• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ميثولوجيا المشاعر: إرث ينتقل من الآباء إلى الأبناء

ليلى قيس / الثلاثاء 06 كانون الأول 2022 / تطوير / 1890
شارك الموضوع :

لن تتذكري بشكل واع معنى أن تكوني طفلة، لكنك ستتذكرين ذلك على مستويات أخرى

سألتني مرة امرأة مقبلة على الأمومة عن النصيحة التي أقدمها لشخص سيصبح أباً أو أماً. قلت لها، بغض النظر عن عمر فإنه سيذكرك على المستوى الجسدي بالمشاعر التي كانت طفلك تنتابك عندما كنت في سن مشابه. نظرت إلي بشيء من الذهول. بعد سنة أو أكثر قالت لي الأم نفسها، وطفلها عند قدميها، إنها لم تفهم ما قلته لها في لقائنا الأول، لكنها تذكرته وهي تعتاد دورها الجديد، حيث بدأت تفهم معناه، إضافة إلى أنه ساعدها على التماهي مع طفلها أيضاً.

لن تتذكري بشكل واع معنى أن تكوني طفلة، لكنك ستتذكرين ذلك على مستويات أخرى لأن طفلك سوف يذكرك بذلك باستمرار. من الشائع أن ينسحب أحد الأبوين من حياة طفله في سن مشابهة لانسحاب أحد أبويه من حياته هو. أو أنه يرغب في الانسحاب عاطفياً عندما يبلغ طفله السن نفسه الذي شعر فيه بالعزلة. يقدم مارك مثالاً كلاسيكياً عن شخص لم يكن يرغب في التعاطي مع المشاعر التي كان طفله يثيرها فيه. ربما ترغب في الهرب من هذه المشاعر، ومن طفلك أيضاً، ولكن إن فعلت ذلك فسوف تنقل إلى طفلك ما حدث لك في طفولتك. كما سيكون هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي تنقلها أيضاً – مثل الحب الذي تلقيته – ولكن ما لن ترغب في نقله إلى طفلك هو خوفك الموروث وكراهيتك وعزلتك وسخطك.

سوف تجتاحك في بعض الأحيان مشاعر مقيتة تجاه طفلك أو أثناء تواجدك معه، تماماً كما تشعر في بعض الأحيان تجاه شريكك، أو أبيك أو أمك، أو صديقك، أو حتى تجاه نفسك. فإن اعترفت بذلك لن تقوم بمعاقبته بسبب تلك المشاعر التي يحركها فيك. إذا شعرت، كما حصل مع مارك، بالاستياء من الحياة العائلية نتيجة إحساسك بالتهميش، فيمكن أن نعزو السبب إلى تهميشك في طفولتك من قبل أحد أبويك. ويمكن لهذا الاستياء أن يأخذ شكل السأم أحياناً أو الاحساس بالانفصال عن طفلك يعتقد بعض الأهل أنني أبالغ عند استخدام كلمات مثل الهجر والاستياء. يقول لي البعض: "أنا لا أشعر بالاستياء من أطفالي. أرغب أحياناً في العزلة والهدوء، لكنني أحب أطفالي".

أنا أفكر في الهجر بصفته طيفاً. في النهاية القصوى لهذا الطيف هناك الهجر الفعلي المتمثل في الخروج الجسدي التام من حياة الطفل، كما فعل والد مارك. لكنني أنظر إلى الهجر أيضاً بصفته سلوكاً يتضمن نهر طفلك عندما يرغب في لفت انتباهك أو عدم الاستماع إليه عندما يحاول - على سبيل المثال- أن يريك إحدى رسوماته (ما يعني أن طفلك يحاول، بطريقة ما، أن يكشف لك عن شخصيته). يمكن لهذا الشعور بالرغبة في التخلص من طفلك، أو في قضائه وقتاً طويلاً في النوم واللعب وحده بعيداً عنك قبل أن يكون جاهزاً لذلك كيلا يأخذ من وقتك، أن يظهر عندما تحاول تفادي التماهي معه لأنه يحرض فيك ذكريات مؤلمة عن طفولتك.

