• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مفهوم الترويض وتكنولوجيا السلوك عند الإنسان

ليلى قيس / الأثنين 14 تشرين الثاني 2022 / تطوير / 3362
شارك الموضوع :

إن السلوك تحكمه توابعه أو نتائجه. وعليه فإذا أردت أن تتحكم بأي سلوك، ما عليك سوى التحكم بنتائجه

إن مفهوم الترويض كما هو معروف في تدريب الحيوان، هو تشكيل سلوكه الغريزي بحيث يؤدي الحركات والتصرفات والمهام المطلوبة منه، ويصل الأمر حد استئناس بعض الحيوانات البرية من خلال هذا الترويض الذي يتوسل تقنيات تعلم معروفة، وما يجرى من تشكيل لسلوك الناس في نظم الاستبداد والطغيان بحيث تخضع لتوقعات السلطة، وتستجيب تبعاً لرغباتها، وتتوجه نحو أهدافها المرسومة هو نوع من الترويض للإنسان يخضع للمبادئ والتقنيات نفسها، مع فارق في المستوى بالطبع. فترويض الحيوان يتوقف عند سلوكه الحركي لأداء مهام ووظائف مطلوبة. أما ترويض الإنسان في هذه الحالة فيتجاوز السلوك الظاهري/ الحركي وصولاً إلى تشكيل الإدراك والأفكار والقناعات والعواطف، بحيث يمثل امتلاك الإنسان من الداخل، وعلى مستوى الوعي الذاتي والخبرة أعلى مراحل التحكم.

ولقد قدمت لنا المدرسة السلوكية Behaviorism في علم النفس مبادئ التعلم المعروفة جيداً من قبل دارسي هذا العلم، والتي تأخذ تبعاً للعلماء تسميات مختلفة أشهرها التعلم بالاقتران الشرطي تبعاً لأعمال بافلوف الشهيرة والتي عرفت استخدامات واسعة جداً في ترويض الجماهير، وغسيل الأدمغة والحرب النفسية، والإعلانات. ويوازيها في الشهرة أعمال سكنر في التشريط الإجرائي التي احتلت نجومية المسرح في مجال التعليم لما يزيد على نصف قرن.

أما الاقتران الشرطي فهو يشكل المبدأ العام للتعلم تبعاً لبافلوف وتابعيه؛ حيث يتعلم الكلب في التجربة التي أصبحت كلاسيكية أن يستجيب لمثيرات محايدة في الأصل من مثل الضوء، أو صوت الجرس بالاستجابة نفسها لمثيرات طبيعية مثل الطعام أو الصدمة الكهربائية، وذلك من خلال الاقتران الشرطي للمثيرين. وهكذا يتعلم الكلب الاستجابة بإفراز اللعاب (وهي استجابة فطرية لتقديم اللحم) لظهور الضوء الذي يرافق تقديم الطعام أو يسبقه بثوان معدودات بحيث يصبح الضوء مقدمة للحصول على الطعام، ويتهيأ له الكلب بإفراز اللعاب.

وإذا اقترن صوت جرس كهربائي بصدمة كهربائية على ساق الكلب في المختبر، فإنه سيتعلم الاستجابة لصوت الجرس باستجابة الإجفال والاضطراب نفسه الذي تثيره الصدمة.

هذا المبدأ العام في الاقتران الشرطي هو المتبع في الإعلانات حيث تربط سلعة ما يراد ترويجها بحسناء فاتنة فتكتسب قيمة ودلالة هذه الحسناء، وتصبح مرغوبة مثلها. أو كما تربط الكوكاكولا والبيبسي بمباريات كرة القدم وحماسها، وحماس الشباب ومتعته فتكتسب دلالة إيجابية حماسية بدورها. وهو المبدأ ذاته المستخدم في غسيل الدماغ وعمليات التعذيب، وتشكيل الميول والسلوكات على المستوى السياسي والعسكري والأمني.

وأما الإشراط الإجرائي الذي طوره العالم سكنر فيقوم بدوره على مبدأ جد بسيط بدوره في التعلم، إذ يقول «إن السلوك تحكمه توابعه أو نتائجه». وعليه فإذا أردت أن تتحكم بأي سلوك، ما عليك سوى التحكم بنتائجه، فإذا أردت لسلوك ما أن يتكرر عليك أن تجعله يؤدي إلى نتيجة إيجابية (مكافأة). وإذا أردت أن توقف سلوكاً ما أو تطفئه، ما عليك سوى أن تجعله لا يؤدي إلى أي نتيجة، أو أشد ذلك أن يؤدي إلى نتيجة سيئة أو مؤلمة أو مكلفة، وما دمت تملك ناصية النتائج والتحكم بها، يمكنك أن تتحكم بالسلوك ذاته كما تشاء. وهذا ما أطلق عليه تسمية تكنولوجيا السلوك.

وله بدوره تطبيقات كبيرة وخطيرة في التعلم، وفي العلاج، كما في الترويض والإخضاع السياسي والأمني. انطلاقاً من هذين المبدأين العامين جداً نأتي إلى عمليات التحكم التي تمارسها أجهزة التسلط والاستبداد، بناء على الإجراءات التقنية التي طورتها هذه المدرسة بشقيها الاقتراني والإجرائي. نأتي على ذكر أكثرها عمومية فقط، إذ إن الدخول في تفصيلاتها يحتاج إلى أعمال قائمة بذاتها.

المصدر: (كتاب "الإنسان المهدور" للمؤلف "د. مصطفى حجازي")
الانسان
العلم
القيم
علم النفس
دراسات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    الإمام الصادق والحرية الفكرية

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    آخر القراءات

    مفارقات في لوحة عشق

    النشر : الثلاثاء 05 ايلول 2023
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    انسان بلا مبادئ.. ساعة بلا عقارب

    النشر : الأثنين 10 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    أنا.. ومناديل علي

    النشر : الثلاثاء 18 نيسان 2017
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    متى تُفرج؟

    النشر : الثلاثاء 06 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    كيف يؤثر السهر سلبا على نشاط الدماغ؟

    النشر : الخميس 21 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    ماهي أركان السعادة؟

    النشر : الخميس 28 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 591 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 449 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 368 مشاهدات

    الثقة.. بين ضرورات العيش وجحيم الخذلان

    • 359 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 329 مشاهدات

    اليوم العالمي لمحو الأمية.. رحلة علم تكشف الظلمة عن عيون الدارسين

    • 325 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1174 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1135 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1060 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1043 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1011 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 881 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"
    • منذ 16 ساعة
    الإمام الصادق والحرية الفكرية
    • منذ 16 ساعة
    محاولة الانتقال إلى الأفضل..
    • منذ 16 ساعة
    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة