسبب الملل وفقدان التركيز وقلة الفهم.
5- البحث عن السطر التالي
أثناء القراءة وأثناء التنقل بين الأسطر نفقد السطر التالي أحياناً وهذا يسبب بطئا شديدا في القراءة.
6- عدم التركيز على القراءة
راجع عملية القراءة التقليدية التي تقوم بها ستجد أن هناك مجموعة أعمال تقوم بها أثناء القراءة تشتت تركيزك مثل محاولة الاستيعاب أثناء القراءة والفهم المتعمق، صحيح أننا بحاجة إلى فهم المادة التي نقرؤها ولكن هذه العملية تأتي بعد القراءة.
7- القراءة كلمة كلمة
يمل الكثيرون من القراءة ويتبدد الحماس الذي قادهم لشراء الكتب والجلوس لقراءتها بعد قراءة أول خمس صفحات وهذا لأن مجال رؤية العين يقع على كلمة واحدة فقط وتبدأ رحلة المعاناة بالقراءة كلمة كلمة كلمة، انطلق في القراءة ولا تتوقف عند كل كلمة لقراءتها.
ثالثاً: مشكلات بعد القراءة
هناك الكثير من المشكلات تواجهنا بعد القراءة وتمنعنا من قراءة كتب ومواضيع جديدة، من أهم المشكلات التي تواجهنا بعد القراءة
1- قرأت وماذا بعد؟
2- قرأت ولم أفهم؟
3- محفزات القراءة قرأت وماذا بعد؟
قد نتوقف عن القراءة لفترات طويلة لأننا لا نجني ثماراً من القراءة السابقة فتكون قراءتنا السابقة سبباً في عدم مواصلة القراءة ولحل هذه المشكلة تأكد من تحديد أهدافك قبل القراءة حتى لا تقع في هذه المشكلة وإن وقعت الفأس في الرأس إبحث عن مواضيع تكسبك مهارات سريعة حتى تستطيع إقناع ذاتك بشكل عملي أنك تستفيد من القراءة وتواصل القراءة.
اضافةتعليق
التعليقات