يعتبر تصميم الأزياء فناً معاصراً يعكس روح العصر ويتفاعل مع التيارات الفنية الحديثة، ليصبح وسيلة للتعبير عن الذات والتعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية، كما أنه يتكامل مع الفنون الأخرى كالتصوير الفوتوغرافي والمونتاج وصناعة المجلات الفنية المهتمة في هذا المجال مما يخلق تجارب فنية متعددة الأبعاد وعلى تماس مباشر مع العين البشرية.
إن تصميم الأزياء يتقاطع مع مجالات أكاديمية أخرى كعلم الاجتماع، وعلم النفس، والتاريخ، مما يجعله حقلاً خصباً للدراسات البينية كما يساهم تصميم الأزياء في توثيق الهوية الثقافية والمحافظة على التراث، من خلال استخدام رموز وألوان وأنماط تعكس تاريخ وحضارة المجتمعات.
الأهمية التجارية والاقتصادية لتصميم الأزياء:
صناعة الأزياء: تصميم الأزياء هو أساس صناعة الأزياء، التي تعتبر من أهم الصناعات في العالم، مما يخلق فرص عمل ويساهم في النمو الاقتصادي.
التجارة: تصميم الأزياء يساهم في التجارة المحلية والدولية، حيث يتم تصدير الأزياء إلى مختلف أنحاء العالم، مما يزيد من الإيرادات ويحسن الميزان التجاري.
السياحة: يمكن أن يكون عنصراً جاذباً للسياح، حيث يرغب الكثيرون في التعرف على الأزياء التقليدية والمحلية، مما يدعم قطاع السياحة.
الابتكار: تصميم الأزياء يشجع على الابتكار والتجديد في صناعة الأزياء، مما يجعلها أكثر تنافسية ويساهم في تطويرها.
وفي هذا السياق كان لموقع بشرى حياة حوار مع المصممة فاطمة عبد الرسول عبد الباقي، بكلوريوس هندسة طب حياتي لتحكي طموحها في هذا المجال:
ما هو مشروعكم أو مهارتكم وكيف بدأتِ به وتعلمت؟
مصممة أزياء حاصِلة على شهادة متخصصة في هذا المجال من موقع إدراك الدولي للملكة رانيا تؤهلني لأكون مصممة أزياء، أمتلك قاعدة معلومات ابتداءً من تأريخ الأزياء و تطوّرها عبر الأجيال، والتنبؤ بالموضة وتوجّه الأزياء في كل سنة، إضافةً إلى معرفة الأقمشة وأنواعها وتناسق الخامات عند استخدامها معاً، وأخذت دورات تخصصية تعلمت فيها رسم المانيكان وأساسيات رسم الملابس الذي يعد جزءً مُهماً في التصميم، ثم تعمقّت في دراسة الألوان وتنسيقها و طريقة دمجها.
ما هي مميزات تصاميمك؟
تتميّز تصاميمي بطابع مُختلف و مُتعلّق مُباشرةً بذوقي الشخصي و لمساتي غير المألوفة، لا أعتمد إطلاقاً على تصاميم المصممين العالميين ولا أتأثر بها بشكل مُبالغ فيه، وأعتقد أن تصاميمي أصبحت مُميزة لهذا السبب لأنها نابعة من خيالي الشخصي واهتماماتي وحُبّي للأختلاف والتميّز سواء في الملابس أو غيرها من جوانب الحياة.
هل يتطلب تعلم المهارة إلى رأس مال كبير أو خبرة؟
تعلم مهارة تصميم الازياء لا يتطلب رأس مال اطلاقاً، نظراً لتوفّر الأساسيات مجاناً مثل منصات التواصل الاجتماعي: الانستغرام واليوتيوب على وجه الخصوص، ببساطة يستطيع الراغب بتعلّم المجال أن يبحث و يشترك بكورسات مجانية من خلال التطبيقات المذكورة ومواقع أخرى مثل موقع إدراك، فَهي تقدّم مبادئ واجب تعلمها لكل شخص شغوف.
إضافة إلى تعلّم المهارة يجب أن يكون المصمم ذو موهبة، فَالتعليم يُمكن أن يُقدّم للجميع لكن الاختلاف والتميز لا يُمكن إيجاده إلّا نادراً، بسبب كُثرة الإقبال على هذا المجال مؤخراً أصبح بإمكان الجميع أن يصمم تصاميم جميلة لكن بغياب عامل الاختلاف والتميّز لا يُمكن أن تُعتَبر نجاحاً يُمكن تحقيقه بسهولة.
ما هو طموحك بعد هذا المشروع او ما هي الخطوة القادمة؟
بدايةً أطمح للعمل بالاتفاق مع مركز خياطة ممتاز لأنتاج تصاميمي، ثم الإتفاق مع بوتيك لعرض هذه الأعمال، في العراق لا توجد فُرص كبيرة يُمكن استغلالها في هذا المجال لكن هناك توجه ظهر مؤخراً يمكن جعله بصيص أمل، لكن مُستقبلاً بالتأكيد مع توفيق الله تعالى أطمح بإفتتاح ماركتي الخاصة خارج الدولة وتأسيس ماركة تدوم لسنين، على المَدى البعيد أفكّر في إيجاد وإكتشاف موهبة أو عدّة مواهب أستطيع الإعتماد عليها عند رحيلي لإستمرار اسم الماركة الخاص بي بإنتاج تصاميم تليق بي وبالمصممين القادمين.
كيف توفقين بين شغفكم بهذا المجال وبين مسؤوليات الحياة بشكل عام؟
موهبتي لا تتعدّى كونها موهبة وهِواية، إلى الآن لا أملك مشروعاً خاصاً بي لظروف مؤقتة، أمارس هوايتي بأوقات فراغي وأوقات إلالهام عندما تقع عيني على شيء يُمكن أن استوحي منه شيئاً مميزاً، لذلك لست مُقيّدة بوقت مُعيّن أو مسؤولية تجاه هذا المجال إلى الآن.
كشخصية ناجحة ما هي رسالتك للشابة العراقية؟
واحدة مِن أهم الرسائل التي أقدّمها يُمكن الشعور بها عند النظر إلى تصاميمي وهي الخروج عن المألوف، في مجتمع مليء بالتشابه والتقليد والتتبع الأعمى لأي شيء أي كوني مُختلفة، مُميزة، ذكية وأكتشفي نفسكِ، إعرفي اهتماماتكِ و طوّريها مهما كانت المقوّمات بسيطة.
ابدأي حيث أنتِ الآن ولا تنتظري الوقت المُناسب أو الفرصة المُناسبة بل إصنعيها، لا يجب وضع الظروف عائقاً أو سبب للتأخير لإنها القاتل الخَفي والبطيء لأي موهبة مدفونة داخل أي شخص لديه خوف وتردد من إخراجها والاعتراف بها والعمل عليها، والأهم أن تكوني أنت مصدر التشجيع والتقييم لموهبتك دون أن تنتظري التصفيق من أي أحد، لأن الحياة رحلة ممتعة استمتعي بهذه الرِحلة ولا تعتبريها فرضاً إنما شغف، وتوجّهَي للأختلاف كي لا يُصيبكِ مرض.
سَيحين الوقت الذّي يصفق لكِ الجميع وتتوفّر لكِ الفُرص المُناسبة التي تليق بالجهود التي بذلتيها لذلك لا تستعجلي ولا تُحبَطي من قِبل أي شخص ما دمتِ تملكين إيمان داخلي وشغف وحُب لأي مجال أنتِ فيه.
اضافةتعليق
التعليقات