الهستيريا وتسمى حالياً بالاضطراب التحولي، هي مرض نفسي عصابي وقد أطلق عليه أيضاً الهستيريا التحولية، حيث تتحول فيه الانفعالات المزمنة، والصراعات إلى أعراض جسمانية، دون وجود مرض عضوي، وتظهر الأعراض الجسمانية بصورة تماثل الاضطرابات العصبية، على شكل خلل في الإحساس والحركة، ويحدث ذلك دون إرادة، أو شعور بالنسبة للمريض.
ويكون تحويل الاضطرابات النفسية إلى أعراض جسمانية بسبب عوامل ذهنية ويكون الغرض وراء الحيلة الدفاعية هو الهروب من الصراع النفسي، أو من القلق، أو من موقف مؤلم، أو لغرض فيه ميزة للشخص، دون إدراك الدافع وراء ذلك.
وهذا المرض أكثر انتشاراً عند النساء، عنه عند الرجال، حيث تكون النسبة 2-1 من الرجال لكل 10 من النساء. ويكون أكثر انتشاراً في الطفولة المتأخرة، وفي المراهقة المبكرة، ومع ذلك يمكن ظهور هذه الحالات في أي عمر، ويكون المرض أكثر عند الأوساط الأقل في المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وبين الأوساط الأقل في تطورهم النفسي.
والسبب الحقيقي للهستيريا غير معروف ومع ذلك فإن العلماء يرون أن هناك عوامل متعددة تساعد في إحداث المرض وظهوره.
وأهم هذه العوامل:
• الاستعداد الشخصي: حيث يصيب هذا الاضطراب نوع من الشخصية يسمى بالشخصية الهستيرية، وسلوكيات الشخصية الهستيرية تشبه سلوكيات الأطفال، ومن سمات هذه الشخصية العاطفة الزائدة، والقابلية للإيحاء، والمسايرة، وتقلب المزاج...
• العوامل البيئية: والتي تلعب دوراً كبيراً وراء نشأة المرض، مثل التعرض للضغوط، والصدمات الشديدة..
• الصراعات النفسية الشديدة، والإحباط المستمر، والشعور بخيبة الأمل، وعدم تحقيق الأهداف، ومشاعر الحيرة، تساعد على ظهور المرض .
• أن يكون أحد الوالدين شخصية هستيرية، فيكتسب الطفل صفات هذه الشخصية من خلال ملاحظة استجاباته للضغوط، و يسمى ذلك بالنموذج الاجتماعي.
• للوراثة دور أقل من العوامل البيئية في إحداث المرض .
أعراض وعلامات الهستيريا
تكون الأعراض كاذبة من الناحية العصبية العضوية وتبدأ الأعراض بعد محنة، أو أزمة نفسية، أو اجتماعية، و أهمها الشلل في ذراع، أو ساق، أو فقدان الإحساس في جزء من الجسم، وقد يصاب الشخص بالمرض مرة واحدة طوال حياته، وفي العادة تكون النوبة لوقت بسيط، ومعظم الأشخاص الذين يدخلون المستشفى يتحسنون خلال أسبوعين، ولكن هناك نسبة تتراوح مابين 20 إلى %25تعاودهم النوبات خلال سنة، والبعض منهم يصبح مرضهم مزمن.
علاج الهستيريا
• يكون وجود طبيب موثوق به، وله دور داعم للمريض، وذو علاقة طيبة معه، له دور كبير في العلاج .
• يكون الاهتمام بالمريض من جانب طبيب العناية الأولية بجانب الطبيب النفسي له أثر كبير في تحسن المريض .
• بعض الحالات يشفى تلقائياً ودون تلقي علاج، وخاصة بعد استبعاد الطبيب للجانب العضوي، وبعد طمأنة المريض بأنه لا يوجد مرض خطير وراء الأعراض .
• يستخدم العلاج الإدراكي السلوكي والذي يساعد على فهم شخصية المريض، ومعرفة دوافعه اللاشعورية، وهدف المرض، وتبصير المريض ومساعدته على استعادة ثقته بنفسه، والتكيف مع الظروف المحيطة .
• العلاج البيئي من خلال تغيير الظروف المحيطة بالمريض والظروف التي سبقت حدوث المرض، وتوعية الأهل والمحيطين بطبيعة المرض .
• يجب علاج أي مرض مصاحب مثل الاكتئاب.
• مساعدة المريض على تنمية شخصيته، وحثه على التعاون، ومواجهة الواقع بالفهم، وحل المشاكل بدلاً من الهروب منها .
• قد يستخدم العلاج بالتنبيه الكهربائي .. وذلك بحسب موقع (صحة).
الهستيريا مفيدة لجسم المرأة
في سياق متصل ينصح خبراء أمريكيون النساء اللاتي يرغبن في الصراخ، عدم تقييد عواطفهن، لأن ذلك يمكن أن يؤثر سلباً على صحتهن. حيث تقوم الدموع، وهي جزء من الهيستيريا، بإزالة السموم من الجسم.
واتضح لدى الخبراء أن الدموع الناتجة عن حالة عاطفية تحتوي على ملح أكثر مما هو عليه في الحالات الطبيعية غير المرتبطة بانهيار عصبي ناتج عن حالة عاطفية.
وتشعر النساء عادة، بعد الحالة الهيستيرية، باسترخاء وهدوء، وهذا وفقاً للخبراء شيء جيد للجسم بأكمله، حيث يتم في بعض الحالات إفراز هرمون السعادة أيضاً.
كما يؤكد بعض الخبراء بأن الصراخ والبكاء، نوع من أنواع الدواء. وأن النساء اللاتي لا يظهرن المشاعر السلبية، يُعانين من انقباضات عضلية حادة، الأمر الذي قد يؤدي في وقت لاحق إلى تطور أمراض مختلفة. كما دعوا إلى تحرير هذه العواطف السلبية لما له دور جيد على صحة المرأة بشكل عام.
اضافةتعليق
التعليقات