ما أكثر من عبروا الدنيا، ومروا بنا مرورا سريعا خاطفا، وجودهم كعدمه؛ لم يتركوا أثرا ولم يُحدثوا فرقا في معادلة الحياة..
وهناك في المقابل أشخاص تركوا نمطا مختلفا ومغايرا.. حتى كأنهم لم يستطيعوا الرحيل دون أن يخلّفوا وراءهم شيئا يذكّرنا بهم، وسيرة نتنسم شذى عطرها حين تباغتنا الدنيا بصنوف الامتحانات.. إنهم أحدثوا الفارق فكانوا بحق أشخاصا مؤثرين.. فهل تود أن تكون أحد هؤلاء؟
مع الشخصية المؤثرة ننطلق، وفي رحابها نحث السير قدما لنعطي حياتنا ألقا جميلا.. ومن خلالها ندرك قيمة التفاعل والتواصل والتفاؤل، والتي تضفي بمجموعها لتجربتنا الأرضية رونقا ومعنى ووفرة وثراء.
فما هي مقومات الشخصية المؤثرة؟
بداية لابد من القول: الشخص المؤثر ليس بالضرورة أن يكون عبقريا، أو ذو ذكاء حاد، كي يصبح انسانا مؤثرا في مجتمعه، يكفيه أن يكون انسانا فحسب.
من مواصفات الشخص المؤثر هي كالتالي :
١/ شعاره الصدق :
أي إنه يحمل الصدق معه أينما حل وأينما ارتحل، فالمصداقية لا تكون في الأقوال فقط وإنما في الأفعال أيضا.
والإنسان بطبيعته ميال إلى الصدق والصادقين، بينما ينفر ممن لا مصداقية له، فكيف بمن يريد أن يكون شخصا قياديا، يحاول أن يؤسس طريقته الخاصة لكي يتبعه الناس ويتأثرون بكلامه، فلا مناص أمامه سوى الصدق شعارا يلتزم به في كل وقت.
٢/ القدرة على الحوار :
لكي يكون الإنسان ذو شخصية مؤثرة، عليه أن يمتلك قدرة فائقة على التحاور وإدارة دفة الحديث بينه وبين الآخرين، وكلما كان محاورا جيدا ولبقا في الحديث، كلما كانت فرص استحواذه على القلوب أكثر..
لكن هناك من يسيء الفهم في هذا الجانب، لربما يتصور أحدنا أن الإنسان المؤثر بإمكانه أن يتحكم بالآخرين ويهيمن على آرائهم عبر فرض رأيه بالقوة مثلا، بينما الصحيح أن المؤثر لا يمكنه أن يستميل الآخرين، أو أن يؤثر فيهم إذا تعنت بآرائه أو حاول أن يفرض رأيه عليهم، وهذا بالذات مما تمجه العقول وتنفر منه الطباع.
٣/ الثقة بالنفس :
أولى خطوات الثقة بالنفس هي الإيمان بقدرات الذات، وما تنطوي عليه النفس البشرية من طاقات خلاقة ومواهب جمة، ليس على المرء سوى التنقيب عنها واكتشافها بنفسه.
وتنمية الثقة بالنفس تبدأ من بواكير حياة الإنسان، من خلال الأسرة باعتبارها الخلية الأولى في بناء قدرات الطفل، وذلك عبر اعطائه المسؤوليات والمهام التي تتناسب مع عمره وقدرة تحمله، وكذلك عبر السماح له باتخاذ القرارات التي تخصه، من دون توجيه الأوامر له من باب افعل ولا تفعل.
ولا يخفى أن الثقة بالنفس هي مفتاح نجاحات الشخصية المؤثرة، ولا يمكن للمرء أن يصبح قياديا وشخصا مؤثرا وهو يفتقد لأهم مقوم من مقومات التأثير في الآخرين.
بهذه المفاتيح الثلاثة وغيرها، يمكننا أن نصنع انسانا مؤثرا في المجتمع، ذو كفاءة قيادية تأخذ بأيدي الشباب نحو التقدم والازدهار.
اضافةتعليق
التعليقات