• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

آسف قلها وكفى

هدى المفرجي / الأربعاء 04 تشرين الاول 2023 / تطوير / 2355
شارك الموضوع :

لسنا ملائكة لا نخطأ، ولسنا أنبياء لا نتجاوز على الآخرين ولا نظلمهم، الخطأ منا متوقع

الاعتذار ليس كلمة تقال في زحمة الحديث وتبرير الخطأ، أو البحث عن مخرج من الورطة التي سببها سلوك ما خاطئ، مازلت أشعر وكأن فمي مقفل بمئات الأقفال الموصدة في أعماق الروح وتقف الكلمات دون حراك لمجرد أنني قبلت الكثير من كلمة "آسف" دون أن أشعر بها، بينما الاعتذار يعني الاقتناع التام بأن هناك خطأ ينبغي تصحيحه، وهو ما أوجب الاعتذار، وبالتالي فإن نوع الاعتذار لابد وأن يقترن بنوع الخطأ وحجمه، ولكن قد اعتاد مجتمعنا أن يعتذر بكل برود متناسياً كل الجوانب النفسية أو على الأقل حجم الخطأ الذي ارتكبه مما أضاع معنى الاعتذار بحد ذاته وأصبح كلمة عادية ككلمة "مرحباً" تقال في كل وقت وإن لم تكن تقصد ولكن شتان بين الترحيب والتضميد وهكذا يبقى الجرح غائرا.

آسف قلها وكفى: هل تكفي؟

لسنا ملائكة لا نخطأ، ولسنا أنبياء لا نتجاوز على الآخرين ولا نظلمهم، الخطأ منا متوقع، والتجاوز من قِبلنا على الآخرين ليس مستغرباً، فنحن بشر، والبشر خطاؤون، وعلينا أن لا نكابر عند صدور الخطأ منّا، وكأننا نريد أن ننزه أنفسنا منه، فنجانب الحقيقة، ونرجو المستحيل، ونزكي أنفسنا كذباً وبهتاناً، والله عز وجلّ يأمرنا باتهام الذات، وعدم تبرئتها لنتمكن من عمل مراجعة موضوعية تبدأ من الذات أوّلاً وقبل كل شيء يقول عزّ من قائل: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ)، ويقول أيضاً: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ)، بينما البعض منا يحاول أن يلقي بأخطائه على الآخرين، بل ويبحث عن كلّ الوسائل والذرائع لتحميل الآخرين أخطائه، وإلصاقها بهم، وتبرئة ذاته من كل شيء، وإنكار حقائق أفعاله وتجاوزاته، والجدال في ذلك أحقابا (وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا)، ولأن الإعتراف بالخطأ يحتاج إلى شجاعة أدبية، وتحمل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات والتزامات، فإن البعض يهرب عادة من كل ذلك محاولاً دس رأسه في التراب كما يقال، وذلك هروباً من مواجهة استحقاقات الخطأ والحقيقة التي لا مفر منها هي أن ارتكاب الخطأ يرتب على المخطئ إلتزامات أخلاقية بحجم الخطأ، وأنّ الإعتراف والإقرار بالخطأ والاعتذار منه فضيلة أخلاقية، وقيمة دينية، وفعل حضاري ينبغي أن يتحلى به بكلّ شجاعة واقتدار، هذا جزء مما ذكره الكاتب محمد العليوات في كتابه "آسف قلها وكفى" موضحا جوانب الاعتذار وأبعاده الايجابية بيد أنه قد تناسى أن يؤدب المعتذر فالأمر لا يتوقف على كلمة رددت بلا مشاعر لتجاوز خلاف ظاهر إنما الأمر أعمق من ذلك بكثير حيث أنه قد أشار إلى تجاهل الخطأ وترفع المتضرر من خلال قوله "من المؤكد قبول عذر الآخر دليل عقل وحكمة ومن صنائع المعروف، فإن العاقل يتعالى على جراحاته ويتسامى على همومه"، متجاهلا أن للنفس حق علينا فكيف نتجاهلها بتجاهل جراحاتها لمجرد أن أحدهم بعد أن جعلك متألما قرر أن يرمي لك كلمة عابرة وكفى وفي المقابل عليك القبول بكل بساطة، لكن هناك من كان له وجهة نظر مختلفة ويرى أن الاعتذار وحده لا يكفي وهناك أشياء غير “أنا آسف” عليك فعلها، وأولها:

