تحت شعار"يجب ألا ينشغل الأطفال بالعمل في الحقول، ولكن بتحقيق أحلامهم" تحتفل منظمة العمل الدولية باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لعام 2019، حيث لا يزال 152 مليون طفل منخرطون في عمل الأطفال حول العالم وتوجد ظاهرة عمل الأطفال في جميع القطاعات تقريباً، إلا أن 7 من كل 10 أطفال عاملين يوجدون في قطاع الزراعة.
هناك ملايين الأطفال يعملون لمساعدة أسرهم بطرق لا تنطوي على ضرر أو استغلال ومع ذلك، تشير تقديرات اليونيسف إلى أن هناك حوالي 150 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و 14 عاماً في البلدان النامية، وحوالي 16 في المائة من جميع الأطفال في هذه الفئة العمرية، ينخرطون في عمالة الأطفال.
وتقدر منظمة العمل الدولية أن هناك نحو 215 مليون طفل دون سن 18 عاماً يعملون ويعمل كثير منهم بدوام كامل، في جميع أنحاء العالم وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يعمل واحد من كل 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام 17 عاماً، مقارنة بواحد من كل 8 أطفال في آسيا والمحيط الهادي وواحد من كل 10 أطفال في أمريكا اللاتينية.
أسباب عمالة الأطفال
• المستوى الثقافي المتدني للأسرة؛ حيث إنهم ينظرون إلى التعليم على أنّه أمر لا فائدة منه. ارتفاع مستويات الفقر عند الكثير من الأسر، ممّا يدفع الكثير من الأطفال إلى العمل من أجل مساعدة أهلهم، والإنفاق عليهم.
• قلّة وجود المدارس في بعض المناطق الفقيرة؛ وغياب سياسة التعليم الإلزامي فيها.
• الجهل بالقوانين التي تمنع عمالة الأطفال.
• الحروب والأزمات التي تخلق العبء الاقتصادي، وتزيد الفقر.
• سوء النظام التعليمي السائد في بعض المدارس مثل سوء معاملة المعلمين.
وعلى الرغم من أن الأرقام الاجمالية تشير إلى أن الفتيان المنخرطين في عمالة الأطفال أكثر من الفتيات، إلا أن العديد من أنواع الأعمال التي تنخرط فيها الفتيات غير واضحة للعيان وتشير التقديرات إلى أن حوالي 90 في المائة من الأطفال الذين يعملون في المنازل هم من الفتيات.
وعلى الرغم من أن انتشار عمالة الأطفال قد تراجع في السنوات الأخيرة في كل مكان عدا أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث تزايد فعلياً، فإن عمالة الأطفال لا تزال تضر النمو البدني والعقلي للأطفال واليافعين، وتؤثر على تعليمهم وتعزز عمالة الأطفال دورات الفقر بين الأجيال، وتقوض الاقتصادات الوطنية وتعرقل التقدم باتجاه تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية إنها ليست سبباً فقط، ولكنها أيضاً نتيجة لعدم المساواة الاجتماعية التي يعززها التمييز فالأطفال من جماعات السكان الأصليين أو الطبقات الدنيا هم أكثر عرضة للتسرب من التعليم للعمل كما أن الأطفال المهاجرين أيضاً معرضون للعمالة الخفية وغير المشروعة.
مليون طفل عراقي في سوق العمل
اعترفت رئيس المنظمة العراقية لحقوق الطفل "لمياء أحمد عبد الله"، بأن نسبة الأطفال العاملين في البلاد تجاوزت مليون طفل، هم دون الرابعة عشرة، وشريحة مهمة منهم تتعرض للاستغلال والتعنيف، وقالت في تصريح صحفي إن: "العراقيين ينتقدون أداء الحكومة ويطالبون بتوفير الكهرباء والماء وخدمات أخرى، لكنهم يغفلون عن أخطر ملف، وهو عمالة الأطفال، الذين سيشكلون جيل العراق ووجهه المقبل، وهم بلا تعليم ولا ثقافة ويواجهون مشاكل نفسية مختلفة"، وتتابع "الموضوع خطير للغاية، لكن لدينا حكومات أمية منذ الاحتلال ولغاية الآن".
عمالة اطفال العراق بالارقام
الأطفال الأيتام في العراق يفوق المليونين ونصف المليون طفل فقدوا الأب أو الأمّ، أو فقداهما معاً جراء الحروب وأعمال العنف التي عصفت بالبلاد منذ الاجتياح الأميركي للبلاد عام 2003، بحسب تقديرات منظمات أممية ومحلية.
وأوضح المصدر أن "الحكومة لا توفر أي برامج أو مخططات واضحة لرعاية هذه الشريحة أو الاهتمام بها، ما دفع بمعظمهم إلى الخروج للعمل مع أقرانهم الذين يعيلون أُسَرهم في العديد من المهن التي تنطوي على مخاطر كثيرة، والأهم من ذلك أنها تسلبهم طفولتهم وتحرمهم من حقوقهم".
وتدعم اليونيسف خارطة الطريق للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال بحلول عام 2016، والتي تدعو إلى استجابة متكاملة لعمالة الأطفال كما تدعم اليونيسف المجتمعات المحلية في تغيير قبول عمالة الأطفال ثقافياً، وفي نفس الوقت تدعم استراتيجيات وبرامج توفير دخل بديل للعائلات والحصول على خدمات دور الحضانة والتعليم الجيد والخدمات الوقائية وتعمل اليونيسف أيضاً مع أصحاب العمل والقطاع الخاص على تقييم سلاسل إمداداتهم وممارساتهم التجارية ودراسة تأثيرها على الأطفال.
وبحسب آخر إحصاءات وزارة التخطيط في العراق فإن عمالة الأطفال في البلاد بلغت 4.9 في المئة للفئات العمرية ما بين الخامسة والـ 17 من العمر، وتزداد لدى العائلات التي ترزح تحت خط الفقر حيث يقبع 30% من العراقيين.
وقال الجهاز التابع لوزارة التخطيط إن "عمالة الأطفال للفئة العمرية البالغة 5- 17 سنة بلغت نسبتها 4.9% حيث شكلت نسبة الذكور من هذه العمالة 7.1% ونسبة الإناث 2.5%".
في المقابل يرى مراقبون أن نسبة عمالة الأطفال تصل إلى 8% مشيرين إلى أن هذه النسبة في ازدياد من العام 2003، واصفين، الأعمال التي يقوم بها بعض الأطفال بالخطرة، خصوصاً في المعامل والمصانع والورش المتخصصة بتصليح السيارات.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أن أكثر من ثلاثة ملايين طفل عراقي لا يرتاد المدارس بانتظام، بينما هناك مليون و200 ألف طفل هم خارج المدرسة تماماً، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن طفلاً عراقياً واحداً من بين كل أربعة أطفال يعيش في أسرة فقيرة، وأن أكثر من خمسة ملايين طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، إلى جانب الآلاف الذين قتلوا أو أصيبوا في العمليات العسكرية.
وبحسب الأمم المتحدة فإن ما يزيد عن 280 مليون طفل ما بين الخامسة والـ 17 من العمر منخرطون في سوق العمل حول العالم، وأكثر من 152 مليونا منهم ضحايا لعمالة الأطفال التي تتراوح بين العمل القسري والعبودية والدعارة أو النشاطات غير المشروعة.
.....................
اضافةتعليق
التعليقات