• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الفقد.. بين الحاجة والنكران

اسراء الفتلاوي / الأثنين 16 تشرين الثاني 2020 / ثقافة / 3613
شارك الموضوع :

كثيرا ما نمر بحالات الفقد والجميع معرض له فيتخذ أشكالا متعددة في حياة الناس منهم يفقد عزيزاً بموت أو طلاق وآخر يفقد عضواً من جسده

كان يتأمل كل يوم معالم الحياة وجمال طبيعتها، مما جعله يعيش بفكر متقد ذا شرارة فكرية جميلة، دائما ما كان يشعر بأن روحه بستان ورد ينشر عبق روائحه الزكية، يسقيه حب والدته له ويمده بما يغذيه فتتوهج روحه بذلك الحب وكان يكافئ تلك النعمة بالشكر الدائم والدعاء لله عزوجل بأن يحفظها له، تجاوز محطات صعبة برفقتها بعد أن اخمدت شرارة الألم التي لاحته بفقد والده لتقف بجانبه وتسلحه بوقود الأمان الذي غرسته له بين أركان روحه الصغيرة..

لتقف متأملةً بصمت تسأل حالها؟ من له بعد رحيلي إن سقيته الأمان بوجودي، من يحيي أرض حزنه بعد سفري لتلك الدار المنتظرة، هذا ماكان يشغل فكرها حتى مرت أيامها بمحطات عدة وفي إحدى الصباحات استيقظت في المستشفى بعد حالة اغماء مفاجئة استغرقت ساعات، لتشعر بأنها غير قادرة على الانتقال حينها علمت أنها المحطة الأخيرة لها، همت بولدها الذي أصبح شاباً يصارع دروب الحياة بعد رحيلها دون أن تستنزف خزان قوته التي سعت كثيراً لملئه، ضمته بأحضانها سردت له حكاية الأشجار في الخريف كيف تسقط الأوراق من الشجرة حين تنقضي أيامها في هذا الفصل إلا إن الشجرة راسخة في الأرض وتعوض بورق غيرها وتتجدد في كل فصل حسب متطلبات الزمان وهكذا هي الحياة تريد منا أن نكون على استعداد لتغيرات فصول الحياة ونحن في حالة ثبات لمبادئنا القويمة..

كثيرا ما نمر بحالات الفقد والجميع معرض له فيتخذ أشكالا متعددة في حياة الناس منهم من يفقد عزيزاً بموت أو طلاق وآخر يفقد عضواً من جسده جراء مرض أو حادث ومنهم من يفقد منصباً ومنهم من يفقد أملاك و... الكثير من الأمور التي تجعل الشخص يعيش حالة اضطراب شعوري دون أن يفهم مايفعله لتخفيف ذلك الشعور الحاصل في خافقه، محاولاً الهرب من المجتمع بالانعزال وعدم رغبته بما يمارس في الحياة اليومية بسبب شعوره بالعجز الذي يسيطر عليه.

وإن تجاوز هذه الأزمة يتطلب عدة أمور أولها :

 ⁃ الانكار

وهنا يكون الإنسان في حالة صدمة وخدر ويطرح أسئلة كثيرة: (معقول؟ كيف أستطيع أن أستمر؟ لماذا حصل هذا؟ لماذا أنا؟) وهي وسيلة طبيعية لتقبل حقيقة الفقد والبدء بالشفاء.

 ⁃ الغضب

وهو مرحلة طبيعية للتعامل مع الفقد على الرغم من أنه يبدو مؤلما ومزعجا لمن حولك، وقد يمتد لأفراد الأسرة والأصدقاء والأطباء ونفسك بل وحتى الفقيد نفسه. وعليك معرفة أن الغضب هو مؤشر آخر للحب، وهو في النهاية أفضل من الكبت.

 ⁃ التفاوض

وهنا نحن نبرر هذا الفقد (ربما يكون الموت له أرحم من الألم أو الإعاقة). ونستخدم كثيرا عبارة (ماذا لو). ماذا لو لم يحدث المرض؟ أو لم يحدث الحادث؟ ماذا لو أنني استطعت اكتشاف المرض مبكرا؟ ولو أنني لم أسمح لولدي بالسباحة لما مات غريقا. وهي مرحلة لوم قاسية للنفس ولكنها مرحلة طبيعية في الطريق للتعافي.

 ⁃ الاكتئاب

شعور الألم والحزن العظيم طبيعي في جميع مراحل الحزن، ولكن في هذه الفترة، يركز الإنسان على الحاضر، فشعور الفقد كبير، والحياة لن تعود كما كانت عليه في السابق. وعليه معرفة أن هذا الشعور هو استجابة طبيعية للخسران الكبير، وهو مؤقت ولا يدوم فترة طويلة.

 ⁃ القبول

وذلك بعد فترة، لذا من الضروري أن تنشأ ثقافة الفرد في الأشخاص ومنها إلى المجتمع ليعم السلام والأمان والروح الايجابية التي لابد أن يشعر بها الفرد بعد مروره بأزمات صعبة، لأن النفس عند الله عزيزة لا يرضى بأذيتها وبالتالي فهو القادر على ما يشاء وبيده كل شيء، فإن اعتراض الانسان بهذه المحن على قدرة الله وذلك بأن يحمل نفسه أكثر من طاقتها فلابد أن يعيد حساباته وأن ينظر نظرة ود للحياة لأننا لسنا فقط من نتعرض لهذه المواقف لدينا قدوة في ذلك وهم الأئمة "عليهم السلام" ورغم ذلك لم نقرأ أو نسمع أن أحدهم حياته توقفت بعد حزنه .

الانسان
الحياة
الموت
القيم
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق

    مشاعرُ خادم

    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    آخر القراءات

    ما سبب ميل بعض الأشخاص إلى العزلة الاجتماعية؟

    النشر : الأثنين 23 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    هشاشة الفخر

    النشر : الثلاثاء 17 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    بالانفوغرافيك: حصاد جمعية المودة والازدهار خلال 2024

    النشر : الخميس 16 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأسماء وما آلت إليها في عصر الحداثة

    النشر : الأحد 26 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    فن المحاولة!

    النشر : السبت 31 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: قلق السعي إلى المكانة

    النشر : الثلاثاء 20 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 802 مشاهدات

    العنف المسلح لا ينبع بالضرورة من اضطرابات نفسية.. بحسب خبراء

    • 407 مشاهدات

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    • 402 مشاهدات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    • 370 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 369 مشاهدات

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    • 367 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1412 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1356 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1234 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1082 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1077 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1046 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟
    • منذ 9 ساعة
    من حديث الثقلين: نحو ركنٍ وثيق
    • منذ 9 ساعة
    مشاعرُ خادم
    • منذ 9 ساعة
    راقب سرعة مشيك... فهي تكشف عن أسرار عمرك العقلي
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة