يعرَّف التأمل على أنه ممارسة تتضمن مجموعة من التقنيات المختلفة التي تساعد الأفراد على الوصول إلى حالة عالية من التركيز، ومستويات جديدة من الوعي، وقد أظهرت نتائج الأبحاث إن له فوائد للعقل والجسد على حد سواء.
يخشى البعض ممارسة التأمل باعتباره طقس روحاني إلا إن التأمل ممارسة لا تنتمي إلى أي توجه على نحو الخصوص واستخدمت بشكل بواسع في الطب النفسي الحديث.
فوائد التأمل يمكن أن تتلخص بـ:
1) التأمل والتوتر
تتمثل إحدى الفوائد الرئيسية للتأمل في قدرته على تقليل التوتر. إن استجابة الجسم للتوتر تجعله على أهبة الاستعداد للقتال أو الجري، في بعض حالات الخطر الشديد تكون هذه الاستجابة الجسدية مفيدة، ومع ذلك ومع استمرار مسببات التوتر يمكن أن تسبب هذه الكيمياء المتولدة في الجسد ضرراً بالغاً، يؤثر التأمل على الجسم بطريقة معاكسة للتوتر عن طريق تحفيز كيمياء الاسترخاء في الجسم معيداً إياه إلى حالة الهدوء، ومساعداً الجسم على إصلاح نفسه مانعاً أي أضرار جديدة قد يسببها التوتر في المستقبل.
2) يساعد على الاسترخاء
إضافة إلى الاسترخاء العقلي، يساعد التأمل على الاسترخاء الجسدي، ومن الواضح أن هذه الجرعة المزدوجة من الاسترخاء يمكن أن تكون مفيدة في التخلص من التوتر، ومع الممارسة المنتظمة يمكن أن يحقق التأمل المرونة النفسية طويلة المدى وهذا ما يمكن عده كمكسب أعظم من هذه الممارسة.
أظهرت الأبحاث أن أولئك الذين يمارسون التأمل بانتظام يبدأون في ملاحظة تغييرات في استجابتهم للتوتر والتي تسمح لهم بالتعافي من المواقف العصيبة بسهولة أكبر مع تولد قدر أقل من الإجهاد من التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
كما أكدت الأبحاث أن التأمل يساهم بتوليد حالات مزاجية إيجابية لدى الممارسين، وأولئك الذين يتمتعون بحالات مزاجية إيجابية أغلب الأحيان يكونون أكثر مرونة تجاه الإجهاد، ووجدت أبحاث أخرى تغيرات في أدمغة ممارسي التأمل المنتظم والتي ترتبط بانخفاض رد الفعل تجاه الإجهاد.
يساعد تعلم ممارسة التأمل على إدارة وتوجيه أفكارك عندما تقع في أنماط التفكير السلبي، وهذا في حد ذاته يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر.
3) صحة أفضل
يعكس التأمل آثار التوتر، وبالتالي يحمي من نتائج التوتر المزمن، فهو يسهم بـ:
- استخدام الأوكسجين بكفاءة أكبر.
- إنتاج الغدد الكظرية لكمية أقل من الكورتيزول.
- عودة ضغط الدم إلى طبيعته.
- تباطؤ معدل ضربات القلب والتنفس.
- تحسين وظائف المناعة.
- إبطاء شيخوخة العقل.
- صفاء الذهن وزيادة الإبداع.
- تعرق أقل.
يجد الأشخاص الذين يمارسون التأمل بانتظام أنه من الأسهل التخلي عن العادات الضارة مثل التدخين والشرب والمخدرات.
للتأمل كما أوردنا سالفاً فوائد عظيمة إذن كيف نتأمل؟
يعتقد معظم الناس أن التأمل لكي يكون مثالياً عليه أن يكون طويلاً في مكان خالٍ تماماً، والوقت الفسيح وخلو المكان أمران لا يتوفران لمعظمنا، مما يجعل ممارسة التأمل أمراً شاقاً وتجربة ثقيلة على النفس، ما نحتاجه هو أن يكون التأمل عادة يومية ولو لبضع دقائق ثم مع الوقت تتكوّن نسخة أكثر تخصيصاً لتلائم احتياجاتنا، لا وجود لتأمل خاطئ وآخر صحيح، المهم أن نبدأ في النظر إلى دواخلنا مع عقد نية أن نبقى على الحياد، أن نراقب فقط.
اضافةتعليق
التعليقات