الشجاعة؛ هي صفةَ حميدةَ يجب على كل شخص أن يتحلى بها، كالقدرةَ على التعامل مع المخاوف ومواجهتها بجرأة وثبات القائد الى الأمام، فهي عزٌ ووقار تجعل من يتحلى بها ينطق بالصدق حيث قال نيلسون مانديلا: "تُعلمُت أن الشجاعةَ ليست غياب الخوف ولكن القدرةَ على التغلب عليه".
فالشجاعةَ الطبيعية مقابل الألم والمشقة لاتختلف عن الشجاعة الأخلاقية في القدرة على التصرف بشكل صحيح بنبذ الظلم، فالشجاعةَ هي قوة النفس النابعة من الايمان الصادق والثقة باللَّه مع ثبات القلب وخُلوه من الرهبة، فكثير من الأعمال اليومية تحتاج الى شجاعة لا تقل عن شجاعة الأطباء وغيرها من الأعمال التي تتطلب شجاعةً كاملة.
فالشجاعةَ مواقف بطولية يُخوضها الانسان في حياته إن كانت خاصة أو عامة، ولكي تكون ناجحاً في حياتك يجب أن تكون شُجاعاً متحديا الخوف فهو عدو النجاح، كشجاعة الجنود، وعلى ذكر الشجاعةَ، فجيشنا هو تعبيرٌ خالص عن كل معاني البطولة للدفاع عن الوطن وأرضه التي سُلبت وتحملّهم لكل المشقات والتقلبات سواء كانت طبيعية (تغيرات الطقس)، سياسية، واقتصادية، فهو يُضحي بكل مايملك حين تستدعي الفرصة ذلك باذلاً الغالي والنفيس في سبيل مقاومة وقهر الأعداء.
اذن للشجاعة مصاديق كثيرة منها الشجاعة عند الانفاق فبعض من الناس لديه الشجاعة في الحرب والقتال لكنهُ لايملك الشجاعة الكامنة للانفاق على أطفاله او مساعدة المحتاجين، حيث قال الأمام علي (عليه السلام):"السخاء والشجاعةَ غرائز شريفةَ يضعها اللَّه سبحانهُ فيمن أحبهُ وأمتحنه."
اما الشجاعة في الحب وهي ان لا تتصف يوماً بطابع الرضُوخ، أن تسمع لصوت قلبك كي تتصف بالشجاعة التي تريدها، فمشاعرك لاتسمع لقول أو فعل لأيٍ كان، شجاعتك في الحُب ليست بتقييد نفسك بآراء أحد مما يجعلك فاشلاً فالحُب خلق للشجعان فعندما ينطُق القلب دعهُ يتكلم ويعبر فهنا الشجاعة نابعة من ذاتك، كيانك، وحُبك.
فالحُب عنوان الحرية والحريةَ هي مفتاح الشجاعة كقول محمد علي كلاي: "من لايجد في نفسهُ الشجاعةَ الكافيةَ للمخاطرةَ لن يحُقق شيئاً في حياته، ليس باستطاعتنا أن نكتشف محيطات جديدة مالم تكن لدينا الشجاعةَ بأن نخسر منظر الشاطئ"، فبالرغم من أننا نتحمل الكثير ربما نكون قد ضعفنا بفعل الزمن والأقدار لكن تبقى أرادتنا قوية لاتستسلم فالعواصف تجعل الجذور تتمسك بأشجارها..
فكن على قدرٍ كبير من الثقة بنفسك، فأنت دائماً تستحق الأفضل ودافع عن حقوقك جميعها بكل جرأة وأقنع نفسك بأنك شجاع وتصرف بذلك فعلاً.
اضافةتعليق
التعليقات