إعتاد الإنسان طوال مراحل حياته منذ الطفولة وحتى المراهقة والنضوج على الإختزان، مع تعدد الطرق والأساليب والوسائل وانتهاءً بالأسباب فنجد حتى الطفل الذي لم يتعدى عمره الرابعة قد يُخبئ بعض الأغراض ويختزنها في مكان خاص لأسباب طفولية أو حتى بلا أسباب.
ثم نجد أن الفترة الحرجة من المراهقة قد ترافقها مرحلة إختزان لبعض الأشياء كأقراص الفيديو والألعاب... بينما يتخزن الإنسان الناضج بعض الأشياء كالأدوية والكتب وما إلى ذلك وقد تتعدد الأسباب حول هذه العادة وأحد الأسباب البارزة التي تدفع الإنسان لمثل هذا الفعل هو أن يكون في المستقبل في حاجة للاستفادة من هذه الأشياء مما يدفعه لإختزانها وإكتنازها بدلاً من رميها حتى وإن لم يكن في حاجة حالية إليها.
وقد أشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أن هذه العادة قد تتطور لما يشبه الوسواس القهري تحت ما يسمى بالإكتناز القهري وهو أن يخزن كل شيء المهم وغير المهم وحتى التالف تحت شعار (قد يكون نافِعا)، ومن هنا نجد أن الإختزان عادة فطرية في نفس الإنسان.
وقد يكون إختزان العلم من أحسن أنواع الإختزان، يختزن الإنسان علومًا قد تكون ذات فائدة مستقبلا أو حتى أنها قد تنقذ حياته أو حيوات أقاربه ذات يوم... فيخزن الإنسان العلوم الصحية والنفسية والتربوية التي من شأنها أن تغير حياته ذات يوم حتى لو لم يكن بحاجة إليها في الوقت الحالي .
فنجد أن الطبيب على سبيل المِثال لا يكتفي فقط في دراسة تخصصه الطبي، فعلى سبيل المثال قد تجد الصيدلاني والممرض وطبيب الأسنان في ورشة للإسعافات الأولية! على الرغم أن تخصصاتهم ليس لها علاقة بالاسعاف لكن كون أنهم ذوو تخصصات طبية ويُنظر لهم في المجتمع على أنهم شخص واحِد مهمته إنقاذ روح من الهلاك، فعليهم أن يكونوا على معرفة بأغلب المعلومات الصحية ومن أبسطها الإسعافات الأولية، فأنت وان لم تكن ذو تخصص طبي بل كان تخصصك إدارة أو تربية أو هندسة أو فن فعليك أيضا أن تثقف نفسك من هذه الناحية وتختزن في طيات عقلك كل ما من شأنه أن ينقذ حياتك في وقتٍ ما، فلنفرض -والله الحافظ - أن يواجهك ذات يوم موقف يتطلب منك أن تجري الاسعافات الأولية لشخصٍ غريب تعرض لحرقٍ أو نزيف أو صدمة وأنقذته من فمِ الموت وأحياه الله على يدك فقط بسبب العلم المخزون الذي إكتنزته لهذه اللحظات الحرجة، فكم ستكون بفخرٍ أمام الله وأمام نفسك ومجتمعك هذا وهو غريب، فكيف لو كان قريباً!.
مثل هذه الحوادث كثيرة والله هو الحافظ لنا منها لكن هذا لا يعني أننا مُحصّنون منها في أية لحظة، فيجب على الإنسان أن يخزن ما هو ذو نفعٍ له ولا يسأل عن وقته وأما الوسائل فهي كثيرة بضغطة زرٍ قد تجد الكثير من الورشات الطبية المجانية والمدفوعة التي قد تقدم شرحًا تفصيليًا للأساسيات في الإسعافات الأولية سواء أكانت حضورية أم إلكترونية عليك بالسعي وعلى الله السعة.
اضافةتعليق
التعليقات