لم يعد من يلتقط الصور بالأعراس والأفراح ذلك البطل الخارق الذي يتقن عملاً لا يتقنه الكثيرون, ويتسابق الجميع لأجل الظهور أمام عدسته الصغيرة التي ترسخ كذكرى جميلة لعائلة تحتفظ بنسخة واحدة أو أثنان فقط منها, لتتسرب عادات جديدة حولت كل المدعوين إلى مصوّرين, غير أنهم باتوا برتبة مرفوضين, لتزيد أسباب الخلافات بين أسر تصارع لأجل المحافظة على وثاق قاب قوس أو أدنى من الانقطاع كلياً.
فالتطور التكنولوجي والانتشار الواسع لأجهزة الهواتف النقالة التي حلت محل الكاميرات في الكثير من المناسبات, لم يجد مكاناً لائقاً له وسط أغلب حفلات الأعراس, نتيجة ما بتنا نسمع عنه من مشاكل بسبب تداول صور خاصة للنساء والفتيات بلباس الأعراس على مواقع التواصل الإجتماعي أو حتى اليوتيوب, في حين يستغل بعض الانتهازيين تلك المناسبات للإنتقام من بعض أعدائهم بحسب ما يؤكده بعض من تحدثنا إليهم عن هذه الظاهرة.
وتؤكد السيدة "ح", موظفة في قاعة للحفلات, بأنها شاهدة على الكثير من المواقف المحرجة في السنوات الأخيرة بسبب التصوير, علماً أنها تأخذ منحى الشجار في بعض الأحيان ويغادر المدعو دون حضوره كافة مراسيم الزفاف.
وتقول السيدة أم أيمن بأنها زوجت أبنتها وطلبت من المدعوين عدم التصوير بإستعمال الهواتف النقالة وحتى الكاميرات, والسماح لمن يحمل كاميرا العروس فقط بذلك, تفادياً لما قد يسببه ذلك من مشاكل للعروس أو المدعوين أيضاً.
أما السيدة أم أحمد, تقول: بأن بنات خالها وبناتهن في خلاف معهن منذ 4 سنوات, بسبب منع إحدى بناتهن من تصوير حفلة عرس أبنتها ومسح كافة الصور التي التقطتها, مما أعتبروه سلوك غير لائق أفسد عليهن فرحة المشاركة في مراسيم الزفاف.
وتؤكد الآراء التي رصدناها, بأن كاميرات التصوير باتت الضيف غير المرغوب فيه في حفلات الأعراس, حيث تقوم بعض الأسر بإعلام مدعويها مسبقاً بعدم القيام بالتصوير, فيما تستقبل أخرى ضيوفها على الأبواب بعبارة "ممنوع التصوير", في وقت تجند فيه فتيات داخل القاعات أو البيوت لمراقبة أي كان ممن قد يختلس التصوير.
وإن كان التصوير ليس ممنوعاً بالنسبة للبعض ممن يلتقطن صور متنوعة في الفرح الواحد أو مع الكثير من المدعوات, فإن نساء كثيرات بتن يخضعن لتوصيات صارمة من طرف أزواجهن, بعدم الظهور أمام عدسات الكاميرا والابتعاد عنها كلياً, مع اشتراط عدم نزع الحجاب بالنسبة للمحجبات, تفادياً للظهور خطأً في صورة دون حجاب, كما تتحدث لنا إحدى السيدات عن امرأة متزوجة يمنعها زوجها من الذهاب إلى أعراس الأجانب بحجة التصوير العشوائي من الجميع.
التصوير بواسطة الكاميرا الصغيرة أو الهاتف النقال وإن كان مستحباً لدى بعض الأسر, فإنه يعتبر شبه جريمة بالنسبة لآخرين يرون فيه انتهاك لحرماتهم وعادة يعتبرونها سيئة غير مرغوب فيها, يشكل تفاديها أجواء هادئة بعيداً عن مشاحنات لا ضرورة لها.
اضافةتعليق
التعليقات