في ظل التطرّف الديني الذي يعيشه العراق، وعلى الرغم من التداعيات التي كثرت في الآونة الاخيرة والتي تصب في مصب الاعتدال، نلاحظ بان فئات كثيرة لازالت تلعب على أوتار التفرقة والفتنة، عن طريق استغلال عواطف الشعب العراقي بطرق تكتيكية فذة، لا تخطر على بال المواطن العراقي البسيط..
فمثلاً نجد اليوم انتشار مقالات متعددة وباقلام مجهولة وغير منتسبة الى جهات معترفة رسميا في الاعلام، تحتوي على رسائل خبيثة تدسها في عقل المواطن دون ان يشعر بمدى خطورة ما يتلقاه من خلال تلك المقالات، فغالباً ما تكون مسيسة وذو غاية طائفية، هدفها الأساسي هو زرع الفتنة في ربوع المجتمع الاسلامي.
وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة عدة مقالات بعنوانين مختلفة ك: "انا مسيحية وأحب الشيعة"، او "انا ازيدي وأحب السنة"، و...الخ.
في البداية تشعر بأن ظاهر المقال هو انساني بحت، يستعرض من خلاله بطولات مذهب معين في الدفاع عن ارض الوطن وعن الديانات الاخرى بصورة عظيمة، ولكن في باطنها تجد رسائل خبيثة الهدف منها هو تشويه سمعة المذهب المقابل وإسقاطه، وجعله يكره المذهب الفلاني الذي تم تمجيده بالمقال، ليسهل زرع الفتنة بين المذاهب والوصول الى الغاية الاساسية وهي إسقاط الاسلام!.
وفي هذه الحالة على المواطن ان يدقق فيما يقرأه، وان لا يرى المادة التي بين يديه من الجانب العاطفي فقط، بل يركز على الأهداف التي يسعى اليه الكاتب او الجهة التي صدر منها المقال.
كما ان زيادة الوعي تساعد على تفادي الوقوع في مصيدة هذه الجهات التي لا تريد الخير للإسلام والوطن، والدقة في اختيار الجهات الإعلامية الموثوقة أيضاً تلعب دوراً مهماً في جودة المواد التي تصل الى المتلقي..
كما ان للدولة مسؤولية كبيرة، تتلخص بمتابعة المواقع التي تُصدر هكذا مقالات طائفية ومحاسبتها قانونياً واستئصال جذورها الخبيثة من أحشاء الوطن.
وتبقى مسؤولية كل مواطن عراقي هو محاربة التطرّف والتحلي بالاعتدال الذي سعى اليه الاسلام، فكما يقول امير الكلام علي بن ابي طالب "عليه السلام": "الناس صنفان، اما اخٌ لك في الدين او نظير لك في الخلق". فالمهمة الاولى هي استئصال جذور الفتنة من ارض عراقنا الحبيب ليعم السلام والمحبة في ربوعه وتتعايش الأديان والطوائف والمذاهب مع بعضها البعض على أسس السلام والاحترام..
اضافةتعليق
التعليقات