كي لا تعيشي على هامش الحياة كوني رقما صعبا و عنصرا فاعلا في مجتمعك، اخرجي من زحام الانتقادات وضعي نفسك في قمة العمل هناك حيث يكون العظماء.
قد تستصغر بعضهن قدرتها على التغيير أو تستصعب الخطى الأولى بعيدا عن المألوف، ولكن الخروج من دائرة الراحة هو أشبه بالخروج من عنق زجاجة، ما إن خرجت منها بعد أن عانيت الألم والضغط الشديدين، ستجدين نفسك في واحة غناء و ربيع دائم .
من البديهي أن الأمم لا تبنى إلا بسواعد أبنائها و بناتها ، و لا تنهض إلا بهمم رجالها ونسائها ، ولقد قيس تطور المجتمعات بمدى تقدم العمل التطوعي فيها ، فكلما زادت الفرق التطوعية و نمت انجازاتها كلما وقفت الدولة شامخة بوجه التحديات .
ونحن كنساء أكثر عرضة لمعوقات اجتماعية وأخرى حياتية تعترض طريقنا عند عزمنا على الانخراط في النشاطات التطوعية ، لذا وجب علينا البحث عن بدائل تعيننا في أداء واجبنا الوطني دون التأثير على بيوتنا و مسؤولياتنا اليومية ، فمن هذه البدائل :
1- تشجيع الآخرين و حثهم وخاصة الأبناء والأقارب ليكونوا حجرا يساهم في بناء صرح الوطن ، و تذكيرهم بفضل التطوع ونفعه كما قال تعالى : ( فمن تطوع خيرا فهو خير له ) .
2- التطوع الإلكتروني ونشر العلم والمعرفة عن طريق وسائل التواصل المتنوعة ، فهي السبيل الأمثل لمن حالت ظروفها دون الخروج الى ميادين التطوع المباشر .
3- الالتزام بالتطوع المادي لمن استطاعت إليه سبيلا ، فالقليل خير من الحرمان، و رب خير قليل تضاعف بتوفيق الله سبحانه فكان جزء من بناء مسجد أو مدرسة أو مشفى ، أو كان عونا لعازب أراد احراز نصف دينه ، و تشعبات التطوع المادي أوسع من أن نحصيها .
4- الأخذ بيد الطلبة و الارتقاء بمستواهم الدراسي عن طريق الدروس الخصوصية ، ففي التطوع سنكون قد خففنا عن الأهل ثقل أجورها .
5- الاهتمام بالزراعة ولو بزرع شتلة في حديقة المنزل ، ففعلك البسيط شعلة تنير درب الأبناء ليقتدوا بها في ظلمات الحياة .
6- وان كنت تمارسين عملا حكوميا كان أم خاصا ، فأبواب التطوع لديك مشرعة ففي اجابتك لاسئلة الزميلات ، و تعاونك في وقت الفراغ تطوع من نوع آخر يعود بربحه عليك أولا قبل الآخرين .
أيامنا معدودة و شبابنا تكهله السنون ، فلنشدد حيازيم العمل الجاد الدؤوب و لنشد ظهر الوطن بحجاب زينبي طاهر ، متمسكات بدين يسر و قدوات صالحات حفرن بصماتهن على جبين التاريخ فلم يتشبثن بأعذار واهية تقعدهن خارج سرب التأثير ، فحتى المعجزات قرنت بالعمل ومن ذلك قوله تعالى : ( اضرب بعصاك الحجر ) ، ( وأدخل يدك في جيبك ) ، ( و هزي إليك بجذع النخلة ) .
فالعمل جوهر الإيمان فلا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان.
اضافةتعليق
التعليقات