تلك الارواح التي تسابق خطواتنا في واضح الطريق، دفء اصواتكم يتصاعد بيننا ويغمرنا بالامان، ذبول سنيكم صمَّ حدائق الياسمين فتلعثمت خجلاً ان تزهر وسط الربيع فإنحنت الاغصان اجلالاً لكم، يا ايها الراحلين عنا الباقين فينا من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق وانتم احرى الناس بالشكر فالسلام على الماضين المحدقين بدرب الحسين عليه السلام الوالهين لاحياء شعائره، لاربعين عودة السبايا!.
ولهكم اعادكم روحاً لانكم "احياءٌ عند ربهم يرزقون" ففاح عبقكم بيننا، واجب شكرنا ان حل ذكركم فنحن اليوم هنا نسير مطمئنين آمنين بفضل دمكم الذي اتخذ نزيفه طريقاً من الشمال الى الجنوب ليوصل صرخاتكم المظلومة.
ملئت صوركم الاعمدة فكنتم فيها المصابيح وانرتم سماء فقدكم في عتمة الوضع الراهن الذي كنت فيه النبراس الواضح، نحن هنا مع امهاتكم واخواتكم عماتكم وخالاتكم نحمل كماً من الامتنان اليهن يتجاوز حدود التعبير والوصف.
فالطريق يكاد يخلو من شبابَهُنّ الذين زاحموا التراب واما الباقين فهم على السواتر يتلظون وجع المصاب ويصبرون في وجه الإرهاب..
كل الخطوات هدية لكم، اقل الواجب هي.. والدعوات التي تكاثفت فهي تزف اليكم لتحيطكم بألطافها..
ابكتني تلك الأم الفاقدة التي علقت صورة ولدها الشهيد على عبائتها السوداء وتظلله بكفها من حرارة الشمس واقبلت تمشي نحو كربلاء، تنظر لصورته تخاطبه كأنه يسمعها!.
ولكنها تعلم ان الحسين (ع) اولى من ان يترك لفقد! او ان يخل بحجابها حزن فكانت مثال للصبر والعطاء، سألتها وانا اتصبب عرقاً خوفاً من ان اجرح شعورها او اهيّج لها الاحزان:
"من صاحب هذه الصورة التي على عبائتك!؟".
فقالت لي :-
"ابني احمد استشهد قبل شهرين في تلعفر!".
فصبرتها "الى رحمة الله هو مع الشهداء والصالحين".
فتبسمت والدموع تجري على خديها وقالت لي: "عزيزتي بكائي ليس لأجله "فدوه لابو السجاد عندي غيره ثنين بعد بس زينب ردت وحدها لكربله وجاي ابجي لحالها"!.
صدمتني هي وكيف ان عندها حزن الحسين (ع) فاق كل نوازع شعور الاسى الذي يخالجها فعلمت حينها ان لنا فيها وامثالها اسوة حسنة.
عقيدتكم انارت ظلمة التدليس الغائر على عقول الناس واوضحتم للعالم اجمع لكم تحملون في دواخلكم مبادئ نوراء..
في أُمة العراق بالاباء والامهات والابناء قوى عظيمة تتهادر كسيل عظيم على كل قوة باغية ارادت بهم او بعقيدتهم سوءاً فحقاً ياليتكم كنتم معنا فتسيرون معنا ونمضي الى الحسين.
هذه الوقفة للإمتنان والشكر يجب ان يقفها كل من شهد هذا الاربعين وكان حاضراً كربلاء، فهنيئاً لمن مضى وهنيئاً لمن سار وهنيئاً لكل من عمل بتكليفه في الاربعين.
اضافةتعليق
التعليقات