• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كن راضياً بالقضاء والقدر

اسراء حسين / الثلاثاء 09 آيار 2023 / تطوير / 1942
شارك الموضوع :

إن علينا ألا نعتبر ما نحن فيه من الأمور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، فربّ ضارة نافعة

ليست الأمور كلها بيدنا، فلا أحد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده والعائلة التي يولد فيها ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه ولا طوله ولا لون بشرته وصفاته الجسدية لا أحد يستطيع أن يمنع وقوع بعض الحوادث المؤسفة له كموت صديق، أو حدوث زلزال، أو هبوب الرياح، أو أمور أخرى من هذا القبيل، فتلك أمور ترتبط بالقضاء والقدر.

إذا كان البعض غير مرتاح مما هو حادث له سواء فيما يرتبط بمواصفاته الجسدية أو فيما يرتبط بالحوادث التي تقع فإن من الأفضل أن يقارن نفسه بمن هو أكثر ابتلاء منه، ويرضى بالقضاء والقدر، إذ ليس له خيار آخر غير هذا الخيار.

يقال: إن رجلا وقع في بئر، فأخذ يصرخ ويطالب كل من يمر به أن آتيك بحبل وأرفعك به، استغاثته: اصبر حتى يخلّصه، فقال له رجل سمع فقال الرجل: وإذا لم أصبر، فماذا أفعل؟ إنك أحياناً لا تملك إلا أن تصبر على ما أنت عليه، إذ لا تملك إلا هذا الخيار.

ثم إن علينا ألا نعتبر ما نحن فيه من الأمور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، فربّ ضارة نافعة كما يقول المثل، فكم من أمور اعتبرناها (نقمة) تبين أنها كانت في حقيقة الأمر (نعمة) والعكس ممكن أيضاً ويذكر في هذا الموضوع قصة قرية كان فيها عجوز حكيم وكان أهلها يثقون به، في الإجابة على أسئلتهم ومخاوفهم.

وفي أحد الأيام؛ قصد فلاح من القرية العجوز وقال بصوت محموم: «أيها الحكيم؛ ساعدني، لقد حدث لي شيء فظيع لقد هلك ثوري، وليس عندي حيوان يساعدني على حرث أرضي! أليس ذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟». فأجاب الحكيم: ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير صحيح فأسرع الفلاح عائداً لقريته وأخبر جيرانه أن الحكيم قد جن، أن ذلك أسوأ ما يمكن أن يحدث للفلاح، فكيف لم يتسن للحكيم أن يرى لأنه كان يظن ذلك؟

إلا أنه في اليوم ذاته شاهد الناس حصاناً صغيراً قوياً بالقرب من مزرعة الرجل. ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله، فقد أتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور، وهو ما قام به فعلاً.

وقد كانت سعادة الفلاح بالغة، فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل وما كان الفلاح إلا أن عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلاً: "لقد كنت محقاً أيها الحكيم، إن فقداني للثور لم يكن أسوأ ما يمكن أن يحدث لي، لقد كان نعمة لم أستطع فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما فكرت أبداً في أن أصيد حصاناً جديداً، لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل ما يمكن أن يحدث لي".

فأجاب الحكيم ربما نعم وربما لا، فقال الفلاح لنفسه: (لا؛ ثانية؟! لا بُدّ أنّ الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة).

فوقع الحصان فكسرت ساقه ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد لم يدرك الفلاح ما سيحدث وبعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من لمحصول جرح ومرة أخرى، ذهب الفلاح إلى الحكيم وقال له: «كيف عرفت أن اصطيادي للحصان لن يكون أمراً جيداً؟ لقد كنت على صواب ثانية، فقد، ابني، ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد هذه المرة أنا على يقين بأن هذا هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي لا بد أنك توافقني هذه المرة ولكن، كما حدث من قبل نظر الحكيم إلى الفلاح وأجابه بصوت ملؤه الشفقة وقال: ربما نعم وربما لا، هنا استشاط الفلاح غضباً من جواب الحكيم وعاد من فوره إلى القرية، في اليوم التالي قدم أفراد الجيش واقتادوا جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصحبوه معهم، ومن هنا كتب له أن يبقى في منزله في حين أصبح محتماً على الباقين أن يذهبوا إلى الحرب.

إن المغزى الأخلاقي لهذه القصة يعد درساً نافعاً للغاية وحقيقة الأمر، أننا فقط نعتقد أننا نعلم ذلك، وغالباً ما نضخّم من شيء ما، ونخترع أحداثاً مبالغاً فيها في عقولنا عن أشياء بشعة سوف تحدث أما إذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا أمام كل الاحتمالات ماذا لا ندري سيحدث غداً، نحن لتأكدنا من أن كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف وتذكر: قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون.

مقتبس من سلسلة فنون السعادة للمؤلف السيد هادي المدرسي
الانسان
الايمان
السلوك
التفكير
علم النفس
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    قُصصٌ وَ فُرَصٌ١٣: ختامٌ وإشاراتٌ ثلاث لكلِ رساليِ

    النشر : الأثنين 09 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا سيرتدي الفيل في العيد؟!

    النشر : الأربعاء 01 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    اليوم العالمي للضمير: أظنه عديم الفائدة مع أحداث غزة

    النشر : السبت 06 نيسان 2024
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    الامام الجواد.. خازن الميراث

    النشر : الأربعاء 29 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 28 ثانية

    فن الأناقة الصامتة: فلسفة العيش بلا ضجيج

    النشر : الأثنين 28 تشرين الاول 2024
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الرهاب الاجتماعي بين الأسباب والعلاج

    النشر : الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3427 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 439 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 350 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 346 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 309 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 302 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3427 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1342 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1322 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 856 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 9 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 9 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 10 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة