تتوجع السكينة في يوم شأنها وربت إلى نفسها الأخير، فكان الجلل الأعظم في فقدان نبينا وتمام عفتنا ونجاتنا من ضياع النفس والحياة ..أصبنا بك يا رسول الله، ما أعظم مصابنا ياحبيب قلوبنا كيف للبيت أن يخفي تلك الفجيعة وقد شهدت جدرانه على جمع حروف الغي وإثبات جريمة بدأت إبان ساعات السقيفة، ونفوس شقيقة على هدر كرامة التلقين وغموض أفعالهم تحت عنوان الافك.
النصوص أثبتت والرواية أكدت، بأن الفاعل حضر وبإصرار مسرح الجريمة ..
روى البخاري في صحيحه 8/42 عن عائشة قالت: لددنا النبي صلى الله عليه واله وسلم في مرضه فقال لا تلدوني فقلنا كراهية المريض للدواء فلما أفاق قال: الم انهكم ان تلدوني؟! لا يبق أحد منكم الا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم) ورواه مسلم ايضا 7/24.
مع بدء النطق، يلازم الحق أفعاله لحضور الغيب وشهادة الحجة على ما يلازم اليقظة كثير حسد من أحفاد الكفر والشرك المقدد..
إن نفسي على زفراتها محبوسة، ياليتها اجابت المصاب ورحيل القدوة، فأنت يارسول الله جنة الدنيا والآخرة ، ورحمة الله الواسعة .. أن تمسنا رحمتك، وتطهرنا من غفوة الرهان، وتعالج افئدتنا من دنس الخذلان وضعف العقيدة ..
لبيك يارسول الله ، شعار كل الوطن، ومساحة العبادة فلا قبول لأي خضوع دون التوسل بك والإقبال عليك .. باب الله إلى الله، وحبيبه الذي يأنس بقربه .إن التوجه بالمصطفى محمد صلوات الله عليه وآله، في حل عقد الضياع، وإلزام الجوارح سكون الرحمة وكتم لسان الفضاضة، واللجوء إلى بيت الدعاء ..
هو أمر يلازمنا كمعصم الحديد حتى لا نخسر شفاعته وغفرانه صلوات الله عليه وآله يوم لا ينفع فيه أم ولا ولد .في إفاضة الحديث عن مدى لطفه، خصوص مطلق فقد خص بالكامل والعظمة، مع اجتماع الخلق وكل سجاياه دون غيره من الأنبياء من الرسل ، فكان هو الخاتم لهم والداعي، والمشفع يوم الجزاء..
لن يرضى عنك الغير حتى تتبع ملتهم، هذا ما يؤوب له إن رضخ القالب للمقلوب، فتكون القيمة لا قدر لها، ولا همة تعتمد عليها..
فيسهو بأختياراته في حياكة ثوبه الذي يرتضيه، دون دراية بعيدا عن غيب النبوة ، وأي استدلال يمت بصلة لحضرة بيت الرسالة، فيسمى واهيا، ويعيش عاقا دون صورة ومعنى يلزم نفسه به.
إن فهم العمق الاستدراجي لشخص النبي صلوات الله عليه وآله يعتمد على مدى إدراك العقل وصداه الذي لا يهدأ ..في المنطق النبوي شأن أخروي يلازم العمل والانقياد السليم، لا كما يدعيه كافرهم ذلك، قائلين .. من تمنطق تزندق ..لأن القضية، قضية منبر، وكلمة، ورواية، واستدلال، إلا أن قاضيهم يؤمن بالاستغلال، وسرقة مرقد المعاجز لتلبية ضميره العاجز عن الدليل..
الصدور تضيق لسماع الحق، سببه الجفاء والغلظة .. لأنهم أبناء كل نكرة.. فلا ينجو منهم يوم القيامة إلا همل النعم فهي بضاعتهم ردت إليهم .
لأن السرقة لا تكتفي بمضمون واحد ، بل تتعدى ذلك فسرقة المعين من راغده، والعلم من لسانه، والمقام من صاحبه .. هو من المفاسد المقصودة ..
لابد أن يستيقظ النعاس إذن من غفلته، وإن طلب منه الحبو لكل فواصل التهذيب والاستيعاب، لأن الفكرة النقية المعافية تستجذب الفائض لكل زائر لمكتبة الثقافة على أوسع أبوابها ، فقط الاتقان هو السهم المفضل لكل خطوة .
في امال الصدوق، عن سعيد الخدري يقول: أن الرسول قال من على منبره (.. مابال أقوام يقولون أن رحم الرسول لاتشفع يوم القيامة، بلى إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة، وإني أيها الناس فرط لكم على الحوض}.
حقا ، فإن الدين لا يكتمل إلا بوسائط الاحترام .. آل البيت الكرام ...أنها نبوءة النبوة وقلاع التمجيد الإلهي، تصحح مسار التاريخ بذكر آل بيته ، والتزام طاعتهم ..
ونار الهشيم تلتهم أكباد من عارض وتعرض لمنهج العمارة بالوتد، البيت المعمور في خطر، ومجرمين تأهبوا لغدر الرسالة وخرق قانون السماء، وبيت فاطمة يدفع فاتورة قسوتهم ، اليوم وكل يوم نحن في عزاء، حتى تبتل فروع علمنا بظمأ دموعنا، وتغتفر كل ذنوبنا ..
مسؤولية التصدي تبدأ حيث بيت علي وفاطمة ..ومكامن الغيض تحوم طرا لتنال من منبر الرسول وشخصه المعظم المقدس وآل بيته الكرام البررة فكيف يهنأ لنا مقام، ويهدأ لنا مرام، وتكتفي كلمتنا بذكر السلام، وفي قلوبنا حزن لا ينام.. والقافية سديم تبحث عن أمان.
اضافةتعليق
التعليقات