يعتبر التفويض مهارة مهمة من اللازم تعلمها كونها تختصر الوقت و الجهد و تنمي قدرات الأفراد.
فالتفويض يعني إعطاء مهمة معينة في وقت معين لشخص مؤهل لتأدية المهمة مع عدم إخلاء مسؤولية الشخص المفوِض عن أي خلل ، أو تقصير يحصل كونه القائم بعملية التفويض ، و يمكن الاستفادة من التفويض في المنزل و العمل أيضا .
وفي البداية لابد من اختيار الشخص المناسب لأن اختيار الشخص الخاطئ سيتسبب بارباك العمل و جميع الموظفين داخل المؤسسة و المستهلكين خارجها ، ومن الواجب إخبار المفوَض بالمهمة المطلوبة والهدف الرئيسي منها ووقت تنفيذها مع اعطائه الصلاحيات والتعليمات و الأفكار المساعدة قبل بدء المهمة .
ومن نماذج التفويض أن يرسل المدير معاونه ، أو أحد الموظفين لإلقاء كلمة نيابة عنه ، أو حضور اجتماع ، أو التنسيق مع الجهات الأخرى ، و بذلك يتم توفير الوقت الكافي للشخص المفوِض الذي يكون غالبا أعلى سلطة وأكثر مسؤوليات ، فيقوم بأعمال تحتاج خبرته أو أعمال ضرورية لابد من تواجده الشخصي فيها ..
وبالتالي ستجني المؤسسة ثمرات هذه العملية الفعالة بتطوير قدرات أفرادها و زيادة الثقة المتبادلة بين الإدارة و الموظفين ، فمن صفات القائد الجيد أن يكون مفوضا ناجحا ليكسب بذلك فوائد التفويض الفعال.
فغياب التفويض في المؤسسة يؤدي إلى شعور الموظفين بعدم الثقة بهم وقدراتهم وبالتالي سيساهم في عدم تعلمهم لمهارات مطلوبة لتطوير العمل و زيادة أعباء و ثقل المسؤولية على الإدارة دون سواها مما يشكل ضغوطا إضافية و يعيق تقدم المؤسسة .
ولنا في الإمام الحسين عليه السلام أسوة حسنة فقد مارس التفويض بأفضل صورة ووضع لكل شخص مهمة تناسبه وقسم المهام بطرق فعالة وذلك عندما فوض مسلم بن عقيل عليه السلام و أرسله للكوفة ، وأعطى اللواء للعباس عليه السلام وفوض عقيلة الطالبيين لرعاية النسوة والأطفال وغيرها من صور التفويض التي ألهمت القادة على مر العصور .
كما سطر أبوه علي بن أبي طالب عليه السلام من قبله أروع السطور في تفويض الولاة ، وكان في موقع المفوَض عندما بات في فراش النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ، ويا لها من مهمة لا يقوى عليها إلا المعصوم الذي بذل ذاته في سبيل الله و رسوله و حفظ بذلك الدين ، وكان اليد اليمنى للنبي الأكرم في المعارك و الحروب وفتح الله عزوجل على يده كل باب .
اضافةتعليق
التعليقات