هدف الزواج وغايته علاقة ارتباط شرعية بين المرأة والرجل لبلوغ مشاعر الانسجام والأنس والراحة وتحصين النفس من النزوات وإنشاء أسرة لتمتد وتتفرع لتكوين مجتمع.
نصادف كثيرا أشخاصا يرفضون فكرة الزواج، وكم منهم من ينتقدها ويصورها كسجن وسلب للحقوق ويشجع على العزوبية، هناك من تجد عذرا مقبولا لآرائهم لأنها ردة فعل مؤقتة فمن يجرب الزواج ويفشل أو يذق مره أضعاف حلوه أو داخل في خلاف مع الشريك أو خاض تجربة الطلاق فهذا أمر عادي ويعتبر ردة فعل طبيعية.
وكل هذه الآراء تنتفي بانتفاء المسبب وبعد فترة تتغير آراءهم أو على الأقل تكون انفعالاتهم أقل وأكثر عقلانية حين يجد شخصا يحبه ويفكر بالارتباط به، أو عندما يحل الخلاف مع الشريك وتنتهي المشكلة والزوبعة أو عندما يصلح حاله.
هناك من تكون الأفكار السلبية حول المؤسسة الزوجية راسخة في أذهانهم ويكونون خائفين ومترددين ولا يشجعون على الزواج بحسب المختصون فهم من يعانون من مرض (الجاموفوبيا)، يعزفون عن الزواج من كلا الجنسين رغم أعمارهم وظروفهم المناسبة للارتباط، وفي الآونة الأخيرة عدد المصابين بهذا المرض في تزايد.
إن هؤلاء يرفضون الفكرة تماما وفي حال اقدموا أو وافقوا على فكرة الزواج ارضاء للأهل نجدهم متشائمين ويحاولون الافلات ويشعرون أنهم في مأزق ومن أول خلاف أو مشكلة يتراجعون أو من يلجأون للطلاق دون أسباب منطقية، ويعانون من هذا المرض دون أن يشعروا.
ومن العوامل التي تفضي إلى هذا المرض، الخوف من الفشل في العلاقة والدخول في دوامة المشاكل لارتفاع حالات الطلاق، والعلاقات الزوجية الفاشلة بين الأم والأب التي تنغص عليهم راحتهم وأمنهم وتسهم في تغيير نظرة الأبناء عن الزواج.
ويعد من أهم العوامل هو تعميم الأحكام، فكم السلبية التي يقولها البعض عن الخيانات والمشاكل الزوجية أو ينشرها في مواقع التواصل دون حس المسؤولية ومعرفة أضرار ما يكتبون وما يعممونه، ورفض الشباب لانعدام ثقتهم بالفتيات وهو أيضا سببه إما اطلاق أحكام عامة غير موضوعية من تجارب شخصية أو أحكام قاصرة ونظرة ضيقة من أشخاص يشوهون الحقائق لسلوكيات مؤقتة أو أحداث آنية أو هفوات ليست من صفاتهم الثابتة أو سلوكياتهم الدائمة. أيضا فقدان الثقة بالنفس والخوف من المسؤولية أو الشعور أنهم غير قادرين على تحمل المسؤولية بعد الزواج.
ربما يقدم على الارتباط مع إلحاح وضغط المحيطين به، لكنه يحاول الانسحاب بعد ذلك سواء من البداية أو حتى في اللحظات الأخيرة قبل الزفاف.. فما أسبابه؟ وهل يمكن التخلص منه؟
ويذكر أهل الاختصاص أعراض مرضى الجاموفوبيا تترافق هذه كلها مع قلق مستمر وخوف يتملك الشخص ويؤثر على وظائفه الحياتية، مثل النوم والأكل والعمل والعلاقات مع الآخرين، فيحاول تجنب موضوع الزواج باستمرار.
من يملك الوعي الكافي لمعرفة وتحديد أسباب خوفه فهو بالتأكيد يتمكن من السيطرة عليها ونسفها وتغيير أفكاره سواء جاءت من التعميم للمعلومات والآراء ومن يمتلك القدرة على التحرر من الخوف من الخسائر المالية ورفض الشعور أنها شراكة خاسرة، أما في حال يكون الشخص لا يستطيع تغييرها أو لا يعلم أسباب الخوف الذي سبب هذه الأعراض والرفض أو الكره لفكرة الزواج فالأفضل استشارة الطبيب المختص.
اضافةتعليق
التعليقات