في الاسلام لا وجود للصدف، بل هناك توفيق واشارات، وعلى المؤمن ان يكون كيساً فطنا، يتلقف الاشارات لكيلا يكون مقصراً او لاهياً، فمسؤولية الاسلام مسؤولية كبرى، كما ان لمقدساته والحفاظ عليها اثراً في الحفاظ على وهجه وايصاله الى ابعد نقاط الأرض!.
في زمن عمّ فيه الهرج والمرج وسادت التكنولوجيا على العقول فماتت في الناس المبادئ والقيم وسرقت منهم اوقاتهم، وراح ضحية هذا العالم السريع المسلم، الذي صار ضائعاً لايركن الى قرار الدين والدنيا، لايقوى على ايجاد التوازن، اعياه الخمول وسلبت منه مساعي الغرب روحه الايمانية المبصرة دوماً.
اليوم يصحى العالم ودوي انتصار العراق يعم ارجائه في معركة شهد لها التاريخ بانها معركة ضروس، ناهيك عن اجواء المعركة التي تضمنت شتاءا قارصا وصيفا شديد الحرارة، يتخلله شهر رمضان لمدة ثلاث سنوات، وبينما نحن نراقب الاحداث خلف شاشة التلفاز، هناك من يعيش الاجواء الصاخبة بروح وعقيدة، هناك من صار مثالاً للعزم والتوكل على الله.
وترجم العقيدة الى افعال فراح يصارع قوم تجردوا من الانسانية وكانت ارواحهم مغروسة بحب هدر الدماء والاعراض وسلب الارض ولم يأبه بهم بل لم يخشاهم واثقاً ان نصر الله قريب، لو تمعنا لرأينا اهداف "داعش" تنصب في امر واحد وهو هدم المقداسات وسلب الركائز الاساسية لانتماء المواطن العراقي، وهذا ما حدث في تفجير وهدم مباني اثرية للعراق.
ليغدو العراقي بلا هوية، لكن ابنائنا من الحشد الشعبي برزوا بروح واثقة بأن من كان مع الله كان الله معه وبعزم كبير، ففعلوا كل الذي يستطيعون فعله وبإمكانيات لربما تقل عن امكانيات العدو بما انه مدعوم من جهات كبرى عالمية.
الان استطاع الحشد تحقيق نصر مبهر ليوصل الى العالم اجمع رسالته بأن روح الجماعة والثقه بالله هي من كانت وراء هذا النصر هي القوة، ودعاء المؤمنين كافة في العتبات المقدسة في ساعات استجابة الدعاء ودعاء اهل الثغور الذي كان يردد في التجمعات الايمانية هي ذات الفضل الاكبر وراء هذا النصر الأغر.
ان موعد اعلان تحرير الموصل، جاء مع ذكرى هدم قبور البقيع، الحدث المفجع الذي خمدت ناره في نفوس الشيعة كلما تقدم الوقت الى الامام، وكأنه اصبح امر مسلم به، يرون الجهة المقابلة اكثر قوة.
فلا اجتماعات ولا مناشدات ترعاها اي جهة لهذا الامر! رغم ان هدم القبور الطاهرة هي قضيتنا الكبرى وهويتنا ورموزنا التي نعرف بها، فكيف نرضى بهذا التقاعس، وكيف نهجع ووطن الشيعة هدم وسلب منه اعظم بقاعه، بمرأى منا ومسمع، فلنجعل الحشد المقدس، قدوة ومثال يقتدى به، باصراره وثباته، لنُرجع البقيع الى موطننا لنبنيه، فمهما كانت قوة الهادمين قوة الله اكبر.
اضافةتعليق
التعليقات