افترشت الحاجة أم حسن حجرة الضيوف الخاصة استعدادا لاستقبال المعزيات في حضور مجلسها الحسيني والذي يعد من الطقوس المحببة لديها، حيث تستعد أغلب البيوتات الكربلائية في تجهيز ما يلزمها لإقامة مجالس العزاء التي تليق بصاحب المصاب ومواساة للسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)...
(بشرى حياة) اجرت هذا الاستطلاع حول العادات الدخيلة التي طرأت على المجالس الحسينية النسوية..
طقوس خاصة
ترى أم رفل (ربة بيت)، أن لمجالس العزاء طقوس خاصة يفضل مراعاتها واسترسلت بحديثها قائلة: لقد شاهدت من خلال حضوري لمجالس العزاء أن الطابع المعتاد في المجالس الحسينية النسوية قد بدأ يتغير تدريجيا حيث أمست تتأثر بعادات دخيلة كالتبرج وارتداء الإكسسوار والمجوهرات فضلا عن الثياب الجاذبة للنظر والمكشوفة. وأضافت: كما لا ينطبق هذا الأمر على جميع المعزيات وإنما البعض وبالتحديد الصبيات المراهقات.
الركن الحسيني
وفي سياق متصل قالت أم يزن (موظفة): إن العادات تغيرت مع دخول الحياة التكنلوجية إلى البيوت لهذا أرى أن العادات الدخيلة هي بسبب ما تنقله مواقع التواصل حيث أشاهد على منصات التواصل العديد من النسوة يقمن بنشر صور لتجهيزهن الركن الحسيني المليء بالحلوى الفاخرة والأواني فضلا عن الشموع المشغولة وفق تقنيات الصور وغيرها كل ذلك تحت مسمى الثواب، الأمر الذي جعل الامر خالٍ من ألم الفاجعة والمواساة للمصاب بل أصبح للتباهي وعرضة للتقليد.
وأضافت: إن هذه المظاهر تندرج لفئة معينة فهناك بيوتات كربلائية مازالت تحمل ألم المصيبة حيث تبدأ بتوشح جدران غرفة الضيوف بالسواد بالتزامن مع شهري محرم وصفر ورفع راية الحزن على سارية قد جهزت لذلك في أعلى البيت فضلا عن المحافظة على هيبة المجلس بما يتناسب مع حجم المصاب.
عادة سيئة
بينما قالت الحاجة أم رياض وهي ممتعضة: بغض النظر لوجود العديد من الظواهر التي اكتسحت المجالس الحسينية النسوية هناك ما هو أسوء وهي النميمة، حيث دعيت في هذا العام إلى مجلسي الحسيني النساء اللواتي يبتعدن عن هذه العادة السيئة، لأضمن بذلك هدوء مجلسي حيث يكون تواجد النسوة فيه من أجل مواساة سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء والسيدة زينب الكبرى (عليهما السلام) وليس لغرض (القيل والقال).
الارتقاء الحسيني
وختام جولتنا كان مع الباحث الاسلامي أسعد خميس حدثنا قائلا: للقضية الحسينية أبعاد عقائدية فحينما خرج الحسين ابن علي مع عياله (عليهم السلام) إلى وادي كربلاء كان لأجل قضية سامية وبأمر الهي حيث كان لكل فرد من ذويه دور في واقعة الطف، لذا على الشيخ حينما يعتلي المنبر أو القارئة الحسينية أن ينقلوا ابعاد مفهوم القضية الحسينية وأن لا يكون المجلس مجرد تجمع نسوي للرثاء والبكاء وغيرها من الأمور، حيث ما نراه اليوم لبعض مجالس العزاء النسوية وحتى الرجالية اخذت تتجه نحو طابع مختلف في المضمون مما انساق خلفه العديد دون توعية وارشاد ولا نعمم بهذا على الجميع بل على فئة معينة.
وحول كيفية تحجيم هذه الظواهر حتى القضاء عليها تدريجيا أضاف قائلا: إن عدم الانخراط خلف هذه العادات يقع على عاتق جميع المؤسسات الدينية لكلا الجنسين وأرى أن العتبات المقدسة قد أولت اهتماما كبيرا بهذا الجانب ولا يتوقف الأمر هنا بل من واجب القارئة في المجالس النسوية أن توجه من خلال المحاضرة باحترام قدسية المجلس والالتزام بما يناسب العادات المتعارفة في حضورها لهكذا مناسبات دينية، كما يتوجب عليها أن تطرح قضايا توعوية وفكرية في النهضة الحسينية ليتعرفن الحاضرات على مدى عمق واقعة الطف وما آلت اإليها من تبعات حتى يومنا هذا.
ختم حديثه: برغم كل ما نراه من عادات دخيلة مدسوسة مازالت وستبقى المجالس الحسينية تتسع وتمتلئ بمحبي أهل البيت (عليهم السلام) لأن الحسين (عليه السلام) مصباح للهدى حتى قيام الساعة.
اضافةتعليق
التعليقات