البداية كانت في أرض علي، فإنه قد ولد (رضوان الله عليه)، آية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي، في مدينة النجف الأشرف، ليكون امتداد النور عند الحسين، في كربلاء المقدسة..
كانت علاقته بسيد الشهداء شيء خاص، فقد كان يفني كل شيء في خدمة أبا عبد الله عليه السلام، وطبع ذلك الحب الحسيني في نفوس أولاده وأحفاده، حيث إني سمعت من المقربات من أرحامه بأنه كان يعقد المجالس الحسينية في البيوت، ويشوق الأولاد والأحفاد، بل حتى الصغار بقراءة الخطابة والنعي، وليس فقط هذا فقد كان يجلس معهم ويستمع إلى ما يقولون..
ومن ثم تنقل قائلة (إحدى العلويات من عائلته)، بأنه كان يشوق الأطفال والاولاد لقراءة الكتب والتاريخ والتأليف، خصوصا في سيرة أهل البيت (عليهم السلام)، وكذلك إعطاء الأدوار لهم في النهضة الحسينية، وذلك من خلال (تأسيس هيئة حسينية، نشر نشرات في نهضة الإمام عليه السلام..).
سألتها متعجبة؛ هل كان للنساء دور في هذه المجالات؟ فتفضلت قائلة:
كان سماحته دائما يركز على النشاط النسوي حيث ينبه بأنه ينبغي على كل إمراة مؤمنة أن تكون كتلة من النشاط، وكان رضوان الله تعالى عليه، يشوقهم للكتابة و طلب العلم، وإلقاء المحاضرات والتنظيم وإن عليها أن تساهم في التأسيسات، وعلى الخصوص دورها في تربية الأجيال الصاعدة فهي اول مربية في البيت، وبها تنجح وتتكامل المجتمعات، لذا قام سماحته بتأسيس حوزات نسوية في كثير من الدول منها (العراق، إيران، السعودية، الكويت، سوريا...) وغيرها من البلدان.
وختمت كلمتها بأن كثيرا ما نسمع منه نصائح تتردد على مسامعنا ب استمرار، فهو كان يقول لعامة الناس: عليكم بالتقوى والعلم والعمل ويسميه (مثلث التقدم)، والتقوى أساس التوفيقات، قال تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ).
أما الشباب فكان يؤكد عليهم، وينصحهم ب (الزواج المبكر، طلب العلم، العمل الجاد..).
ومن أجمل بل أروع ما سمعت عنه، بأنه كان يؤكد على (التاءات التسعة).. والتي تجلب التوفيق ورضا الله وأهل بيته ..
1. التعليم
2. التربية
3. التأسيس
4. التنظيم
5. التأليف
6. التدبر
7. التعقل
8. التوكل
9. التوسل
وكذلك الاهتمام ب(الميمات الخمس):
1. المنبر
2. المحراب
3. المدرس
4. المحقق
5. المؤلف
حقا بعد تحدثها عن سماحته، بالمقدار القليل شعرت كم إننا خسرنا، مرجعا وأبا روحيا مرشدا، فتذكرت مقولة سيدي ومولاي علي بن ابي طالب: (قُلوب العِباد الطاهِرَة مَواضع نَظرِ اللّه سبحانه)..
لذا اختارت روحه أن تسكن وترقد وترتاح بجوار الرفيق الأعلى، وتحت ظل محمد وآل محمد، في يوم 2 شوال..
فصار رحيله جرحا عميقا لن يندمل، وذكرى وفاته حزنا لا يُنسى.
اللهم إرحم تلك الأقمار التي رحلت بدون ميعاد، وإحفظ الباقين بعنايتك (ال المجدد)..
اضافةتعليق
التعليقات