إن الحديث عن دولة الامام المهدي وازدهار العالم من الصعب أن يقبله العقل بعد الدمار في العالم، والأقوال والطروحات التي ينقلها الغرب عن ظهور الامام، هل يكفي أن نتحدث عن معالم دولة مهدوية بقيمة تعجز عنها ألف دولة، ربما تصبح دولة قريبا جدا، كما جاء في القران الكريم (ترونه بعيدا ونراه قريبا)، هل يستطيع الانسان أن يتصور حجم التنمية الاقتصادية في عصر الامام المهدي (عليه السلام).
إن الدولة المهدوية في ضوء ما هو ثابت من النصوص الدينية هي دولة عالمية عادلة، وتتوحد فيها الأصناف البشرية، من لون وعرق ولغة.
كما روي عن الإمام علي عليه السلام، قوله: (يبعث الله رجلاً في آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً وبرهاناً، يدين له عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر إلا آمن ولا طالح إلا صلح).
ومن الأدلة القرآنية نجد أن دولة الامام المهدي اسلامية كما جاء بها الرسول محمد (ص) كتابها القرآن الكريم من دون أي تحريف أو اضافة، ولكن يكون الامام الناطق لآيات الله وحكمه في الأرض، بعدمت ابتعد الناس عنه واصبح مهجورا فعندها يعود جديدا عليهم.
وعن محمد قال: (سألت أبا جعفر والباقر عليهما السلام عن القائم إذا قام بأي سيرة يسير في الناس؟
قال: بسيرة ما سار به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يظهر الإسلام.
قال: وما كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
قال: أبطل ما كان في الجاهلية، واستقبل الناس بالعدل، وكذلك القائم عليه السلام إذا قام يبطل ما كان في من كان في أيدي الناس ويستقبل بهم العدل).
الإنتعاش الاقتصادي
بعد ظهور الامام تجد أن الدولة تتمكن من دفع المستحقات للمواطن وتدفع له المميزات الكاملة من دون أي فساد أو تفاوت في المحافظات، ويشهد العالم استثمار ونمو الثروات الطبيعية، ومنع الفوائد التي جاءت بها الرأسمالية واليهود وفتح باب القروض الخيرية.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (يتنعّم أمتي في زمن المهدي عليه السلام نعمة لم يتنعموا قبلها قط: يرسل السماء عليهم مدراراً، ولا تدع الأرض شيئاً من نباتها إلاّ أخرجته).
وعن الإمام علي عليه السلام: (ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على نبات.
ومن الطبيعي عندما ينتعش الاقتصاد في البلاد يعيش المواطن في حالة من الرفاه والسعادة والتقدم في مستوى العلم والثقافة، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (العلم سبعة وعشرون حرفاً، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس، وضمّ إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً) فهناك الكثير من العلوم لم يعرفها الانسان بعد، فلو تصور الانسان ماذا في الخمسة والعشرين حرفا من علوم وخفايا؟.
حرفان وقد وصل الانسان إلى سطح القمر وأبدع في الاختراعات والانجازات العلمية والطبية فكيف لو عرف بقية الحروف، هذا ما نرغب ونأمل أن نعرفه في ظهور صاحب الدولة الكريمة.
اضافةتعليق
التعليقات