ما يحدث اليوم في العالم من الإبادة الجماعية والقتل يجعلنا في رعب شديد يا ترى ماذا سيحدث بعد؟ متى سيظهر المنجي الذي يعز المؤمنين و يذل المنافقين أصبحنا في زمن التيه و الهلاك حيث قتل الأجساد لدينا أهون من قتل القلوب فنتمنى أن نموت مع قلوب سليمة ولا نحيا بقلوب ميتة، تحمل آلاف الرذائل لذلك تقول الروايات بأن يكثر الإنسان من الدعاء ففي هذه الأيام التي لا نعرف مما نخاف هل من العدوالخارجي أم الداخلي أو هل نخاف من الذين حولنا أو من أنفسنا و نمضي لحظاتنابين الابتلاء والامتحان يرشدنا مولانا زين العابدين عليه السلام إلى طريق النجاة و الخلاص حيث يقول في دعاء يوم عرفة في الصحيفة السجادية : ، اللهم إنك أيدت دينك في كل أوان بإمام أقمته علما لعبادك، ومنارا في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته، وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أمره، والانتهاء عند نهيه، وألا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر فهو عصمة اللائذين وكهف المؤمنين التمسك بالامام نجاة كما ذكر مولانا زين العابدين عليه السلام حينما نقرأ عن معاناة أصحاب الكهف نجد إن ايمانهم كان السبب في ملاحقة الأعداء لهم حيث يقول الباري عزوجل في كتابه الكريم: (إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا )يخبر تعالى عن أولئك الفتية ، الذين فروا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه ، فهربوا من القوم الظالمين فلجئوا إلى كهف في جبل ليختفوا عن قومهم ، فقالوا حين دخلوا سائلين من الله تعالى رحمته ولطفه بهم : ( ربنا آتنا من لدنك رحمة ) اذن الكهف كان ملاذهم الآمن ليكونوا في سلام الكهف من الناحية الظاهريّة مكان متسع يدخل فيه الهواء ففي قصة أصحاب الكهف تشير الآية إلى دخول الهواء و أشعة الشمس والفرق بينه و بين الغار ان الغار فجوة غير منتظمة تكون في الجبل الكهف بمثابة مأمن و ملجأ للناس لذلك الامام يوصف حجة الله بكهف المؤمنين و يرشدنا إلى اللجوء إلى الكهف حين تنزل بنا نائبة و عندما تقسو علينا الدنيا بمن فيها ! للحفاظ على ايماننا علينا الفرار كما فر أصحاب الكهف و نحن اليوم في أسوء حقبة مرت على مر الدهور حيث إمامنا غائب و تحاوطنا المصائب و الأعداء من كل الجهات. وبعد ذلك يزرع الثقة في قلوب الموالين و يهدئ من روعهم و يبين مقام المتمسكين بهم حيث يردد في دعائه : اللهم وصل على أوليائهم المعترفين بمقامهم، المتبعين منهجهم، المقتفين آثارهم، المستمسكين بعروتهم، المتمسكين بولايتهم هذه الدرجة درجة عظيمة لاينالها إلا ذو عظيم فنحن نسمع غالبا ذكر الصلاة على محمد وآل محمد ولكن هذه المرة يصلي الامام بصورة مختلفة و يضيف لفظ الأولياء لعلو درجتهم و بيان مقامهم ولكن أية فئة من الأولياء ؟ المعترفين بمقامهم فليس الجميع في نفس الدرجة فهناك فرق بين الأولياء حسب المعرفة و مدى اعترافهم بمقام اهل البيت عليهم السلام والتسليم لأمرهم والمتبعين منهجهم، اللذين في جميع أمورهم يتبعون نهج أهل البيت عليهم السلام هذالسؤال المحوري الذي يجعلنا نقف ساعات بل أشهر أمام منصة الحكم هل نحن مؤمنون بحق؟ أم منهجنا في الحياة منهج الأعداء ؟ هل نقتف آثارهم و نتمسك بعروتهم؟ فاللجوء إلى الكهف يحتاج إلى قلب سليم و عقل مسلم ليضع الإنسان كل مالديه في طبق الإخلاص و يردد (ربنا آتنا من لدنك رحمة) وهيء لنا من أمرنا رشدا يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا وِرْدٌ هنيٌّ ولا عيشٌ لنا رَغَدُ.
اضافةتعليق
التعليقات