الأوراق مرآة صادقة تعكس رؤيتنا حول مانصنعه بها بكافة الاستخدامات، كل جميل تعكس جماله، وكل قبيح كذلك. هل كانت الأوراق يوماً ما بل هل كانت في ساعة من الزمن صديق سوء، أو باباً إلى ضرر، أو عوناً على الحرب والحقد والقطيعة؟
كانت دوماً تعكس الوقائع، لكن من أساء الاستغلال أراد أن يشتبه عليه حقيقة الواقع، إذ كان معيناً على نفسه بنفسه، دون وعي منه بأنه يتزود لسوء حاله، وكان يجلب الضرر إليه وربما تجاوزه إلى غيره.
ينظر إلى الورق كثيراً أثناء ما يقوم به، إلا أنه لا يبصر الشوائب بالرغم من أن الأوراق كانت تظهرها له على السطح دائماً.
يمسكها بأنامله، بيديه، إلا أن كل الزوايا لم تكن كافية بالنسبة إليه!
المرة تلو المرة حتى يعتاد على ما هو فيه ظناً بأن هذا ما تعكسه الأوراق، في مقابل أنه يعيش سراباً عكسه له إياه فعله، لم تعكس الأوراق ذاك السراب لتصوره واقعاً ولم يكن هذا مرادها البتة.
في كل ورقة في كل ثناياها بسطحها الظاهري، بعمقها الفعلي، فكم حملت هذه الأوراق من رسائل؟ كم نداء تحمله الأوراق إلينا؟
كم مرة كان الأولى أن تواصل لكنك توقفت. في المقابل كم مرة كان الأفضل أن لا تواصل عملاً عاقبته ندامة؟
بغض النظر عن لون الأوراق، جودتها، حجمها، كيف لنا أن نتيقن من نظافة أوراقنا ومانفعله بها؟ كم مرة كان التريث رفيقاً لنا حينما كنا نمسك بورقة أو ننظر إليها كي نتيقن من فاعلية مانقوم به على نحو الإنتاج والاتقان والإحسان أيضاً؟
ربما لو أننا نفكر ولو لمرة واحدة بإزالة هذه الشوائب من على سطح الأوراق، سنجدها مازالت تعكس لنا الواقع، مازالت مرآة صادقة، فقط علينا أن نشارك الأوراق في الصدق أولاً ثم نبادر في رفع أتربة اللا أخلاقيات وغبار اللا وعي وطين خطوات الشيطان عن سطحها، ذاك الذي كان الجهل والغفلة أو الخمول والكسل عذر بقائها وتراكمها.
اضافةتعليق
التعليقات