ينبغي وضع العُقد بالمعنى الصحيح في مجموعة اتصالية تتنقل بين التكييف والهذيان، مجموعة إتصالية سيكلوجية بالمعنى الصحيح، بإمكانها أن تمثل درجات تمركز العقدة الحاصلة:
1 . التكيفات الصادقة والبسيطة (مثلاً، حسب تقنية حديثة) للتربية الرياضية رمي ولد في الماء بشكل غبي بغية تعليمه السباحة، وقد حصل له خوف مهيب مع نوع من الاختناق، هذا الولد سيرفض في المستقبل وخلال كل حياته الدخول إلى الحمام للاستحمام... أو مثل هذا الفرد أصبح مريضاً حتى الموت بالتسمم بعد أكله محار ملوث سوف لن يأكل أبداً أي نوع من الصدف الخ....
٢. الاضطرابات السيكوحركية المزمنة (تلقى ولد مثلا كبتاً مخيفاً في علاقاته مع أبيه أو أنه سخر منه بدون شفقة لصعوبات عادية في اللفظ يصبح عنده تأتأة مدى حياته...).
٣ ـ الاضطرابات في تكوين الخلق (مثل عملية تلقي أوامر متناقضة في مراحل الطفولة الأولى من قبل الأشخاص المحيطين به.ـ فالواحد يأمر بما ينهيه الآخر، أو الأول يفرض القصاص في حين أن الآخر يتقبل التصرف بسرور، كل ذلك يؤدي إلى خطأ مزمن في التوجيه في مجال العلامات الضرورية لتنظيم الأنا، أما أن يحصل تخريب نهائي للقيم ونمو الأنا بدون أبعاد اجتماعية أخلاقية. فالطفل الذي يعيش باتحاد وثيق مع أهل قلقين ينتابه باكراً فرط في الانفعال القلق...).
٤ـ أمراض الأنا، العصاب النفسي والهذيان في حال كنا نعتقد أن أسباب الأمراض العقلية يعود للأشياء النفسية، علينا أن نتقبل بأن تجارب غير متوازنة يمكن أن تدخل في مراحل الطفولة على مسافات متغيرة زمن النمو النفسي، اضطرابات خطيرة. مع العلم أننا نأخذ بعين الاعتبار الأوضاع السابقة أو ضعف عصبي - فيزيولوجي تكويني، فالأسباب القريبة هي نفسية (مثلاً. إذا رُمي ولد منذ ولادته وعُذِّب من قبل أم ترفض الأمومة أو أنه كان هو نفسه مريضاً عقلياً، ينمو عنده هذيان في مجرى حيـاتـه اللاحق...).
تقع العقد، التي نصفها، بالمعنى الصحيح، بين هذه المجموعة الممتدة من السّمة الأولى حتى الرابعة، وقد تنتج هذه العقد أيضاً من تجارب بارزة في الطفولة أو المراهقة. عند الاقتضاء يمكننا أن نطلق على العقد كل الاضطرابات الحاصلة من الفئات الأربع ذات التجاذب المتشابك، وقد تتطور العقدة في بعض المجالات نحو العصاب وحتى نحو الهذيان بين التجارب البارزة المولدة للعقد هناك فئتان كبيرتان:
أ) الصدمات النفسية، أي الصدمات العاطفية، مثلا الابتعاد عن الجو العائلي في عمر مبكر حيث أن الولد لا يعي الأسباب الموضوعية "لابتعاده" أو عند المراهق صدمة الاغتصاب.
ب) الأجواء النفسية المضطربة أي الأثر الحاسم لشروط الوجود الممتدة في الزمن كالإصابة بالحسد السري لسنوات طويلة نحو أخ أو أخت يُنظر إليه أو إليها بنظرة اعتبار، أو عدم التمكن من التعبير الفوري، أو انقضاء كل فترة الطفولة بانهماكات قاسية بمشاكل الدراهم، أو تصور قسري للدراهم عند الأهل أو القيام باصطدامات: بين أعضاء العائلة بسبب الدراهم؛ وفي حال اعتباره طفلا مدللاً معبوداً، أو اعتباره متفوقاً. الخ..
مثل هذه التجارب أصبحت كقواعد عامة، أي أنها لم تثبت فقط كقاعدة عامة، كنموذج، كفعل تقريري، لكنها أصبحت كمركز لفئة وأنتجت مفهوماً مستعاراً، مفهوم له دور في تأسيس مجموعة علامات وتصرفات تجاه الاستجابات ثم بناء الجهاز العاطفي الذاتي المكبل والمشحون الذي يسعى، منذ اللحظة الأولى إلى تنظيم المواقف (بتغيير اتجاهها) التي تجابه الأنا.
اضافةتعليق
التعليقات