• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كن راضياً بالقضاء والقدر

اسراء حسين / الثلاثاء 09 آيار 2023 / تطوير / 2254
شارك الموضوع :

إن علينا ألا نعتبر ما نحن فيه من الأمور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، فربّ ضارة نافعة

ليست الأمور كلها بيدنا، فلا أحد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده والعائلة التي يولد فيها ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه ولا طوله ولا لون بشرته وصفاته الجسدية لا أحد يستطيع أن يمنع وقوع بعض الحوادث المؤسفة له كموت صديق، أو حدوث زلزال، أو هبوب الرياح، أو أمور أخرى من هذا القبيل، فتلك أمور ترتبط بالقضاء والقدر.

إذا كان البعض غير مرتاح مما هو حادث له سواء فيما يرتبط بمواصفاته الجسدية أو فيما يرتبط بالحوادث التي تقع فإن من الأفضل أن يقارن نفسه بمن هو أكثر ابتلاء منه، ويرضى بالقضاء والقدر، إذ ليس له خيار آخر غير هذا الخيار.

يقال: إن رجلا وقع في بئر، فأخذ يصرخ ويطالب كل من يمر به أن آتيك بحبل وأرفعك به، استغاثته: اصبر حتى يخلّصه، فقال له رجل سمع فقال الرجل: وإذا لم أصبر، فماذا أفعل؟ إنك أحياناً لا تملك إلا أن تصبر على ما أنت عليه، إذ لا تملك إلا هذا الخيار.

ثم إن علينا ألا نعتبر ما نحن فيه من الأمور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، فربّ ضارة نافعة كما يقول المثل، فكم من أمور اعتبرناها (نقمة) تبين أنها كانت في حقيقة الأمر (نعمة) والعكس ممكن أيضاً ويذكر في هذا الموضوع قصة قرية كان فيها عجوز حكيم وكان أهلها يثقون به، في الإجابة على أسئلتهم ومخاوفهم.

وفي أحد الأيام؛ قصد فلاح من القرية العجوز وقال بصوت محموم: «أيها الحكيم؛ ساعدني، لقد حدث لي شيء فظيع لقد هلك ثوري، وليس عندي حيوان يساعدني على حرث أرضي! أليس ذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟». فأجاب الحكيم: ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير صحيح فأسرع الفلاح عائداً لقريته وأخبر جيرانه أن الحكيم قد جن، أن ذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث للفلاح، فكيف لم يتسن للحكيم أن يرى لأنه كان يظن ذلك؟

إلا أنه في اليوم ذاته شاهد الناس حصاناً صغيراً قوياً بالقرب من مزرعة الرجل. ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله، فقد أتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور، وهو ما قام به فعلاً.

وقد كانت سعادة الفلاح بالغة، فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل وما كان الفلاح إلا أن عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلاً: "لقد كنت محقاً أيها الحكيم، إن فقداني للثور لم يكن أسوأ ما يمكن أن يحدث لي، لقد كان نعمة لم أستطع فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما فكرت أبداً في أن أصيد حصاناً جديداً، لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل ما يمكن أن يحدث لي".

فأجاب الحكيم ربما نعم وربما لا، فقال الفلاح لنفسه: (لا؛ ثانية؟! لا بُدّ أنّ الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة).

فوقع الحصان فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد لم يدرك الفلاح ما سيحدث وبعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من لمحصول جرح ومرة أخرى، ذهب الفلاح إلى الحكيم وقال له: «كيف عرفت أن اصطيادي للحصان لن يكون أمراً جيداً؟ لقد كنت على صواب ثانية، فقد، ابني، ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد هذه المرة أنا على يقين بأن هذا هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي لا بد أنك توافقني هذه المرة ولكن، كما حدث من قبل نظر الحكيم إلى الفلاح وأجابه بصوت ملؤه الشفقة وقال: ربما نعم وربما لا، هنا استشاط الفلاح غضباً من جواب الحكيم وعاد من فوره إلى القرية، في اليوم التالي قدم أفراد الجيش واقتادوا جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصحبوه معهم، ومن هنا كتب له أن يبقى في منزله في حين أصبح محتماً على الباقين أن يذهبوا إلى الحرب.

إن المغزى الأخلاقي لهذه القصة يعد درساً نافعاً للغاية وحقيقة الأمر، أننا فقط نعتقد أننا نعلم ذلك، وغالباً ما نضخّم من شيء ما، ونخترع أحداثاً مبالغاً فيها في عقولنا عن أشياء بشعة سوف تحدث أما إذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا أمام كل الاحتمالات ماذا لا ندري سيحدث غداً، نحن لتأكدنا من أن كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف وتذكر: قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون.

مقتبس من سلسلة فنون السعادة للمؤلف السيد هادي المدرسي
الانسان
الايمان
السلوك
التفكير
علم النفس
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان

    الطفل والتنشئة الاجتماعية

    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها

    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية

    شمس قم المنيرة

    دراسة: الروابط الاجتماعية الطويلة قد تؤدي إلى "شيخوخة صحية"

    آخر القراءات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    النشر : الأحد 28 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    نصائح تساعدك على النوم في الطقس الحار

    النشر : الأربعاء 20 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الصحافة الورقية بين فكيّ نظيرتها الالكترونية

    النشر : الأحد 17 نيسان 2016
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    ما يمكن أن تستنكره بضغطة زر

    النشر : الثلاثاء 02 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    قراءة في رواية: الغريب

    النشر : الثلاثاء 13 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    من نجوم الولاية: عمار بن ياسر وأبو هيثم بن تيهان

    النشر : الثلاثاء 11 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 10 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 810 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 554 مشاهدات

    شمس قم المنيرة

    • 362 مشاهدات

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    • 351 مشاهدات

    مباحث اليقين: مقامات العقل والروح

    • 343 مشاهدات

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    • 339 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 1022 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 978 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 953 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 810 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 800 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 775 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    المعلّم... في يومه العالمي نرفع له أقلام الامتنان
    • منذ 13 ساعة
    الطفل والتنشئة الاجتماعية
    • منذ 13 ساعة
    ديدان البطن..أنواعها وأعراضها وطرق علاجها
    • منذ 13 ساعة
    من مظلومية الفقر إلى وهم النجومية
    • السبت 04 تشرين الاول 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة