• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعبة القدر!

ليلى قيس / الأثنين 12 حزيران 2017 / تطوير / 2267
شارك الموضوع :

ليست كل الامور بيدنا، فلا احد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، والعائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون

ليست كل الامور بيدنا، فلا احد مثلاً يستطيع أن يختار تاريخ ميلاده، والعائلة التي يولد فيها، ولا مكان ولادته، ولا لون عينيه، ولا طوله، ولا لون بشرته، وصفاته الجسدية.

لا احد يستطيع ان يمنع وقوع بعض الحوادث المؤسفة له كموت صديق، او حدوث زلزال، او هبوب الرياح، او امور اخرى من هذا القبيل، فتلك امور ترتبط بالقضاء والقدر.

واذا كان البعض غير مرتاح مما هو حادث له سواء فيما يرتبط بمواصفاته الجسدية او فيما يرتبط بالحوادث التي تقع فإن من الافضل ان يقارن نفسه بمن هو اكثر ابتلاءً منه، ويرضى بالقضاء والقدر، إذ ليس له خيار آخر غير هذا الخيار.

يقال: إن رجلاً وقع في بئر، فأخذ يصرخ ويطالب كل من يمر به ان يخلصه، فقال له رجل سمع استغاثته: اصبر حتى آتيك بحبل وارفعك به.

فقال الرجل: وإذا لم اصبر، فماذا أفعل؟

إنك احياناً لا تملك إلا أن تصبر على ما انت عليه، إذ لا تملك إلا هذا الخيار، ثم إن علينا أن لا نعتبر ما نحن فيه من الامور التي لا ترضينا أسوأ ما يمكن أن يحدث لنا، "فربّ ضارة نافعة" كما يقول المثل. فكم من أمور اعتبرناها (نقمة) تبين أنها كانت في حقيقة الأمر (نعمة) والعكس ممكن ايضاً.

ويذكر في هذا الموضوع قصة قرية كان فيها عجوز حكيم وكان اهلها يثقون به، في الاجابة على اسئلتهم ومخاوفهم.

وفي احد الأيام، قصد فلاح من القرية العجوز وقال بصوت محموم: "ايها الحكيم، ساعدني لقد حدث لي شيء فظيع. لقد حدث لي شيء فظيع. لقد هلك ثوري وليس عندي حيوان يساعدني على حرث ارضي!، اليس ذلك اسوأ ما يمكن ان يحدث لي؟.

فأجاب الحكيم: "ربما كان ذلك صحيحاً، وربما كان غير صحيح".

فأسرع الفلاح عائداً لقريته وأخبر جيرانه ان الحكيم قد جن، لأنه كان يظن ان ذلك أسوأ ما يمكن ان يحدث للفلاح، فكيف لم يتسن للحكيم ان يرى ذلك؟

إلا أنه في اليوم ذاته، شاهد الناس حصاناً صغيراً قوياً بالقرب من مزرعة الرجل، ولأن الرجل لم يعد عنده ثور ليعينه في عمله، فقد اتت الرجل فكرة اصطياد الحصان ليحل محل الثور، وهو ما قام به فعلاً.

وقد كانت سعادة الفلاح بالغة، فلم يحرث الأرض بمثل هذا اليسر من قبل. وما كان الفلاح إلاّ ان عاد للحكيم وقدم إليه أسفه قائلاً: "لقد كنت محقاً أيها الحكيم، إن فقداني للثور لم يكن أسوأ ما يمكن أن يحدث لي، لقد كان نعمة لم استطع فهمها، فلو لم يحدث ذلك لما فكرت ابداً في أن أًشتري حصاناً جديداً، لا بد أنك توافقني على أن ذلك هو أفضل ما يمكن أن يحدث لي".

فأجاب الحكيم: "ربما نعم، وربما لا".

فقال الفلاح لنفسه: "لا، ثانية؟!، لا بد أن الحكيم قد فقد صوابه هذه المرة". لم يدرك الفلاح ما سيحدث. وبعد مرور بضعة أيام سقط ابن الفلاح من فوق صهوة الحصان، فكسرت ساقه، ولم يعد بمقدوره المساعدة في حصاد المحصول.

ومرة اخرى، ذهب الفلاح  الى الحكيم وقال له: "كيف عرفت ان اصطيادي لن يكون أمراً جيداً؟ لقد كنت على صواب ثانيةً، فلقد جرح ابني، ولن يتمكن من مساعدتي في الحصاد. هذه المرة انا على يقين بأن هذا هو أسوأ ما يمكن ان يحدث لي، لا بد أنك توافقني هذه المرة؟".

ولكن، كما حدث من قبل، نظر الحكيم الى الفلاح وأجابه بصوت ملؤه الشفقة وقال: "ربما نعم، وربما لا". استشاط الفلاح غضباً من جواب الحكيم وعاد من فوره الى القرية.

في اليوم التالي، قدم افراد الجيش واقتادوا جميع الرجال القادرين للمشاركة في الحرب التي اندلعت للتو، وكان ابن الفلاح الشاب الوحيد الذي لم يصطحبوه معهم، ومن هنا كتب له أن يبقى في منزله في حين اصبح محتماً على الباقين ان يذهبوا الى الحرب.

إن المغزى الأخلاقي لهذه القصة يعد درساً نافعاً للغاية، وحقيقة الأمر، اننا لا ندري ماذا سيحدث غداً، نحن فقط نعتقد أننا نعلم ذلك، وغالباً ما نضخم من شيء ما، ونخترع أحداثاً مبالغاً فيها في عقولنا عن اشياء بشعة سوف تحدث. اما اذا احتفظنا برباطة جأشنا وفتحنا عقولنا امام كل الاحتمالات، لتأكدنا من ان كل شيء سيصبح على ما يرام في نهاية المطاف. وتذكر: "قد يكون الامر كذلك، وقد لا يكون".

(من كتاب فنون السعادة/ سيد هادي المدرسي)
الابتلاء
الحياة
الانسان
التفكير
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات

    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟

    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟

    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟

    حين يُولد القلب في ساحة حرب

    بسكويت من الشوكولاتة الداكنة قد يساعد على فقدان الوزن

    آخر القراءات

    متى يكون الإنسان معاقًا؟

    النشر : الأربعاء 04 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانية

    لعنة القناعة

    النشر : الأثنين 25 تشرين الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الوقت أعظم مواردك

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    في اليوم العالمي للإذاعة: تجربة نسوية ناجحة

    النشر : الأثنين 13 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    ما هي أهم أهدافك لسنة 2020؟

    النشر : الأربعاء 08 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    هناك أكثر من 120 نوعاً منه.. كل ما قد تحتاج معرفته عن السرطان وأسبابه

    النشر : الأثنين 11 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3779 مشاهدات

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    • 313 مشاهدات

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    • 312 مشاهدات

    رجاء صادق

    • 310 مشاهدات

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    • 308 مشاهدات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    • 302 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3779 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1351 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1333 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1203 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 882 مشاهدات

    الحسد في كلام الإمام الصادق

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    يوم الشاي العالمي: رفيق الدروب والأوقات
    • منذ 4 ساعة
    هل فقدت الأسرة سلطتها التربوية أمام التكنولوجيا؟
    • منذ 5 ساعة
    للحوامل.. كيف تساعد الأفوكادو في صحة الجنين؟
    • منذ 5 ساعة
    طموح الذات واحتياجات الأبناء، أيهما أهم؟
    • الأربعاء 21 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة