• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

مفهوم الترويض وتكنولوجيا السلوك عند الإنسان

ليلى قيس / الأثنين 14 تشرين الثاني 2022 / تطوير / 2913
شارك الموضوع :

إن السلوك تحكمه توابعه أو نتائجه. وعليه فإذا أردت أن تتحكم بأي سلوك، ما عليك سوى التحكم بنتائجه

إن مفهوم الترويض كما هو معروف في تدريب الحيوان، هو تشكيل سلوكه الغريزي بحيث يؤدي الحركات والتصرفات والمهام المطلوبة منه، ويصل الأمر حد استئناس بعض الحيوانات البرية من خلال هذا الترويض الذي يتوسل تقنيات تعلم معروفة، وما يجرى من تشكيل لسلوك الناس في نظم الاستبداد والطغيان بحيث تخضع لتوقعات السلطة، وتستجيب تبعاً لرغباتها، وتتوجه نحو أهدافها المرسومة هو نوع من الترويض للإنسان يخضع للمبادئ والتقنيات نفسها، مع فارق في المستوى بالطبع. فترويض الحيوان يتوقف عند سلوكه الحركي لأداء مهام ووظائف مطلوبة. أما ترويض الإنسان في هذه الحالة فيتجاوز السلوك الظاهري/ الحركي وصولاً إلى تشكيل الإدراك والأفكار والقناعات والعواطف، بحيث يمثل امتلاك الإنسان من الداخل، وعلى مستوى الوعي الذاتي والخبرة أعلى مراحل التحكم.

ولقد قدمت لنا المدرسة السلوكية Behaviorism في علم النفس مبادئ التعلم المعروفة جيداً من قبل دارسي هذا العلم، والتي تأخذ تبعاً للعلماء تسميات مختلفة أشهرها التعلم بالاقتران الشرطي تبعاً لأعمال بافلوف الشهيرة والتي عرفت استخدامات واسعة جداً في ترويض الجماهير، وغسيل الأدمغة والحرب النفسية، والإعلانات. ويوازيها في الشهرة أعمال سكنر في التشريط الإجرائي التي احتلت نجومية المسرح في مجال التعليم لما يزيد على نصف قرن.

أما الاقتران الشرطي فهو يشكل المبدأ العام للتعلم تبعاً لبافلوف وتابعيه؛ حيث يتعلم الكلب في التجربة التي أصبحت كلاسيكية أن يستجيب لمثيرات محايدة في الأصل من مثل الضوء، أو صوت الجرس بالاستجابة نفسها لمثيرات طبيعية مثل الطعام أو الصدمة الكهربائية، وذلك من خلال الاقتران الشرطي للمثيرين. وهكذا يتعلم الكلب الاستجابة بإفراز اللعاب (وهي استجابة فطرية لتقديم اللحم) لظهور الضوء الذي يرافق تقديم الطعام أو يسبقه بثوان معدودات بحيث يصبح الضوء مقدمة للحصول على الطعام، ويتهيأ له الكلب بإفراز اللعاب.

وإذا اقترن صوت جرس كهربائي بصدمة كهربائية على ساق الكلب في المختبر، فإنه سيتعلم الاستجابة لصوت الجرس باستجابة الإجفال والاضطراب نفسه الذي تثيره الصدمة.

هذا المبدأ العام في الاقتران الشرطي هو المتبع في الإعلانات حيث تربط سلعة ما يراد ترويجها بحسناء فاتنة فتكتسب قيمة ودلالة هذه الحسناء، وتصبح مرغوبة مثلها. أو كما تربط الكوكاكولا والبيبسي بمباريات كرة القدم وحماسها، وحماس الشباب ومتعته فتكتسب دلالة إيجابية حماسية بدورها. وهو المبدأ ذاته المستخدم في غسيل الدماغ وعمليات التعذيب، وتشكيل الميول والسلوكات على المستوى السياسي والعسكري والأمني.

وأما الإشراط الإجرائي الذي طوره العالم سكنر فيقوم بدوره على مبدأ جد بسيط بدوره في التعلم، إذ يقول «إن السلوك تحكمه توابعه أو نتائجه». وعليه فإذا أردت أن تتحكم بأي سلوك، ما عليك سوى التحكم بنتائجه، فإذا أردت لسلوك ما أن يتكرر عليك أن تجعله يؤدي إلى نتيجة إيجابية (مكافأة). وإذا أردت أن توقف سلوكاً ما أو تطفئه، ما عليك سوى أن تجعله لا يؤدي إلى أي نتيجة، أو أشد ذلك أن يؤدي إلى نتيجة سيئة أو مؤلمة أو مكلفة، وما دمت تملك ناصية النتائج والتحكم بها، يمكنك أن تتحكم بالسلوك ذاته كما تشاء. وهذا ما أطلق عليه تسمية تكنولوجيا السلوك.

وله بدوره تطبيقات كبيرة وخطيرة في التعلم، وفي العلاج، كما في الترويض والإخضاع السياسي والأمني. انطلاقاً من هذين المبدأين العامين جداً نأتي إلى عمليات التحكم التي تمارسها أجهزة التسلط والاستبداد، بناء على الإجراءات التقنية التي طورتها هذه المدرسة بشقيها الاقتراني والإجرائي. نأتي على ذكر أكثرها عمومية فقط، إذ إن الدخول في تفصيلاتها يحتاج إلى أعمال قائمة بذاتها.

المصدر: (كتاب "الإنسان المهدور" للمؤلف "د. مصطفى حجازي")
الانسان
العلم
القيم
علم النفس
دراسات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    بوصلة النور

    هذا هو الغدير الحقيقي

    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟

    يقظة قلب

    تغلّب على الغضب وانسجم مع الحياة

    هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل؟

    آخر القراءات

    انجذاب الرجل نحو النساء الذكيات.. فطرة أم شغف؟

    النشر : الثلاثاء 23 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    دان جيبسون وشبهة مكة في البتراء

    النشر : الثلاثاء 03 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    يوغا.. رياضة فعالة واسترخاء مفيد

    النشر : الخميس 14 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 33 ثانية

    الدوام المعلّق بين ثنايا التواصل الاجتماعي

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 34 ثانية

    إلى ماذا يؤدي التفكير السلبي عند الشباب؟

    النشر : الأثنين 11 كانون الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 35 ثانية

    وفي أنفسهم

    النشر : الأثنين 09 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 39 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 471 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    • 370 مشاهدات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    • 360 مشاهدات

    القهوة لشيخوخة أفضل فقط للنساء

    • 350 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3451 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1072 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1068 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1015 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1001 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 994 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    بوصلة النور
    • منذ 13 ساعة
    هذا هو الغدير الحقيقي
    • منذ 13 ساعة
    أسعار القهوة تصل إلى مستويات قياسية .. ما السبب؟
    • منذ 14 ساعة
    يقظة قلب
    • الأثنين 16 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة