• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

في ختامِ شهرِ صبِ الرحمةِ الالهيةِ.. هل أصبحتَ عبداً رحيماً؟

فاطمة الركابي / الأثنين 27 كانون الثاني 2025 / اسلاميات / 624
شارك الموضوع :

إن التعامل بأدب مع رب هذا الشهر هو ما يجعلنا أقرب لنيل ما وعد به الحديث النبوي

جاء في وصف شهر رجب إنه الشهر الذي تصب فيه الرحمة الالهية على العباد كما قال النبي (صلى الله عليه وآله): "رجب شهر الله الأصم [الأصب] يصب الله فيه الرحمة على عباده"(١). وهذه من أعظم وأهم عطايا هذا الشهر، فمن منا لا يطمع في رحمته سبحانه، ويرجو ألا يصيبه شيء من غضبه أو سخطه، ولكن العبد الشاكر حقاً لا يكتفي بذلك فقط، لا يكتفي بالطلب أو الأخذ، بل يطمح أن يكون هو متخلق بذلك، فيصنع هذا القلب بمصنع رحمة الله المصبوبة عليه، فيكون رحيماً مع نفسه ومع غيره.

كيف نصل إلى العبد المصبوبة عليه الرحمة الالهية؟

إن التعامل بأدب مع رب هذا الشهر هو ما يجعلنا أقرب لنيل ما وعد به الحديث النبوي، فمن لا يولي بوجهه عنه، بل يقبل عليه بكله ويمد إليه يده باستكانة وافتقار، ستصب الرحمة في قلبه، أما كيف نعرف إننا منهم؟ فمن خلال رؤية هذه الرحمة في تفاصيل حياتنا أي أن تصبح نظرتنا نظرة الرضا والحمد والإمتنان، نرحم أنفسنا من كل ما يجعلها ساخطة على أقدار ربها وقضائه الجاري، فلا نراها إلا رحمة بنا مهما كان ظاهره يصور لنا على أنه عقاب أو غضب منه سبحانه.

فمتى ما نظرنا بعين الرحمة لن نعمى عن رؤية الحكمة مما جرى علينا به قضاءه، ولن يصعب علينا إدراك ما علينا تداركه أو تصحيحه كي ترفع عنا تلك البلاءات، بل حتى أقدار الخير نحتاج أيضاً لعين القلب هذه لنشكر كي لا تزول عنا، فهناك من ينظر بعين الاستحقاق، لا الفضل والرحمة الالهية فيخرج بذلك من عبوديته التي تستوجب عليه أن يكون مفتقراً لمعبوده دائماً.

كيف نصل إلى العبد ذي الرحمة المصبوبة على العباد؟

عن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) أنه قال: «فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يَتَوَدَّد إلى مَن يُؤذيه بأوليائه، فكيف بِمَن يُؤذى فيه؟! وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يُعاديه، فكيف بمن يترضاه ويختار عداوة الخلق فيه؟!» (٢).

هذه الرواية كفيلة بأن نعرف إن التخلق بأخلاق الله تعالى تحتاج إلى همة وتهذيب وسعي -وكلاً ينال بمقدار ذلك- فأن ترحم خصمك أو عدوك أو من آذاك صعب، خاصة إن كنت قادراً على أن تأخذ منه حقك، إذ إن الانتقال من العبد ذي الرحمة المصبوبة [عليه] إلى العبد ذي الرحمة المصبوبة [منه] على غيره تحتاج أولاً وقبل كل شيء إلى ما تقدم، اي أن ينال قلبه هذه الرحمة المصبوبة ويعيشها في حياته، ثم يتمكن من التعامل بها مع غيره.

مفتاح التعامل مع الآخر بالرحمة

عادة ما تقرن الرحمة بالعلم، فتعالى أرحم الراحمين، لعلمه المطلق بمخلوقاته، لذا وسع كل شيء رحمة، وهكذا أوليائه من الأنبياء والرسل والأوصياء والصالحين، فرحمة الله تعالى تجلت بهم لأنه سبحانه ولاهم على خلقه، وأعطاهم من علمه، حتى خص إرسال خاتم الأنبياء ومدينة علمه بالرحمة بقوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، لأن الرحمة هي التي تبني المجتمع وتحافظ على سلامة ونقاء القلوب في العلاقات بين بني البشر، ولهذا سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) تتقدم فيها الرحمة على الشدة مع الجميع، فهو الحليم العليم، بالنتيجة كلما زاد الإنسان علماً بنفسه إنه هو محتاج لرحمة الله تعالى، ضعيف، لن يرى غيره إلا بعين الرحمة.

