على القائمين بالحركة الإسلامية العالمية الإتقان في كل شؤونهم، العلمية والعملية والأخلاقية والتربوية، والتنظيمية والتوعوية وغيرها.
فإن الاتقان اولاً: يسبب صحة العلم والعمل والفكر والحركة، وثانيا: يسبب ثقة الجماهير بالحركة، فإن الناس يلتفتون حول المتقن من العلماء والخطباء والمؤلفين، ومن الدروس والخطابات والكتب والتنظيمات والنشاطات.. وحتى الماديات كالدور والألبسة والوسائل وغيرها، هي المفضلة عند الناس.
فالإتقان في أي امر اذا راعته الحركة ربحت، وان لم تراعه خسرت، فإن الزيف اذا ظهر للناس في قول، او عمل او حركة او كلام او تأليف او نبأ أو تنظيم او غير ذلك، انفضوا من حول هذا الشيء الهش غير المتقن، ولذا قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): "رحم الله امرئ عمل عملا فأتقنه".
الجهة التي نريد طرحها هنا هي جهة (الاتقان في العمل) فبالإتقان في العمل يتقدم الانسان وبعدمه يتأخر، وليس له أن يكون هشاً في تفكيره وفي عمله وفي تأليفه وفي قوله وفي حركته ونضاله وسائر شؤونه، فالحاكم والعالم والخطيب والثوري الذي يريد الحركة والتقدم وانتشال المسلمين، يلزم أن يكون متقنا لأعماله اتقانا شديدا.
الدولة الإسلامية واسعة، وهي اكبر دولة في ذلك اليوم ويرأسها الإمام (عليه السلام)، لم يكن حتى في أفقر مناطقها محتاج واحد، هذا معنى الاتقان.
تعالوا الى عالمنا اليوم، فقد ذكرنا في حديث سابق ان كتاب (التحدي العالمي) وهو كتاب غربي ترجم الى العربية يذكر: أن في أمريكا وحدها اكثر من (٣٠) مليون فقير، هل هذا اتقان؟ ام ان النظام الإسلامي هو المتقن؟
وقد ذكرت صحف العالم في مناسبات مختلفة ان في العالم اكثر من الف مليون فقير، يعني ما يقرب ربع البشرية جمعاء.
والإتقان ليس معناه الاتقان في الكتابة، او الاتقان في الزراعة، او الاتقان في الصناعة فقط، بل معناه الاتقان في كل شيء، ومنه الاتقان في الحكومة والإدارة والسياسية، وفي الحاكم الأعلى، وشخصيات الثورة والدولة.
اذن لو ارادت الحركة الإسلامية العالمية النجاح بتأسيس دولة إسلامية ذات ألف مليون مسلم، يجب عليها أن تراعي أصولا عديدة منها الاتقان.
اضافةتعليق
التعليقات