يُعرّف الذكاء الاجتماعي بأنّه القدرة على التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات تسودها المحبّة والالتزام، حيث يتشكّل نتيجة فهم الإنسان لنفسه، وقدرته على التحكّم بعواطفه، بالتالي فهو يرتبط جداً بالذكاء العاطفي، إذ يُغطي الذكاء العاطفي عدّة جوانب متعلقة بالوعي العاطفي، وكيفية إدارة الشخص لحياته قبل مشاركة الآخرين بها، بينما يبدأ دور الذكاء الاجتماعي بالتواصل مع الآخرين؛ حيث يحتاج الشخص لتوظيف مهارات الذكاء الاجتماعيّ؛ كالتعبير، والحوار، والاستماع، والمصالحة، وغيرها.
يُعدّ الذكاء الاجتماعيّ من المهارات المكتسبة التي يبدأ الإنسان باكتسابها في مرحلة المراهقة ويُطوّرها مع مرور الوقت.
ومن أهم مهارات الذكاء الاجتماعي الأساسيّة:
مهارة التحدث والحوار: يتميز الشخص الذكيّ اجتماعيّاً بقدرته على الحديث مع مختلف الأشخاص بأسلوبٍ لائق ومهذب، إذ يمتلك ما يُسمى بمهارات التعبير الاجتماعيّ، ودائماً ما تكون الأنظار مُتجهة نحوه في الجلسات الاجتماعيّة.
مهارة الاستماع الجيد: يتسّم الشخص الذكيّ اجتماعياً بالقدرة على الإصغاء للآخرين، لذلك يشعر الآخرين بالراحة والرضى بالتواصل معه.
مهارة تبديل الأدوار: أو مهارة الكفاءة الاجتماعية، فالشخص الذكيّ اجتماعياً لا يُواجه صعوبة في التعامل مع مختلف الشخصيات والأعمار، مما ينعكس ايجاباً على ثقته بنفسه.
القدرة على ترك انطباع جيد: وتعد من أكثر مهارات الذكاء الاجتماعيّ تعقيداً، حيث يتسم الشخص الذكي اجتماعياً بقدرته على ترك انطباعٍ جيد عنه لدى الآخرين دون تصنّعٍ أو افتعال.
تجنّب الجدال: يتقبل الشخص الذكيّ اجتماعياً وجهات نظر الآخرين بصدرٍ رحب، وإن كانت تخالف آراءه أو معتقداته الشخصية، ويُفضّل تجنب الجدال .
كيفية تطوير الذكاء الاجتماعي
تُساهم العلاقات الاجتماعية الجيّدة وقدرة الإنسان على التواصل في تحقيق السعادة والنجاح، لذا يُعدّ العمل على تحسين مهارات الذكاء الاجتماعي ضرورياً، وفيما يلي أهمّ الطرق التي يُمكن اتّباعها لتطوير مهارات الذكاء الاجتماعي.
الوعي العاطفي: فإذا كان الشخص يبحث عن تطوير ذكاءه الاجتماعي عليه البدء بالوعي بحالته العاطفية وادراك العلامات الجسدية التي تظهر عليه إذا انتابته العاطفة، كنبضات قلبه، ومعدل تنفسه، ودرجة تعرقه، وذلك لمساعدته على التحكم بتصرفاته الخارجية وانفعالاته.
احترام الآخرين: على الشخص الإبتعاد عن اطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين، نظراً لأن هذه الأحكام تدفع الشخص الى التعامل مع الآخرين بناءً على الصورة التي رسمها لهم في عقله، لا ما هم عليه حقاً، لذا على الشخص الحرص على تقبل الآخرين والإنفتاح على أفكارهم.
وضع الشخص نفسه مكان الآخرين: يجب على الشخص أن يضع نفسه مكان الآخرين؛ لإدراك الصعوبات، والقيود، والرغبات، والمواقف التي يمرون بها، وهذا من شأنه تمكين الشخص من فهم الخلفية الاجتماعية للطرف الآخر، كما يُسهم في تحسين مهارات التعاطف والتفهّم أثناء التواصل.
الدبلوماسيّة في التعامل: ذلك لأنّ الأشخاص في أي جهاز اجتماعي سواءً شركة، أو مؤسسة، أو مناسبة يرتبطون معاً ضمن تسلسلٍ هرميّ يُحدد علاقة كل شخص بهذا الجهاز، لذلك من الضروريّ معرفة طبيعة تلك الروابط؛ لكي يضبط الشخص ردوده ويتصرف بحكمةٍ ووعي.
القدرة على تحليل لغة الجسد: لا يستطيع الشخص توثيق علاقاته مع الآخرين دون فهم حقيقة شعورهم، لذلك تُعد القدرة على تحليل لغة الجسد مهمة لفهم مشاعرهم العميقة بدون تواصل لفظي، وتكمن في فهم السلوكات غير اللفظية؛ كتعابير الوجه، والإيماءات، وردود الأفعال.
كما أن الثقة بالنفس هي واحدة من حقلة وصل بين الذكاء الاجتماعي والنجاح.
ومن أسباب قلة الثقة بالنفس:
الاستخدام المفرط للشبكات الاجتماعية
تُعَد الشبكات الاجتماعية أداة رائعة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، لكنها مع ذلك لها أوجه سلبية. فغالباً ما يواجه الأشخاص الذين يبالغون في استخدام الشبكات الاجتماعية مشكلات كبيرة في تقديرهم لذاتهم؛ لأنهم يعتادون على مقارنة حياتهم بما يرونه على هذه الشبكات.
لكن من المهم أن تتذكر أنَّ الأشخاص لا يُظهِرون لك إلا الأشياء الجيدة فقط ويتجنبون الأمور السيئة. وعلى الأرجح، يمر معظم الأشخاص بنفس المشكلات التي تواجهها، وحياتهم لا تختلف عن حياتك، لكنك فقط لا ترى كل الصعوبات التي يواجهونها في العمل أو مشكلات احترام الذات التي يعانون منها أيضاً.
لذا سيكون من المفيد تقليل استخدامك الشبكات الاجتماعية بعض الشيء، خاصةً إذا كنت من الأشخاص الذين يتصفحونها طوال اليوم. سيمنحك تقليل استخدام الشبكات الاجتماعية مزيداً من وقت الفراغ، ويشجعك على الخروج أكثر وتجربة أشياء مختلفة، ما سيكون له تأثير إيجابي للغاية على احترامك لذاتك. لست مضطراً للتخلي عنها تماماً، لكن حاول التقليل منها، والأهم من ذلك، النظر لها بعين واقعية.
كما أن ترك الاستخدام المفرط سيزيد من تفاعلك مع العائلة والأصدقاء والأشخاص الحقيقين دون الالكترونيين وبذلك ستكون قدمت لنفسك فرصة لتنمية ذكائك الاجتماعي.
اضافةتعليق
التعليقات