ومن أبرز مصاديق ذلك هي الرحمة بين الأزواج، في العلاقة الزوجية تعالى قدم المودة والرحمة على أي شيء آخر لبناء هذه العلاقة وضمان استمرارها ونجاحها، فالزوج لما يخطئ أو يسيء عندما يعلم شريكه بأنه ليس بمعصوم، وأنه فيه خصلة نفسية هو ضعيف في التعامل معها أو السيطرة عليها في هذا الموقف أو غيره لن يراه عدوه بل يراه بعين الرأفة، يكون رحيماً في ردة فعله ويتجاوز عنه، أو أنه يعلم إن ما خرج منه من كلام له أبواب أخرى يمكن أن تكون هي المرادة لا المراد الظاهر الآن، هنا لن تكون ردة فعله المثل أو القسوة بل سيكون رحيماً.

وهكذا في التعاملات الاجتماعية خاصة في النقد أو النصح، فالمعاملة برحمة يعني أن ننظر إلى حسنات الشخص لا إلى تلك السيئة التي صدرت منه الآن، إذ أن النظرة غير الرحيمة هي تلك النظرة الضيقة الأفق جداً بحيث تجعلنا نحصر وجود ذلك المخطئ كله بتلك السيئة التي صدرت منه فنراه سيئاً بكله فلا نرحمه، بينما النظرة الواقعية/ الرحيمة تسهل على الإنسان أن يتجاوز ويتعامل بلطف لا حدة في النصح أو النقد أو حتى التقبل لفكرة أن المقابل الذي لم نرَ منه إلا الحسنى إنه الآن هو وقع في الخطأ أو صدر منه ما هو ليس بحسن!.

خطورة غياب الرحمة في التعاملات الاجتماعية

إن غياب أسلوب الرحمة قد تجعل الإنسان لا شعورياً يصل إلى مرحلة الكره والبغض وهي حالة تطرف في المشاعر، فيمتلئ القلب في الظلمانية تجاه المقابل فلا يستطيع أن يتقبل أن فيه أي نور يُرى أو يُرتجى، فمن تراه بهذه الصورة قطعاً سيراك غير منصف له لأنك لا تُريه إلا زلته وكأن لا خير قد صدر منه يوماً ما، أو يمكن أن يصدر منه مستقبلاً، وهنا لن يحسن الظن بنصحك بل سيراك حقوداً حاسداً وقد تنقطع العلاقة بدل أن تتعمق، ولا يثمر ذلك النصح أو النقد الذي قد يكون صائباً، ولهذا الطرفين خاسرين!.

بالنتيجة يأتينا هذا الشهر ليصب هذه الرحمة فينا.. تلك التي ما نزلت بقلب إلا زينته بالخير والنور فشع منه ولغيره، وما رفعت من قلب إلا خرج معها كل خير ولطف ورأفة فيصبح صاحبه فظاً غليظ القلب، سريعاً ما ينفض الناس من حوله.

_______

(١) ميزان الحكمة: ج٢، ص١٠٥٢

(٢) تحف العقول: ٢٩٤.


شهر رجب
الايمان
الرحمة
القرآن
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟

    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    آخر القراءات

    الفيتامينات تحافظ على صحة الشعر.. تعرّف عليها

    النشر : الأثنين 04 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    موقع بشرى حياة يعلن عن أسماء الفائزات في المسابقة الغديرية للمقال

    النشر : الخميس 04 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    السعادة المبطنة!

    النشر : الخميس 18 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    كلمة حب

    النشر : الخميس 30 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    آيةٌ وإضاءةٌ للحياةِ: هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى

    النشر : الخميس 26 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    أسس بناء البيت المهدوي: الأمل والثقة

    النشر : الأحد 12 كانون الأول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 512 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 397 مشاهدات

    حين يصبح الموت سلعة... ضياع الضمير في زمن الاستهلاك

    • 383 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1424 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1101 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1083 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1071 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1031 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن تصميم المجوهرات.. بوابة لعالم الرقي
    • منذ 3 ساعة
    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي
    • منذ 3 ساعة
    ماهو الصداع النصفي وكيفية علاجه؟
    • منذ 3 ساعة
    البطاطا محبوبة الملايين.. طعام صحي أم عبء غذائي؟
    • منذ 3 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة