• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

التغيير.. الخطوة التي نخشى

مريم حسين العبودي / الخميس 26 آب 2021 / تطوير / 2153
شارك الموضوع :

الركود يُرادف الموت، المياه الساكنة لا حياة فيها، القلب الخالي من المحبة لا نبض له، وجذع الشجرة الميتة لا ماء يسري في عروقه

التغيّر، ذلك الهاجس المرعب الذي نخشاه على أنفسنا والآخرين، ونشعرُ بالعار من الاعتراف به كأنه ذنبٌ اقترفناه. أتذكر موقفاً في فترة سابقة من حياتي، بعد أن عرف الكثيرين عني حبي للشاي وكرهي للقهوة ورائحتها! بعد مدة من الزمن أحببت القهوة، بل وأصبحت أبتكر طرق خاصة لإعدادها كما أرغب، قهوة مع مبيّض وحليب، نسبة الحليب مرة أكثر ومرة أقل، سكر إضافي أو من دون سكر، ملعقة من مسحوق الكاكاو غير المُحلّى، أو قطعة شوكولا تذوب في السائل الغنيّ فتكثّف قوامه، إضافةً لمتعة تكوين الرغوة المترفة على سطح الفنجان.

في عدّة مواقف كان الأصدقاء يُظهرون علامات التعجّب! أحقاً؟ كيف؟ لم تكوني تحبيها! كذلك كنتُ اعتدت القول إنني لا أحب الألوان الزاهية وبعد مدة من الزمن أجدني اقتنيها وأرتديها. العبرة في هذه الأمثلة هو إننا في كثير من الأحيان نخشى الخطوات التي تسلخُ عنا عاداتنا القديمة أو حريٌ بي القول "نحنُ القديمين"، يُصيبنا خوف التطوّر، خشية أن تهتز صورتنا المؤطرة والمثبتة بعناية على جدرانهم، أو أن تفسُد قوالبنا التي يضعونا فيها. أو ربما خشية أن نؤول إلى ما لا طاقة لنا به، خشية الولوج في متاهات نعجز عن الخروج منها مرة ثانية، خشية الخدوش التي قد تصيب سطحنا الظاهري ويمتد ألمه إلى الداخل، فتظهر بواطننا للملأ دون غشاوة أو ستر! ونحن الذين أٌتخمنا بالتخفيّ والاختباء كيلا يُشارُ إلينا ببنان خيانة الذات والتلوّن.

الركود يُرادف الموت، المياه الساكنة لا حياة فيها، القلب الخالي من المحبة لا نبض له، وجذع الشجرة الميتة لا ماء يسري في عروقه. نحنُ مجبولين على التغيّر والنمو، لا شيء يبقى على حالٍ واحدة مهما بُذل جهداً في ابقائه ومهما جاهد صاحبه في احاطته ببناءٍ صلد.

كلُ شيء يُمكن أن يتحوّل إلى شيء غير مرغوب فيه بين ليلة وضحاها، حتى أحبُ الأشياء إليك في اللحظة الراهنة قد تتحول إلى أمر روتيني ممل لا تجد لذة في فعله فيما بعد، وحينذاك ستواجه ملامة التغيّر، وقد تُتهم بأنك متقلب وهلاميّ، بل ومتناقض لا ترسو على بر ولا تتمتع بشخصية ثابتة.

حينذاك يبدأ صراعٌ شديد الوطأة، بين محاولة اثبات الذات والتصالح معها أو إعادة قولبتها لتلائم المجتمع الذي يُحيط بها والدخول في منطقة الراحة والتراخي وترك الأمور تجري كما ينبغي لها، بهدوء وسلاسة دون أن يُعكّر صفو أيامنا شيء ودون عواصف تثير غضب بحارنا الهادرة! الأمر موكولٌ إليك، أن تهذّب نفسك وتعلم أن من علامات نجاح هذا التهذيب هو التغير والتطور في الأنظمة الذاتية، شاعرك المفضل وأكلتك التي لطالما فضّلتها ومعتقدك الذي رسخه فيك أبواك لا يمثلانك، فأنت كائنٌ مميز من الله بعقلٍ لا يُقدر بأثمان الدنيا، عقلٌ لا تنفك الدراسات والعلماء يحتارون في خبايا تكوينه ويزدادون بذلك حيرة وانبهاراً، أنت صنيعةُ نفسك لا المجتمع ولا الناس، وإن شئت أبقيت على نفسك كما أنت، لكن هل ستُحب منظر الصخرة التي في رأسك بعد مرور الزمن!.

شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    جبل عباس علي في ألبانيا: رمز التعايش الديني تحت راية العباس

    النشر : الأحد 04 آب 2024
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الامام الحسين.. رمز للإنسانية وخيمة لكل الأديان والطوائف

    النشر : الخميس 27 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الماسونية في بيتك.. انتبه!

    النشر : الأربعاء 29 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    ما الوقت الذي عليكِ انتظاره بين صبغات الشعر؟

    النشر : الثلاثاء 26 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    أم البنين.. أم استثنائية ولدت رجالا استثنائيين

    النشر : الأربعاء 19 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الندرة المضللة: تأثير روميو وجولييت

    النشر : الخميس 20 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 3 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 367 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 351 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 7 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 7 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 7 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة