أبناؤنا هم أغلى ما نملك، هم طفولتنا تتكرر فنحقق أحلام الماضي فيهم ونشبع رغبات خلفتها طفولتنا بهم، سعادتهم سعادة لنا ونجاحهم نجاح لنا وشخصياتهم انعكاس لشخصياتنا، نلبي حاجاتهم بكل حب ونسعى لنهبهم حياة رغدة بكل ما نملك، فنلبي احتياجاتهم من التغذية السليمة والكسوة الملائمة والسكن المريح الجيد ولا نفغل عن وسائل الرفاهية والمتعة ليتمتعوا بطفولة سليمة ويكبروا ليصبحوا أشخاص أسوياء ناجحين في حياتهم بارين بنا.
كل هذه الحاجات أساسية للطفل ومهمة بكل تأكيد ولكنها قد لا تحقق المستقبل الذي نحلم به لطفلنا المحبوب، ورغم أن الاهتمام بهذه الأمور ضروري جداً لنمو الطفل نمواً سليماً ولكنها رعاية له وليست تربية، أما التربية فهي غرس الأخلاق الحسنة والمبادئ والقيم النبيلة في الطفل والاهتمام بعقليته وثقافته وتعليمه وتهيئته لتحمل مسئوولياته والقيام بدوره في هذه الحياة.
تربية الطفل لا تعني نموه الجسدي السليم فقط فنرى الكثير من الآباء والأمهات يهتمون بغذائه
وسلامته وصحته و يغفلون عن الاهتمام بروحه وسلوكه، وبعض الأمهات يتركون رعاية أبنائهم للخادمة ويغفلون عن أثر اهمال الجانب التربوي على فلذات أكبادهم، فالشخصية السوية تبدأ بالتشكل منذ نعومة أظفاره متأثرة بمقدار الحب والحنان والاهتمام الذي حصل عليه من والديه
ومن الصعب أن يعوضه عن ذلك أي شخص آخر.
أثبتت الدراسات الحديثة بأن فقدان الحنان في السنوات الأولى من حياة الطفل يؤدي إلى ضمور في النمو العقلي للطفل، كما أثبتت دراسات أخرى بأن الطفل العنيد أو العدواني أو المشاغب يعاني من قلة اهتمام والديه به، هل مر على بال أحدكم أن الطفل أو الرضيع الذي تنشغل عنه والدته بجهاز الهاتف ينمو ليصبح طفل مشاغب وعنيد عندما يبلغ الثلاث والأربع سنوات؟
الطفل في سنوات عمره الأولى يحتاج لتمضية الكثير من الوقت مع والديه وبالذات الأم، يحتاج إلى الحنان والعطف المباشر من والديه، ويحتاج إلى اللمس والحضن والقبل، ويحتاج التوجيه
والتعليم والتشجيع والتدريب على بعض الأمور، يحتاج أن يراهما ويراقب تصرفاتهما لأنهما القدوة له والطفل يتعلم من كل ما يسمعه ويشاهده ويحاول دائماً تقليد ما يرى ويسمع.
علينا أن لا نغفل عن أهمية تربية أبنائنا والاهتمام بهم بأنفسنا رغم مشاغل الحياة، يجب أن نشرف بأنفسنا على ما يُزرع في أبنائنا، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر ولذلك فإن السلوك السيئ الذي يتلقاه الطفل في صغره ويعتاد عليه سيكون من الصعب جداً تقويمه عندما يكبر، التربية الحسنة تحتاج لعمل واجتهاد لتؤتي ثمارها، وأبناؤنا أفضل استثمار في حياتنا.
اضافةتعليق
التعليقات