وقوفك في منطقة الأمان لتهنأ براحة، فتطول مدتها ليغادرك الزمن آيساً من نهوضك ليهديك إلى التيه، ويرتفع منسوب حسراتك على دفتر مذكراتك وتبدأ مراحل ندب الحظ ثم تستمر لتصل إلى مرحلة عدم الجدوى.
ركود الإنسان مرحلة تعد غاية في الخطورة على حياته المادية من جهة والمعنوية من جهة أخرى، والأكثر منها هو أن يتفاعل مع ركوده ويعده الأصل.
التخلي عن منطقة الأمان: هذه المنطقة التي يتدثر بها الفرد حتى وإن كانت لا تنتمي إلى النعومة بشيء يذكر، خوفا من صقيع مجهول! هذه المنطقة تحتاج إلى لحظة تهور لتفارقها باحثا عنك في مكان آخر، تجد فيه شخصك الذي اضاعه الركود ونسى مصارعته الوقت بعد أن هزمه مرة، فلتعود إلى الحلبة ولتجازف مرة أخرى.
الإحساس بالمسؤولية: قد يسلم الفرد زمام أموره للتيه فتقل شيئا فشيئا مخاطبة ضميره له، حتى ينساه ويستسلم إلى النوم، وهذا يحتاج إلى استفاقة كي يعود للعمل مجددا وهذه الاستفاقة إما أن تنطلق من الداخل حيث أعماقه التي ترفض الركود وإما من الخارج فيحتاج المرء إلى محفِّز وموجه أو كلمة موجعة تتغلغل إلى أعماقه لتنهض به من جديد.
قد تكون هذه الانطلاقة للتخلص من الركود لكنها تحتاج إلى استمرارية وهذه الديمومة تنبعث من تعالي الإنسان عن لحاقه بثقافة القطيع التي تنفي عقله ليكون منقادً وراء الآخرين فالناس ثلاث مثلما قال أمير البلاغة: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: عَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ.
فسمو الإنسان عن النسب لهذه المجموعة يجعله ساعيا للانتقال إلى المرحلة الأقرب لغاية خلقه وجعل عقله حاكما يُحاسب عليه ويُثاب به، وبالتالي ينتقل تلقائيا إلى مرحلة صناعة الهدف الذي ينتشله من قاع الاتباع ويهديه إلى الابداع على طبق من وقار، فتنتعش روحه ويبدأ يشعر بإنسانيته ويعترف بوجوده.
فالمبادرة الناتجة لتحسين الذات تكاد أن تحصل على مرتبة الشرف في المبادرات القاتلة للركود فمن عرف نفسه عرف ربه، فالنهوض من الركود هو المحفز الأول الذي يساعد الفرد على وضع قدمه على الخطوة الأولى لمعرفة نفسه وهذه الخطوة تستتبع خطوات أخرى على المرء المحافظة عليها والاستمرار بها، فمحاربة الكسل والذي هو مفتاح كل شر يغلق أمامك تلك الأبواب ويفتح أبواب الخير.
اضافةتعليق
التعليقات