كعادتي وأنا استعلم بين الحين والآخر على زملاء العمل الذين عملت معهم في وقت ما...
أجابني أحدهم تركوا العمل والآن يعملون في القطاع الحكومي فهو أفضل حالًا، لا يوجد من يلاحقك وينغص عليك صباحك، تؤدي عملك وتخرج بارد الرأس...
متفق عند أغلب من ترك عمله ليلتحق بوظيفة أخرى أن سبب ذلك تعصب الإدارات بشكل مبالغ فيه إذ تجد أن المدير يتعامل مع الموظف بالقانون بينما تجده يعامل نفسه بروح القانون دون الالتفات لذلك!! وهذا يغرس في نفس الموظف البغض والكره للعمل وينتهز اشباه الفرص للالتحاق بوظيفة أخرى.
وبذلك يطلق على تلك الإدارات بـ(الإدارات الطاردة) أو (مؤسسات طاردة) فلو كانت إدارة حكيمة لما فرطت بموظف عمل في كنفها عدة سنوات وقدم الخدمات وشارك بتطورها واستمرارها ونجاحها ما إن أخطأ أو اخفق في جانب معين وجدت المدير أول المتصيدين وكأنه ينتظر الخطأ وبذلك تصبح إدارة طاردة بقصد أو بدون قصد.
تتناسى أو تجهل الكثير من الإدارات أن سبب نجاحها هي تلك الطاقات البشرية التي تبذل جهودها بشتى الأنواع جسدّية أو فكرية لإنجاز المشاريع والأعمال الموكلة ويتناسون أن سبب وجود الإدارة الفعلي هو خدمة الموظف إضافة إلى باقي أعمال الإدارة، بعض المدراء يتصفون بصفات متشابهة ومنها ثقل النفس والتزمت وما إن يدخل مؤسسته حتى يجلب معه الطاقة السلبية ويوزعها على موظفيه عن طريق تقاسيم وجهه التي تفسر على إنها عدم رضا وكأنهم عبء عليه وخوفهم من الهفوات الطفيفة التي لا تحتسب بينما يجدها المدير فرصة يستغلها لينهل على الموظف بكمية ملاحظات وتوجيهات وتهديد...
على الإدارات إدراك أهمية احتواء الموظفين ومنحهم حقوقهم والتعامل معهم بالقانون وروحة لأن الإنسان يميل قلبه إلى اللين المتفهم وهذا ينطبق على جميع التعاملات البشرية، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) (آل عمران: 159).
على الإدارات اشعار الموظفين بالأمان الوظيفي ومنحهم حقوقهم التي يستحقوها والزام النفس بقانون يحاسبها ويذكرها بقانون السماء قبل الأرض وتطبيق روح القانون.
اضافةتعليق
التعليقات