لم تكن حياتهم وخطواتهم مجرد أرقام أو سيرة دونت في أوراق بل هي عبرٌ ودروسٌ لنا في كلِ خطوة فكانوا منهاجُ حياةٍ للمؤمنين فقد احتلّ أهل البيت (عليهم السلام) المنزلة الرفيعة في قلوب المسلمين لما تحلّوا به من درجات عالية من العلم والفضل والتقوى والعبادة وكلما تعمق الانسان في حياتهم أكثر كلما أدرك قيمتهم ومدى الرحمة التي حبانا الله بها بوجودهم ولكل إمام مسؤولية خاصة تختلف عن الآخر من الجانب الذي يناسب الزمن والناس في عصره ولكن جميعهم يصب هدفهم في اتجاه واحد ألا وهو الحفاظ على الدين والاسلام والشريعة.
وها هو اليوم الذي يمر علينا شهادة الامام الحسن العسكري والد إمام زماننا القائم المنتظر الإمام الذي نشأ وتربّى في ظلّ أبيه الذي فاق أهل عصره علماً وزهداً وتقوىً وجهاداً. وصحب أباه اثنين أو ثلاثاً وعشرين سنة وتلقّى خلالها ميراث الإمامة والنبوّة فكان كآبائه الكرام علماً وعملاً وقيادةً وجهاداً وإصلاحاً لاُمّة جدّه محمد (صلى الله عليه وآله)، وقد عانى ماعانى في حياته من أمور عدة ومنها الحصار والتَّضييق والتّشديد عليه، وقد سجن خلالها مرات عدّة في سجون بني العباس. وقد أشار الإمام (عليه السلام) إلى مدى معاناته، عندما كان يرسل الرسل إلى شيعته ليوجّههم: فقال "ألا لا يسلّمنّ عليّ أحد، ولا يشير إليّ بيده، ولا يومئ، فإنّكم لا تؤمنون على أنفسكم- ومن هذا علينا أن ندرك أن المعاناة التي واجهها هي رسالة لنا أن علينا أيضا مسؤلية الحفاظ على الدين بعدهم بالتمسك بهم والاقتداء الحقيقي لايصال صورة الاسلام التي أرادوا تثبيتها.
إنّ إخلاصنا لآل البيت والإمام، لن يكون إلّا بإخلاصنا لكلّ القيم والمعاني التي لأجلها عانى وتألم، ولأجلها قدّم كلّ التضحيات.
أن نكون أمناء عليها، وعلى الرسالة التي أرادوا تثبيتها بأرواحهم ودمائهم (عليهم السلام) أن على الانسان المؤمن أن يرسم منهاج حياته لكي يستطيع السير بالشكل الصحيح والطريق القويم وأهم نقطة كان من الجدير بذكرها لكي يكون الانسان رساليا بالأساس، هو اختيار المجالس التي يكون فيها ومادعى لذكر هذه النقطة بالغة الأهمية هو التاثير الذي يحدثه الانخراط في المجتمع من غير النظر إلى الفوضوية العقلية التي تعيشها أغلب المجتمعات، فإنّ الانخراط في المجتمع والتفاعل معه يؤثر على عقلية الفرد تأثير واضح ودقيق من دون وعيٍ منه وبهذا يؤثر على الفرد وهدفه فليس صحيحاً أن نجلس أيّ مجلس لمجرّد أنّنا اجتماعيّون؛ لأنّ المجلس قد يؤثّر فيك أكثر ممّا تؤثّر فيه، وقد يلقي بظلاله على أخلاقك وسلوكك وطريقة تفكيرك، وكما في المثل المعروف:
"قل لي من تعاشر أقل لك من أنت"، وهناك العديد من المجالس التي لا تليق بالمؤمن ولا تخدم مسيرته وروحيّته الرسالية، هذا إذا كان حقا يقتدي ويقدر قيمة وجوده ووجود الإمام.
اضافةتعليق
التعليقات