مع انتشار الفيروس خارج الصين يبدو أن البلاد والأقاليم التي تديرها النساء لديها استراتيجيات فعالة بشكل خاص، كانت رئيسة تايوان تساي انغ وين من أوائل القادة الذين ادركوا التهديد الذي تتعرض له جزيرتها، استجابت تايوان بشكل صارم ومبكر من خلال تقييد الرحلات الجوية من البر الرئيسي للصين وزيادة انتاج المعدات الوقائية مثل أقنعة الوجه، حتى الآن أبلغت تايوان 6 حالات وفاة من بين سكانها البالغ عددهم 24 مليون نسمة.
كانت جاسيندا أرديرن أكثر تشددا لأنها فرضت حظرا وطنيا قبل الإبلاغ عن أي حالة وفاة، وحظرت دخول السياح الذين هم أكبر مصدر دخل البلاد، من الساعة 11:59 ستغلق الحدود للأشخاص غير المقيمين والمواطنين الذين يحاولون السفر الى هنا.
عندما تأثرت قارة أوروبا بفيروس كورونا كانت القيادات النسائية تعمل بشكل استباقي في ايسلندا، خضعت كاترين جاكوبسدوتير لجميع المواطنين سواء كانوا يبدون اعراضا أم لا لاختبار مجاني، واستخدمت نظام تتبع حتى لاتضطر تطبيق الاغلاق التام ويموت الاقتصاد.
قارن ذلك بالسويد التي لديها حتى الآن أعلى معدل وفاة بسبب الفيروس في دول الشمال وهي الدول الوحيدة التي لاتقودها امرأة، ربما يكون من الأسهل إدارة الدول الصغيرة ولكن هذا لايفسر نجاح أنجيلا ميركل في ألمانيا وهي دولة يبلغ عدد سكانها 83 مليون نسمة، يقارن هذا الرسم البياني معدل الوفيات المنخفض بشكل ملحوظ في ألمانيا مع الدول الأوروبية الأخرى المماثلة والولايات المتحدة.
اذا ما الذي يفسر العلاقة الواضحة بين معدلات الوفيات المنخفضة بالفيروس والقيادة النسائية؟
جميع القادة الذي تم ذكرهم يجمعون مزيجا من التعاطف والصرامة أعتقد بحسب طريقتهم في مشاركة عامة الناس بالحقائق والأدلة المبنية على العلم بوقت مبكر، مع اظهار التعاطف والتحدث مع الناس حول ماهو على المحك في هذه الأزمة.
تتطلب إدارة الأزمة التعرف عليها مبكرا والعمل بشكل حاسم وتبين الأدلة الدولية حتى الآن وجود عدد غير متكافيء من القيادات النسائية التي اتبعت هذا النهج بنجاح تجاه الوباء الحالي. حسب cnn عربي
القيادات النسائية في مواجهة كورونا.. هل المرأة أكثر التزاما بمعايير السلامة؟
تقوم القيادات النسائية بعمل استثنائي في مكافحة فيروس كورونا (كوفيد-19) في مختلف بقاع الأرض، فهل يعود السبب لالتزام النساء بمعايير السلامة أكثر من الرجال؟ أم أن هناك أسبابا أخرى؟
وتتساءل الكاتبة أروى مهداوي في مقال نشرته لها صحيفة أوبزيرفر البريطانية عن العامل المشترك بين تايوان ونيوزيلندا وألمانيا؟ لترد بأن البلدان الثلاثة تقودها نساء يقمن بجهد كبير ملحوظ في استجابتهن لأزمة جائحة كورونا.
وتوضح أن أستاذة القانون السابقة رئيسة تايوان تساي إينغ وين قادت جهودا دفاعية سريعة وناجحة ضد الوباء، وأنها عملت على احتواء بلادها للفيروس على الرغم من قربها من البر الرئيسي للصين.
وتضيف أن لدى تايوان أقل من 400 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا تايوان من البر الرئيسي للصين، وأن بلادها كانت مستعدة تماما لمواجهة الوباء، لدرجة أنها تبرعت بعشرة ملايين قناع وجه للولايات المتحدة و11 دولة أوروبية.
عامل نجاح
وتقول الكاتبة إن رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن رائدة عالمية أيضا في مواجهة كورونا، خاصة أن بلادها لم تشهد سوى وفاة واحدة بالفيروس حتى الآن.
وترى أن الفضل في نيوزيلندا يرجع جزئيا إلى موقعها الجغرافي ومساحتها، وعدد سكانها بالكامل أقل من 5 ملايين شخص، ويعدون أقل بكثير من سكان نيويورك، كما أن كونها جزيرة يمنحها ميزة واضحة.
غير أن الكاتبة ترى أن القيادة هي أيضا أحد عوامل النجاح في الوقوف ضد كورونا، وتوضح أن نيوزيلندا نفذت اختبارات واسعة النطاق، وأن جاسيندا أرديرن استجابت للأزمة بوضوح وتعاطف.
مواجهة الوباء
وتقول مهداوي إن ألمانيا تضررت بشدة جراء جائحة كورونا، غير أن معدل الوفيات لديها ظل منخفضا بشكل استثنائي.
وتوضح أن للاختبارات المبكرة والواسعة النطاق وللعدد الكبير من أسرة الرعاية الصحية المكثفة دورها الواضح في مواجهة الوباء، لكن قيادة الدولة لعبت دورا كبيرا في هذا السياق.
وتشير إلى أن أحدهم كتب مازحا على تويتر أنه إذا كنت تسأل: لماذا معدلات الوفيات منخفضة جدا في ألمانيا ومرتفعة جدا في الولايات المتحدة؟ فهذا لأن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حاصلة على درجة الدكتوراه في الكيمياء، بينما الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان مضيفا في تلفزيون الواقع.
رئيسة وزراء
وتضيف الكاتبة أن الدانمارك بقيادة رئيسة الوزراء مته فريدريكسن، وفنلندا بقيادة رئيسة الوزراء سانا مارين تؤديان وظائف جديرة بالملاحظة في احتواء فيروس كورونا.
وترى أن النساء يلتزمن بمعايير أعلى بكثير من الرجال، وأنهن نادرا ما يفشلن بالطريقة التي يفشل فيها الرجال.
عنف وتبرعات ووجع
وتشير مهداوي إلى ارتفاع معدل العنف المنزلي الذي تتعرض له المرأة في جميع أنحاء العالم بسبب الإغلاق في ظل تفشي كورونا، وتقول إن النجمة العالمية ريهانا تبرعت بمبلغ 2.1 مليون دولار، لمساعدة ضحايا العنف المنزلي في عمليات الإغلاق.
كما أن ريهانا فتحت محفظتها المالية لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفا، وعملت الشهر الماضي مع مؤسسة "جاي زد" للتبرع بمبلغ مليوني دولار لدعم العمال غير الموثقين والسجناء والمشردين والمسنين وأطفال العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية في لوس أنجلوس ونيويورك.
وتضيف الكاتبة أن شريحة من النساء أيضا تضررن جراء جائحة كورونا، مشيرة إلى تأخر علاجات الخصوبة في ظل إغلاق معظم العيادات المختصة بسبب كورونا، مما يؤدي إلى وجع القلب وعدم اليقين عند السيدات اللواتي يتشوقن للحمل والإنجاب بمساعدة طبية. حسب موقع الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات