إنّ التسامح والحقد هما صفتان متناقضتان في عالمنا. فالتسامح يمثّل النور الذي ينير طريق التفاهم والسلام، في حين يمثّل الحقد الظلام الذي يغطّي القلوب ويدمّر العلاقات الإنسانية. إنّ فهم التسامح والحقد وتأثيرهما على الفرد والمجتمع أمر مهم جدًا لبناء عالمٍ أكثر تعايشًا وازدهارًا. في هذا المقال، سنستكشف الطبيعة المتناقضة للتسامح والحقد، وتأثير كلٍ منهما على الفرد والمجتمع وأسبابها.
أولاً: التسامح
1.التسامح هو تقبل الذات من حيث الطول ولون البشرة وملامح الوجه والأصل . إن التسامح يدعو الإنسان لعدم هدر نفسه بالتفكير السلبي أو التشكيك في قيمته الشخصية. وتذكر "أن يكرهك الناس وأنت تثق بنفسك وتحترمها أهون كثيراً من أن يحبك الناس وأنت تكره نفسك ولا تثق بها."
2.التسامح مع الذات يعني أن تعامل نفسك بلطف ورحمة وعدم الانتقاص من قيمتك بسبب الأخطاء. عندما تكون متسامحًا مع نفسك، فإنك تدرك أن الأخطاء والتقصير جزء لا يتجزأ من التجربة البشرية، وأنها فرصة للنمو والتطور. بدلاً من التمسك بالأخطاء وتكرارها، فإنك تسعى لتصحيحها وتحسين نفسك.
3.عندما يكون الشخص متسامحًا مع نفسه، فإنه يتمكن من أن يكون متسامحًا مع الآخرين أيضًا. يفهم أن الجميع يمكن أن يخطئوا ويتعثروا في بعض الأحيان، ويكون على استعداد لعذرهم ومحاولة فهمهم. يتعاطف معهم ويسعى لتقديم الدعم والمساعدة بدلاً من إدانتهم أو الحكم السريع عليهم.
ثانياً: الحقد:
الحقد هو مشاعر غضب الفرد إتجاه نفسه أو شخص أو مجموعة أشخاص، وينشأ لأسباب عديدة، منها:
1.التفكير السلبي للفرد نفسه = بذرة حقد تكبر بمرور الزمن.
2.مقارنة الفرد بأشخاص آخرين ومعاملته كشخص فاشل من قبل العائلة = بذرة حقد تكبر بمرور الزمن.
3.أصدقاء السوء الذين يعززون هذه الصفة = بذرة حقد تكبر بمرور الزمن.
مع ذلك، في بعض الأحيان، يكون الإنسان مسالمًا جدًا فيتوقع الخير من الجميع، ولكنه يتعرض للجرح من أقرب الأشخاص إليه ومن وضع فيهم ثقته. حينها يبدأ الشخص في الشعور بالغل والحقد نتيجة الصدمة التي تعرض لها، وتتصارع الأفكار داخله بين فضح أسرارهم أو رد الإساءة بالإساءة.
وهنا بالضبط تزرع أخبث بذرة حقد لأنها تحاول أن تزرع في شخص أصيل. إياك أن تسقيها وتذكر أخلاق الأسلام وقوله تعالى : (فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱصۡفَحۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ) وتذكر بإنك ستكون أكثر المتضررين حيث ثبت بما لا مجال للشك فيه أن الغضب يؤدي إلى الموت المبكر وهو أحد أسباب الموت، فإطلاق العنان للغضب يقضي على صاحبه عاجلاً أم آجلاً حيث إن القلب لا يتحمل الغضب الشديد، ولأن الغضب يؤدي إلى القلق، فإن الأطباء باتوا مقتنعين بأن الغضب عامل مهم من عوامل ظهور أعراض مرضية مثل قرحة المعدة والتهاب غشاء القولون المخاطي وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي . هل من أساؤوا إليك يستحقونَ ان تخسرَ صحتك لأجلهم.
اضافةتعليق
التعليقات