إنتظار الناس لتجلّي السحاب عن الشمس المنتفع من ضوئها كحال المؤمنين المنتظرين ظهور نور الله في أرضه وليّ أمرنا الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت" (١).
فلولا الإمام أرواحنا له الفداء لهلكت الأمة جمعاء.
وهنا سؤال ينتاب الكثير..
كيف ننتفع بوجود صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه في زمن غيبته؟
من أوجه الإنتفاع به عليه السلام مستخرجة من بعض الروايات:
١- الأمان لجميع الخلق.
[وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء] (٢).
٢- نزول الخيرات والبركات واستقرار الأرض.
[بكم يُنزل الغيث، وبكم يُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه] (٣).
٣- الحفظ والنجاة من البلايا وشر الأعداء.
[إنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم] (٤).
٤- معرفة أوضاع الشيعة وهدايتهم والدعاء لهم.
[إنما يحيط علمنا بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم] (٥).
كلٌ منا يعرف مدى قربه وعلاقته بولي أمره الحجّة المنتظر عجل الله فرجه، فإن كنّا ذو علاقة شديدة به يصبح انتفاعنا بوجوده المبارك أكثر.
فلمثل هذا الإمام الرؤوف الرحيم العطوف على شيعته، ألا يستحقّ أن نفديه بأرواحنا ونجتهد لنيل رضاه؟
بلى من المؤكد ذلك..
لذلك كمحبين لإمام زماننا علينا أن نوطّد علاقتنا بصاحب العصر الزمان أرواحنا له الفداء كي ننهل منه الفيوضات الإلهية، حيث يسعى كلٌ منا لطاعة إمام زمانه وخدمته، قد تكون هذه الخدمة بنشر تعاليمه وسيرته بين الناس جميعاً، والدعاء له وذكره دائماً، فهذا مولانا جعفر الصادق عليه السلام قال عندما سُئل: هل ولد القائم؟
قال: لا ولو أدركته لخدمته أيام حياتي(٦).
ما أعظمك يا صاحب الزمان حتى يفديك الأئمة بأرواحهم ويتمنون خدمتك؟!
كذلك يجب علينا أن ننتظر ظهوره انتظاراً حقيقياً بتطهير نفوسنا من الذنوب التي تجرح قلبه الطاهر، فقد كان أبي عبد الله الصادق عليه السلام يندب حفيده المنتظر عجل الله فرجه الشريف وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحرّى: "سيّدي غيبتك نفت رقادي، وضيقت عليّ مهادي، وأبتزّت منّي راحة فؤادي، سيّدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد" (٧).
اضافةتعليق
التعليقات