ونتيجة لذلك ترى نفسك عاجزاً عن الاستسلام لمطالبه. صحيح أننا نقول لأنفسنا إننا نتخلص من أطفالنا لكي نتفرغ لأشياء أخرى في حياتنا، مثل العمل والأصدقاء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، لكن اللوم يقع علينا بصفتنا أشخاصاً راشدين. إذ إننا نعرف أن هذه المرحلة التي يحتاجنا فيها الطفل هي مجرد مرحلة عابرة، بينما يمكننا التفرغ لعملنا وأصدقائنا وهواياتنا في الأوقات التي لا يكون هذا المخلوق الصغير بحاجة ماسة إلينا.

من الصعب علينا أن نواجه هذه المشكلة، أن نتوقف عن نقل المعاملة السيئة التي تعرضنا لها في طفولتنا إلى الجيل الجديد. علينا أن ندقق فيما نشعر به ونتأمل فيه عوضاً عن التصرف بناء على مشاعر لا نفهمها جيداً. كما يمكن لمعالجتنا للطرق السلبية التي نرغب في اتباعها - مثل الهرب، كما هو الأمر في حالة مارك مثلاً – أن تولد شعوراً بالعار أيضاً. وفي حالة كهذه نميل إلى نوع من العدوانية لكي نتفادى هذا الشعور بالعار. وإذا فعلنا ذلك فإننا لا نغير شيئاً، بل ننقل هذا الشعور بالعار إلى جيل آخر، لكن العار لا يقتلنا. فعندما ندرك ماهية ما يحدث يمكننا أن نحول عارنا إلى نوع من الفخر لأننا أدركنا الطريقة القسرية التي تصرفنا بها وعرفنا السبيل إلى تغييرها.

المهم في الأمر هو أن تشعر بالارتياح مع أطفالك وتجعلهم يشعرون بالأمان وأنك ترغب في التواجد معهم. وتشكل الكلمات التي نستخدمها جزأ من ذلك؛ أما الجزء الأكبر فيتمثل في الدفء واللمسة والنية الطيبة والاحترام الذي تبديه نحوهم: احترام مشاعرهم وشخصياتهم وآرائهم وتأويلهم لعالمهم.

بكلمات أخرى، يجب أن نعبر عن الحب الذي نكنه لهم عندما يكونون مستيقظين، وليس فقط عندما يبدون جميلين وهم نائمون. إذا شعرت أنك بحاجة إلى استراحة من أطفالك في كل ساعة وكل يوم، فإن ما تحتاج إليه في الحقيقة هو التخلص من المشاعر التي يحركونها فيك. ولكي تتجنب الوقوع تحت سيطرة هذه المشاعر عليك أن تفكر في نفسك عندما كنت طفلا بنوع من العطف والحنو.

وعندما تنجح في تحقيق ذلك، يمكنك أن تتماهى مع حاجة أطفالك وتوقهم إليك. من الضروري، طبعاً، الاعتماد على جليسة أطفال بين الفترة والأخرى للانصراف إلى بعض المتع في حياتك الخاصة، ولكن إذا كانت هذه الرغبة في الابتعاد عن طفلك مشحونة وملحة في معظم الأوقات فعليك أن تمتلك الشجاعة وتستحضر المشاعر التي كانت تعتريك عندما كنت في سن طفلك الآن.

المصدر: (مقتبس بتصرف من متاب "الكتاب الذي تتمنى لو قرأه أبواك" للمؤلف "فيليبا بيري")
الطفل
المشاعر
الأم
التربية
صحة نفسية
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    وأشرقت الأرض بنور المجتبى

    النشر : الثلاثاء 21 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    اليوم العالمي للبيئة ونظريات الفلسفة الإيكولوجية

    النشر : الأحد 05 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    قانون الجذب.. حقيقة أم خيال؟

    النشر : الخميس 24 آذار 2022
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    السيدة زينب.. ثورة مبدأ واستنهاض ضمير

    النشر : الأحد 28 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    التغيير يبدأ من الاهتمام بالتفاصيل

    النشر : السبت 30 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 32 ثانية

    مسيرة عم النبي: أقوال ومواقف

    النشر : السبت 01 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 44 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1192 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 429 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 428 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 391 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 364 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 362 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1533 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1315 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1192 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1170 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 932 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 6 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 6 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 6 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 6 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة