السُّلّم الذي تتنافس عليه الحكومات والذي تطالب به الشعوب هو توفير العيش الكريم للمواطن في جميع صوره أو على الأقل محاولة توفير الأساسيات الضرورية للفرد.
فمع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وضعف الخدمات الضرورية للحياة ارتفع سخط الفرد العراقي انطلاقاً من البصرة الفيحاء وتضامنت معها المحافظات الجنوبية فالعاصمة؛ لسوء الخدمات وانعدام الأخرى، وهذه التظاهرات نالت صدى على أرض الواقع والفضاء الإلكتروني منهم من يؤيدها ويقف معها وآخر يعارضها وآخرين وقفوا وقفة المحايد الذي ينتظر ما تؤول إليه الأمور، ومنهم من يحاول استغلال هذه التظاهرات لأغراض شخصية مع فقدان القيادة السليمة صاحبة المنهج الصحيح.
إن الانتفاضات الشعبية إذا لم تكن مُؤيدة ومَسنودة ومُدارة من قبل قيادة منظمة ووطنية لم تستطع أن تبلغ أهدافها المرسومة لها والمرجوة منها لذلك يجب على المتظاهرين في كل مكان أن يختاروا قيادة نزيهة ووطنية ذات منهج واضح لإدارة الموقف من اجل الحصول على متطلباتهم ومستحقاتهم.
أما إذا استمرت هذه التظاهرات بلا قيادة إدارية سوف لن تحصل على شيء وتذهب تضحياتها سدى.
وخير مثال على ذلك ما قام به الشعب العراقي في الانتفاضة الشعبانية ضد المقبور صدام حسين .
فعلى الجميع أن يدرك هذا المفهوم ويعمل جاهداً على اختيار قيادة وطنية حقيقة لإدارة هذه التظاهرات لكي يحصل على النتائج المرجوة منها..؟
وأما سلمية الموقف تتأتى من الوعي الكامل للمواطنين بأنهم خرجوا لطلب الإصلاح وإنهم بتخريبهم لبعض الأملاك الحكومية التابعة للشعب وخصوصاً الخدمية منها سوف يعود عليهم سلباً وسيكونون جزء من التخريب المتظاهرين ضده، فيناقضون ذاتهم بتصرفات لا تمت لما يريدونه.
وعلى هذا من الذكاء أن نحافظ على مشروعية التظاهرات بسلميتها حتى لا نفتح أبواب ونوافذ لأولئك الذين يتخذون منها سلمها لمصالحهم ولتخريب ممتلكات الشعب أو سرقتها بإسم جهة معينة أو حزب معين وخلاف هذا سيأخذ التظاهر منعطف سلبي يعود علينا بشهداء ودماء تُراق بلا ذنب وسنفتح نوافذ أمام اولئك الذين خربوا بلادنا منذ خمسة عشر عاما ليطلقوا علينا صفة المخربين.
اضافةتعليق
التعليقات