• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

المناجاة الشعبانية وتنبيهان لتشعب أنوار الإنسان

فاطمة الركابي / السبت 12 آذار 2022 / اسلاميات / 2304
شارك الموضوع :

من مصاديق هذه التنبيهات هي ما نردده في المناجاة الشعبانية والتي أولها اليقين بكرم عطف الله علينا

نعم يحتاج الإنسان بدنيًا إلى النوم، ولكن لا يستوي من ينام لإراحة بدنه، فيستعين بأحد أو شيء ينبهه لإيقاظه لأنه ممن لديه بعد النوم شيء ينتظره وعليه انجازه واتمامه، وبين من ينام نومة الغافلين، وكأن النوم له غاية ومطلب، فلا يبالي متى يستيقظ وكم ساعة ينام.

وهكذا الإنسان في جنبته المعنوية، وبطبيعته البشرية يغفل، يسهو، يذنب، ولكن هناك من أهل التَنبُه فيستيقظ من غفلته، وهناك من يعيش الغفلة وهو غير مبال، فالمؤمن هو من الصنف الأول الذي وإن مر بغفلة، لكن لا يُسيّر حياته من دون وجود المنبهات التي تضيئ له عتمته، وتنور له ظلمته.

كما أشار لذلك امامنا السجاد (عليه السلام) بهذا الدعاء: [اللهم صل على محمد وآله، ونبهني لذكرك في أوقات الغفلة، واستعملني بطاعتك في أيام المهلة، وانهج لي إلى محبتك سبيلا سهلة أكمل لي بها خير الدنيا والآخرة](١). فهنا الإمام يعطينا مفتاح اليقظة وهو أن نستعين بالله تعالى فيكون هو المنبه، والموقظ لنا في أوقات غفلاتنا.

ومن مصاديق هذه التنبيهات هي ما نردده في المناجاة الشعبانية والتي أولها اليقين بكرم عطف الله علينا، وثانيها معرفة كرم آلائه، بقولنا: [إِلهِي إِنْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِي الْيَقِينُ إِلَى كَرَمِ عَطْفِكَ، إِلهِي إِنْ أَنَامَتْنِي الْغَفْلَةُ عَنِ الاسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِي الْمَعْرِفَةُ بِكَرَمِ أَلآئِكَ](٢).

فالإنسان لما يختار منبه حتى يوقظه يضع صوت محبب لديه، أو يطلب من شخص يحب سماع صوته ليوقظه، لينهض وهو مستأنس لا فزعًا ولا مضطربًا، وهكذا الإنسان حتى تكون لديه يقظة روحية وصحوة باطنية يحتاج إلى أن يُنَبه بما تشير إليه هذه الفقرة أي مما تَلمسه من كرم الله تعالى ودوام عطفه عليه، فالنفس تميل لحب وطاعة وتذكر من يقابلها بالإحسان الذي تراه ظاهرًا وجليًا في حياة صاحبها.

وهذه اليقظة بهذا المنبه توجب للإنسان الرفعة والترفع عن الغفلة بارتكاب الذنوب، اي تجعله يتكامل لينال ويكون من أهل الاستحقاق لمكارم ألطاف هذا الرب، ومن الملفت أن شرط بلوغ المكارم ليس الذنوب الشخصية فقط، فلم تقل عبارة المناجاة [حطتني ذنوبي] بل قالت [حطتني الذنوب].

 فكما يبدو هنا المراد به أن يصل الإنسان الى مرحلة لا يكون متنبه لخطورة الذنوب التي يضعف أمامها فيتجنبها بل هو من أهل الانكار والتنبه والاعتصام من الذنوب التي يرتكبها الآخرون فيكون منبهًا لهم، مذكرًا لهم.

فعدم الرضا عما يرتكبه الآخرون من الذنوب موجب للعصمة الذاتية عن ارتكابها، وموجب لتوسعة وتنمية ما يسمى بالعصمة الاجتماعية، وهذا مقام رفيع وعال يتطلب عطاءات الهية خاصة عبرت عنها الفقرة [بمكارم اللطف]، ولهذا نجد أن من سمات رُسل الله تعالى أنهم يتألمون ويستغفرون لذنوب أقوامهم، كما نجد في أوصاف رسول الرحمة بقوله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}(الكهف:٦)، وفي قوله تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا(7)ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا(8)ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا(9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}(نوح:10)، لأنهم حازوا على التنبيه الثاني وهو المعرفة، أي لم يعيشوا حالة الشعور بكرم الله تعالى النازل عليهم الموجبة لشكره بطاعته واجتناب الغفلة عنه، بل كانوا ممن يعيشون حالة استشعار كرم الله وعطفه ورحمانيته على جميع خلقه فاستوجب ذلك شعورهم بالحياء والتألم لجحودهم لآلاء الرب المتعال.

بالنتيجة إدراك أنعم المنعم وآلائه الجزيلة موجبة لأن يسير الإنسان في رحلته التكاملية ليكون من أهل الاستعداد للقاء ربه، وهو ممن عمل بتكليفه وأدى رسالته في رحلة عمره الدنيوي هذه.

_____

(١) ميزان الحكمة: ج ٢، ص ٩٧١.
(٢) مفاتيح الجنان.

الانسان
شهر شعبان
الدين
الايمان
القيم
القرآن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    غصن نعناع

    النشر : الأثنين 28 كانون الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    وابيضّت عيناه من الحزن

    النشر : السبت 22 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    هل ستجلس في سيارة مضادة للفايروسات؟

    النشر : الأربعاء 06 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الانضباط الذاتي ومواجهة الأفكار المغلوطة في العالم الرقمي

    النشر : الأربعاء 02 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    علامة المؤمن وزيارة الاربعين

    النشر : الثلاثاء 31 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    لا تعافر الحياة وانتبه للتدابير الإلهية

    النشر : الأربعاء 07 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 657 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 442 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 733 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 22 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 22 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 22 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة