ما إن ينتهي الفصل الدراسي حتى يبدأ موسم الدورات الصيفية وعروض برامجها وتختلف العروض بين مكان وآخر فهناك دورات تنموية وأخرى ثقافية إضافة إلى الدروس الدينية بما يتناسب أعمار الطلبة وتكون ذات طابع جميل بعيد عن أجواء الدراسة التقليدية وضغوط المدرسة، ولكن يبقى السؤال؛ لماذا يتماهل الوالدين في ارسال أولادهم الى هذه الدورات الصيفية؟ مع انها مجانية وتوفر لهم وسيلة للذهاب والاياب في الكثير منها.
في استطلاع رأي لبشرى حياة حول هذه الدورات وايجابياتها في المجتمع ومدى تأثيرها على الأبناء من خلال مشاركتهم فيها اجابت علياء حسين احدى الطالبات المشاركات في الدورة الصيفية:
أستغل الإجازة الصيفية في المشاركة في الدورات التي تقام في محافظة كربلاء المقدسة والتي تمنحني الثقة في النفس ومعرفة أحكام الدين وتعلم قراءة القرآن الكريم بصورة صحيحة، ووقتها جدا مناسب حيث تكون عصرا ولمدة أربعة ايام الى ثلاثة ايام في الأسبوع، مع تقديم برامج ترفيهية مناسبة لكل عمر.
وتضيف حوراء حسن احدى المشاركات: أنتظر هذه الدورات وأتشوق للمشاركة فيها لما لها من الفائدة المعنوية والتنموية وتقوية العلاقة بين الآباء وابنائهم وتصحيح للسلبيات التي نتعرض لها خلال العام الدراسي والضغوطات التي تواجهنا، ومن خلال مشاركتي في دورة بوصلة التوازن التي أقامتها جمعية المودة والازدهار نظمت أمور حياتي وعرفت قيمة التوازن وأهميته في الحياة فلا افراط ولا تفريط.
وفي سياق هذا الاستطلاع قالت السيدة غدير: هذه الدورات الصيفية مهمة للفتيات من ناحية التثقيف الديني والمعنوي وهناك جانب اخر وهو استغلال وقتهم بالتعلم والترقية، ولحظت أن بعض الأمهات يرفضن مشاركة بناتهن في الدورات وضياع العطلة بما هو غير نافع وقد يكون سلبي عليهن مثل الانترنت والجلسات اليومية، والبعض منهن تدفع الكثير من المال للدروس الاضافية واعادة اجواء الدراسة على الفتاة في العطلة الصيفية حتى تحصل على معدل عال يرضي الأم وأحلامها، بينما تقضي على نفسية الفتاة وسعادتها، كما أثبتت هذه الدورات تغير نفسية الفتاة وتقوية الجانب الايجابي عندها، لذا انا كأم وعشت تجربة الدورات الصيفية مع بناتي أنصح الامهات ان يبعثن بناتهن وسترى النتيجة التي ترضي الله وترضاها من خلال الدروس والمعلومات المكثفة لكن بشرط أن تعرف مصدر المعلومة والمكان.
وتجيب بنين حسين: للأسف لم أتمكن من المشاركة في هذه الدورات وذلك لظروف منها ارتفاع درجات الحرارة والسفر الى خارج القطر، وعائلتي ترفض ذهابي الى مكان بعيد لا تعرف الجهة المسوؤلة عن هذه الدورات وماذا ستقدم فيها لذا لم اشارك ابدا.
وتذكر العلوية ولاء الموسوي مدربة في الدورات الصيفية:
إن كل دقيقة تمر على الانسان تحسب عليه وتقل من عمره لذا وجب استغلالها بما ينمي ذاته ويعود بالنفع عليه، فنحاول قدر الامكان تقديم الفائدة وتوجيه الطاقات للمعنى الصحيح للحياة الهادفة وللهدف المراد منها.
وفي ختام الاستطلاع اختلفت الآراء ولكن تبقى للقضية ايجابية كبيرة والفائدة منها هي خلق الميزة التعليمية في الأبناء، واتاحة المشاركة لفئة من الأعمار لتعزيز معرفتهم في أمور الدين والحياة التي قد يتجاهلونها من تعب الدراسة باستخدام طرق ممتعة ومبتكرة من الكادر في تقديم المعلومة عن طريق إلقاء القصص الممتعة، والألعاب الفكرية، والأنشطة الإبداعية التي من شأنها تحفيز المشارك، وعلاوة على ذلك اشغال وقتهم بما هو نافع ومفيد.
اضافةتعليق
التعليقات