لطالما رأيتُ عشرات الناجين من مرض السرطان وغيره من المُهلكات يُحفزّون الناس المبتلية به على أمل الشفاء ورحلة الصبر والسكينة حتى التشافي ومن ثم ممارسة الحياة بصورة أجمل وبرؤية أقوى من ذي قبل.. وفي المقابل لم أرَ شخصًا واحدا ممن فشل بعلاجه يمنع المُسرطنون الآخرين من جرعات الكيماوي لأنه هو من فشل به!.
مايحصل حديثا هو ارتفاع صوت الفاشلين وباثيّ سموم السرطان الإجتماعي بين الناس.. حيث نجده في أماكن كثيرة كالتجمعات والجلسات الاجتماعية ومواقع التواصل والتلفاز وغيرها يستعرضون الفاشل بأي نوع كان ويضيفون لما فعل الملح والبهار ويُغذّون بها عقول المجتمع البسيطة على أنها الدرس أو التحذير الذي ينبغي التعلم منه ولكنهم يجهلون أنهم بذلك يضعون بذرة مسرطنة بأرض خصبة لكي تنمو من جديد وبذلك قد لا يجدِ أي علاج لهذه البذرة إن تكاثرت وتجذرت..
لن أنسى صوت تلك الفتاة البائس ممن فشلن بالزواج كانت تقول جميع المسلسلات التي رأيتها لا يوجد بها علاقة زواج ناجحة.. كيف ولماذا أنجح أنا؟!
قد تكون عبارة مبالغ بها ولكن هناك من لا يعيش على مبدأ التركيز لما يريد وبما يريد وبذلك يدخل نوايا الناس والمجتمع وما يرسمونه له ويصبح ضحية لمسلسل رآه أو قصة سمعها وأخذ عبرة مدمرة منها أو حكاية تقمصها من مخوّف وسلبي وهكذا حتى تتوارد هذه القصص ويتجذر السرطان الاجتماعي بلا بتر ناتجا ضياع وفشل وخسارة جزء كبير ممن يعيشون معنا ويشكلون مجتمعنا..
لا أحد يرفض التسلية المفيدة وغيرها مما يضفي نكهة الحياة على الروح إنما بطرق أكثر حداثة وبالتركيز على الذات وترفعها ومعالجة ندوبها وملئ فراغاتها والتركيز على ماتحب وتريد وليس بالتقمص بما فعل الناس ولماذا فعلوا..
فكلنا كنفس واحدة خلقها الله نشكل دائرة واحدة لا تفتأ هذه الدائرة بالدوران لتضع من جرحوا غيرهم واستعرضوا همومهم بنفس المكان ليذيقوا حسرته ووطأته.
ثم لننظر بنظرة الرحمة لما سوانا ولنعي قيمة التجربة حيث إن البشري جُبِل عليها لذا إن إستطعنا لنعطيه إرشادات الطريق وليس عدد ضحاياه.
اضافةتعليق
التعليقات