لا تخترع الأعذار:

قد يكون من المغري الدفاع عن نفسك وشرح الأسباب التي دفعتك للخطأ بحق شخص ما وأنت تقدم له الاعتذار، لكن هذا قد يضعك في ورطة حقيقية، فيقول المعالج النفسي جوناثان ألبرت، لا تحاول أن تشرح سبب ارتكابك لخطأ ما بدلاً من ذلك، كن مباشرًا اعترف بخطئك كما يجب عليك أيضًا الابتعاد عن كلمات مثل (لكن، لو، فقط) لأن هذه التعبيرات تزيد من الأذى.

كذلك عليك التعبير عن الندم:

وفي سياق هذا الموضوع يقول دينيس مايرز، المدير الوطني لخدمات الصحة السلوكية في شركة ماراثون هيلث: “يجب أن يشمل الاعتذار الحقيقي التعاطف والندم الحقيقي”، وربما هذا أساس الاعتذار وهو الأمر الذي يجعل من المقابل يشعر من أن هناك ضماد في طريقه إلى جراحه.

وفي النهاية عليك أن تكون دقيقاً وصادقاً، وأن تحدد ما الذي تعتذر عنه حيث يضيف ألبرت: “إن قول عبارة أنا آسف، بشكل عام، أمر غير مجد في الاعتذار عليك تحديد الخطأ الذي تريد الاعتذار عنه على وجه الخصوص، فهذا يجعله أكثر إقناعا للطرف الآخر” وإن أبسط الطرق وأكثرها صدقًا للاعتذار هي التحدث من القلب قائلاً: “لا تخف من إظهار المشاعر هذه هي خطوتك الأولى في إضفاء الطابع الإنساني عليك وإظهار الصدق، وكلاهما ضروري لاستعادة الثقة والاحترام ومنها يجب أن يكون الاعتذار فعلاً قبل أن يصبح قولاً، ومثلما أن الاعتذار واجب، فإن قبول الاعتذار والصفح أوجب، لأنه خلق الكرماء والنبلاء، وهذا لا يعني قبولاً بالأمر الواقع أو ابتلاعاً للإهانة، بل تسامح وإنصاف وحفظ للود ولكن هذا لا يعني أن يعود الانسان إلى سابق عهده، وفي النهاية ثقافة الاعتذار ممارسة تحتاجها مجتمعاتنا كثيراً، وينبغي زرعها في نفوس الأطفال، وبحيث تصبح جزءاً من ثقافتهم فتنعكس إيجابياً على مجمل علاقاتهم الاجتماعية لاحقاً، وعندها فقط  سيستطيعون ممارسة الاعتذار بلا تردد ودون شعور بضعف أو خجل، فإن الدين المعاملة.

السلوك
المجتمع
الشخصية
التفكير
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    خطورة خبراء الحكومات المستبدة

    النشر : الأربعاء 18 حزيران 2025
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    جينات تساهم في كره البعض لتناول الخضار

    النشر : الخميس 21 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الأطعمة الحمراء.. لون مميز وفوائد كثيرة

    النشر : الأحد 23 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    ماعلاقة بكتيريا الفم بسرطان الرئة؟

    النشر : الأحد 20 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    استشهاد النبي ووقعه على قلب الزهراء

    النشر : السبت 24 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    أمي مطلقة.. فما ذنبي؟!

    النشر : الأحد 30 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 800 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 548 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 355 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 342 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 341 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 337 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1020 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 977 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 951 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 800 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 798 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 769 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 8 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 8 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 8 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة