مع تقدم العلم بدأ يتطرق العجز والوهن إلى نظرية لابلاس وبعد أن جزم العلماء بخطئها، أصبحوا يضحكون من العلماء السابقين الذين كانوا يؤمنون بها، بل ويجعلونها محور دراساتهم الفلكية في المجموعة الشمسية كان مفتاح نقد نظرية لابلاس، ما دلت عليه الدراسات العلمية الحديثة بشكل واضح، أن أصل القمر ليس من الأرض، وأصل الأرض ليس من الشمس، كما كانت تقرر النظرية السابقة.
نظرية نشوء الكون
لم يفتأ العلماء والفلكيون يفكرون في النظرية التي تبين لهم كيفية نشوء الكون ومما تأكد لهم علمياً أن أصل كل ما في الكون من أجرام ومجرات هو غاز الهدروجين. باعتبار أن الهدروجين هو أبسط عنصر موجود في الكون فكان هذا الغاز يملأ كل فضاء الكون قبل نشوء الأجرام. وهذا ما عبر عنه سبحانه في القرآن بقوله عن خلق السماوات: (ثم استوى إلى السماء - وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين) فصلت الآية ١١.
وقد عبر القرآن عن هذا الغاز الذي منه خُلقت السماوات والأرض فـبالدخان وبقدرة الله تعالى بدأت تتشكل دوامات في هذا الغاز، ومركز كل دوامة هو مركز تشكل نجم. ومع الزمن بدأ الهدروجين في كل دوامة بالتكاثف الهليوم والليثيوم ومع مرور الزمن بدأت تتشكل في الهدورجين بقية العناصر الأكثر تعقيداً، مثل الذي يحوي في نواته ۲۳۸ نكليوناً، منها ۸۲ بروتوناً والباقي نترونات وهكذا حتى وصلنا إلى العناصر الثقيلة، مثل اليورانيوم.
كيف نقدر عمر النجم؟
زمن كبير، وذلك بدءاً إن تشكل كل عنصر من العناصر المائة الموجودة في الأرض، يحتاج إلى من أبسط عنصر كما ذكرنا وهو الهدروجين وكلما زاد عمر النجم كانت الفرصة كافية لتشكل عناصر جديدة أكثر كتلة وأكثر تعقيداً وإذا طبقنا هذا المبدأ على الشمس والقمر والأرض، نستطيع أن نقول إن الشمس هي كالمولود الجديد الذي عمره أيام، والقمر كالطفل الذي عمره سنوات، بينما الأرض فهي كالشيخ الهرم الذي بلغ من العمر عتياً.
فنحن إذا نظرنا إلى تركيب الشمس الملتهبة نجد أن ٩٩٪ من المواد المؤلفة لها حالياً هي الهدروجين والهليوم، وبشكل مستمر فإن ذرات الهدروجين تندمج ببعضها ليؤلف كل زوجين منها ذرة واحدة من الهليوم، هذه الحقيقة عن تركيب الشمس يدل على أن تشكلها هو حديث جداً، إذا ما قورن بتشكل الأرض فالنجم الذي شكل الأرض لا بد أنه أضخم بكثير من الشمس وأقدم منها، حتى يستطيع أن يشكل العناصر المائة الموجودة في الأرض.
أما القمر فقد كانت النظرية القديمة تقول: إنه كان قطعة من الأرض، ثم انفصلت عنها من جهة المحيط الهادي، حيث توجد فجوة كبيرة تكافيء في حجمها حجم القمر، هذه الفرضية تبيَّن اليوم أنه لا أساس لها من الصحة أبداً.
وعندما صعد روّاد الفضاء إلى القمر، حصلوا على معطيات جديدة تفصح عن أصل القمر، منها الاسباب ونظرية ان القمر هو جزء من الأرض.
1 العنصر الغالب في سطح القمر هو عنصر التيتانيوم، وهو أبيض اللون، في حين أن العنصر الغالب في قشرة الأرض هو عنصر السيليسيوم. وإذا كان القمر قطعة من الأرض، فما المبرر أن يكون تركيبه مختلفاً كلياً عن تركيب الأرض؟
2 إن النشاط الإشعاعي الطبيعي الذي وصل في الأرض إلى درجة الخمود، نجده قوياً في القمر، وهذا يجعل الحياة على القمر مستحيلة نتيجة الإشعاعات الذرية القاتلة، هذا إذا تصوّرنا إمكانية تأمين الهواء والماء لمن يعيش عليه.
وبما أن الإشعاع الصادر عن المواد المشعة يتبع نمطاً أسياً في تناقصه مع الزمن، ولا يتأثر بالظروف الخارجية أبداً، إذن فالأرض تعتبر قديمة جداً بالنسبة للقمر، يفسر ذلك خمود المواد المشعة التي فيها، إذ إن ذلك يدل على الزمن الشاسع الذي مضى حتى أصبحت هذه المواد المشعة خامدة على الأرض.
ومن جملة هذه المعطيات يظهر أن الأرض قد تشكلت قبل القمر بزمن كبير، وأن القمر والأرض تشكلا قبل الشمس بزمن أكبر، مما يدل على أنهما ليسا من الشمس.
أما من أين جاءت الأرض ومن أين جاء القمر؟ وكيف أتيح لهما أن يدورا في مدارهما، فهذا لا يعلمه إلا الله تعالى، وهو القائل: (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً).
اضافةتعليق
التعليقات