• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ميثولوجيا المشاعر: إرث ينتقل من الآباء إلى الأبناء

ليلى قيس / الثلاثاء 06 كانون الأول 2022 / تطوير / 1730
شارك الموضوع :

لن تتذكري بشكل واع معنى أن تكوني طفلة، لكنك ستتذكرين ذلك على مستويات أخرى

سألتني مرة امرأة مقبلة على الأمومة عن النصيحة التي أقدمها لشخص سيصبح أباً أو أماً. قلت لها، بغض النظر عن عمر فإنه سيذكرك على المستوى الجسدي بالمشاعر التي كانت طفلك تنتابك عندما كنت في سن مشابه. نظرت إلي بشيء من الذهول. بعد سنة أو أكثر قالت لي الأم نفسها، وطفلها عند قدميها، إنها لم تفهم ما قلته لها في لقائنا الأول، لكنها تذكرته وهي تعتاد دورها الجديد، حيث بدأت تفهم معناه، إضافة إلى أنه ساعدها على التماهي مع طفلها أيضاً.

لن تتذكري بشكل واع معنى أن تكوني طفلة، لكنك ستتذكرين ذلك على مستويات أخرى لأن طفلك سوف يذكرك بذلك باستمرار. من الشائع أن ينسحب أحد الأبوين من حياة طفله في سن مشابهة لانسحاب أحد أبويه من حياته هو. أو أنه يرغب في الانسحاب عاطفياً عندما يبلغ طفله السن نفسه الذي شعر فيه بالعزلة. يقدم مارك مثالاً كلاسيكياً عن شخص لم يكن يرغب في التعاطي مع المشاعر التي كان طفله يثيرها فيه. ربما ترغب في الهرب من هذه المشاعر، ومن طفلك أيضاً، ولكن إن فعلت ذلك فسوف تنقل إلى طفلك ما حدث لك في طفولتك. كما سيكون هناك الكثير من الأشياء الجيدة التي تنقلها أيضاً – مثل الحب الذي تلقيته – ولكن ما لن ترغب في نقله إلى طفلك هو خوفك الموروث وكراهيتك وعزلتك وسخطك.

سوف تجتاحك في بعض الأحيان مشاعر مقيتة تجاه طفلك أو أثناء تواجدك معه، تماماً كما تشعر في بعض الأحيان تجاه شريكك، أو أبيك أو أمك، أو صديقك، أو حتى تجاه نفسك. فإن اعترفت بذلك لن تقوم بمعاقبته بسبب تلك المشاعر التي يحركها فيك. إذا شعرت، كما حصل مع مارك، بالاستياء من الحياة العائلية نتيجة إحساسك بالتهميش، فيمكن أن نعزو السبب إلى تهميشك في طفولتك من قبل أحد أبويك. ويمكن لهذا الاستياء أن يأخذ شكل السأم أحياناً أو الاحساس بالانفصال عن طفلك يعتقد بعض الأهل أنني أبالغ عند استخدام كلمات مثل الهجر والاستياء. يقول لي البعض: "أنا لا أشعر بالاستياء من أطفالي. أرغب أحياناً في العزلة والهدوء، لكنني أحب أطفالي".

أنا أفكر في الهجر بصفته طيفاً. في النهاية القصوى لهذا الطيف هناك الهجر الفعلي المتمثل في الخروج الجسدي التام من حياة الطفل، كما فعل والد مارك. لكنني أنظر إلى الهجر أيضاً بصفته سلوكاً يتضمن نهر طفلك عندما يرغب في لفت انتباهك أو عدم الاستماع إليه عندما يحاول - على سبيل المثال- أن يريك إحدى رسوماته (ما يعني أن طفلك يحاول، بطريقة ما، أن يكشف لك عن شخصيته). يمكن لهذا الشعور بالرغبة في التخلص من طفلك، أو في قضائه وقتاً طويلاً في النوم واللعب وحده بعيداً عنك قبل أن يكون جاهزاً لذلك كيلا يأخذ من وقتك، أن يظهر عندما تحاول تفادي التماهي معه لأنه يحرض فيك ذكريات مؤلمة عن طفولتك.

ونتيجة لذلك ترى نفسك عاجزاً عن الاستسلام لمطالبه. صحيح أننا نقول لأنفسنا إننا نتخلص من أطفالنا لكي نتفرغ لأشياء أخرى في حياتنا، مثل العمل والأصدقاء ومشاهدة الأفلام والمسلسلات، لكن اللوم يقع علينا بصفتنا أشخاصاً راشدين. إذ إننا نعرف أن هذه المرحلة التي يحتاجنا فيها الطفل هي مجرد مرحلة عابرة، بينما يمكننا التفرغ لعملنا وأصدقائنا وهواياتنا في الأوقات التي لا يكون هذا المخلوق الصغير بحاجة ماسة إلينا.

من الصعب علينا أن نواجه هذه المشكلة، أن نتوقف عن نقل المعاملة السيئة التي تعرضنا لها في طفولتنا إلى الجيل الجديد. علينا أن ندقق فيما نشعر به ونتأمل فيه عوضاً عن التصرف بناء على مشاعر لا نفهمها جيداً. كما يمكن لمعالجتنا للطرق السلبية التي نرغب في اتباعها - مثل الهرب، كما هو الأمر في حالة مارك مثلاً – أن تولد شعوراً بالعار أيضاً. وفي حالة كهذه نميل إلى نوع من العدوانية لكي نتفادى هذا الشعور بالعار. وإذا فعلنا ذلك فإننا لا نغير شيئاً، بل ننقل هذا الشعور بالعار إلى جيل آخر، لكن العار لا يقتلنا. فعندما ندرك ماهية ما يحدث يمكننا أن نحول عارنا إلى نوع من الفخر لأننا أدركنا الطريقة القسرية التي تصرفنا بها وعرفنا السبيل إلى تغييرها.

المهم في الأمر هو أن تشعر بالارتياح مع أطفالك وتجعلهم يشعرون بالأمان وأنك ترغب في التواجد معهم. وتشكل الكلمات التي نستخدمها جزأ من ذلك؛ أما الجزء الأكبر فيتمثل في الدفء واللمسة والنية الطيبة والاحترام الذي تبديه نحوهم: احترام مشاعرهم وشخصياتهم وآرائهم وتأويلهم لعالمهم.

بكلمات أخرى، يجب أن نعبر عن الحب الذي نكنه لهم عندما يكونون مستيقظين، وليس فقط عندما يبدون جميلين وهم نائمون. إذا شعرت أنك بحاجة إلى استراحة من أطفالك في كل ساعة وكل يوم، فإن ما تحتاج إليه في الحقيقة هو التخلص من المشاعر التي يحركونها فيك. ولكي تتجنب الوقوع تحت سيطرة هذه المشاعر عليك أن تفكر في نفسك عندما كنت طفلا بنوع من العطف والحنو.

وعندما تنجح في تحقيق ذلك، يمكنك أن تتماهى مع حاجة أطفالك وتوقهم إليك. من الضروري، طبعاً، الاعتماد على جليسة أطفال بين الفترة والأخرى للانصراف إلى بعض المتع في حياتك الخاصة، ولكن إذا كانت هذه الرغبة في الابتعاد عن طفلك مشحونة وملحة في معظم الأوقات فعليك أن تمتلك الشجاعة وتستحضر المشاعر التي كانت تعتريك عندما كنت في سن طفلك الآن.

المصدر: (مقتبس بتصرف من متاب "الكتاب الذي تتمنى لو قرأه أبواك" للمؤلف "فيليبا بيري")
الطفل
المشاعر
الأم
التربية
صحة نفسية
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    أصحاب الأيادي البيضاء يغتنمون الغدير فرصة..

    النشر : الأحد 17 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نفوس صغار تحت رزايا كبار

    النشر : الأثنين 01 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    نور على الدرب!

    النشر : الثلاثاء 16 آيار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    كم مُهرةً عربيةً قد زُوجت خوفَ العنوسةِ!

    النشر : الثلاثاء 22 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    النشر : الخميس 15 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    هل لفرق العمر تأثير على العلاقة الزوجية؟

    النشر : الخميس 21 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 344 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 340 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3315 مشاهدات

    مهرجان الزهور في كربلاء.. إرثٌ يُزهِر وفرحٌ يعانق السماء

    • 2322 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1319 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 853 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • منذ 21 ساعة
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • منذ 21 ساعة
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • منذ 21 ساعة
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة