كل شيء مادي قابل للبيع في هذه الدنيا، حتى أعضاء الإنسان هناك من يتاجر فيها ويعرضها للبيع، لكن ما هو حديث الآن بيع مشاعر الإنسان التي هي غير ملموسة أصبحت عرضة للبيع وبثمن بخس، الفرح والحزن، السعادة فكم منشور عرضت عليك تجارة وكنت أول الزبائن استقطب شعورك وجعلك تشعر ما يرغب فيه إن كان سعيدا أو حزينا، أغضبني أو أعجبني.
فالغضب هو من يواجه العديد منا في منشورات بعض الأصدقاء أو أصحاب المحتوى الهابط، ويتعدى شعور الغضب وينمو ويكبر بشكل داخلي ليتحوّل إلى كلمات وتعليقات خاطئة، ومن المهم دوماً تبرير الغضب في المنشورات عندما نجد في أنفسنا رغبة في التوبيخيات والصراخ على شخص معين، فهذا يعني أننا كنا نقمع هذا الغضب لفترة طويلة في داخلنا، لذلك علينا التمرس على التكلم مع الشخص، أطلق سراح جميع هذه الأحاسيس في صفحة بيضاء، لا تخف من مشاعرك، فهذا هو المنحى الطبيعي الذي عليها اتخاذه، لا تشعر بالذنب أو بالخجل وتذكر أن أحاسيسنا تتحرك في الاتجاه الصحيح.
نجد طرقاً عديدة لمعالجة الغضب بوسائل إيجايبة.
بعد التعبير عن غضبك للشخص المعني أو للأشخاص المعنيين، اعمل على مسامحتهم، فالغفران هو خطوة نحو حريتك الشخصية اتخذه كعمل ينفعك أنت أكثر من غيرك، وإذا فشلت بمسامحة موضوع غضبك، فهذا يعني أنك لم تشف بعد.
هناك فرق بين إطلاق سراح غضب قديم أو مجرد إفراغه في مكان آخر. حاول أن تقول ما يلي لنفسك.
حسناً، لقد انتهت هذه المرحلة أنا لا أوافق على ما قمت به ولكني أتفهم أنك قمت بأفضل ما تعرفه آنذاك. ها أنا أطلق سراحك وأحررك ها نحن أحرار.
إن الكره نتيجة غضب مقمع لفترة طويلة، فهو يقبع في الجسد في مكان واحد ويأكله من الداخل، وغالباً ما يتحول إلى أورام خبيثة أو ما يعرف بالسّرطان فإذا قمع الغضب له آثار سلبية على الجسد، كبرنا جميعنا في عائلات منعنا فيها من الانفعال بغضب، وخاصة النساء منا، فكان هذا الشعور محتكرا من قبل الأهل فقط وكنتيجة وعندما يواجه الإنسان مصاعب على الصعيد العاطفي، تتوجه هذه الأخيرة إلى هذه المناطق من الجسد قد نفضّل أن نموت على تغيير أنماط حياتنا.
فأنا أعرف أشخاصاً يفضلون الموت على تغيير نظامهم الغذائي مثلاً، وهذا واقع أليم جداً خاصة إذا كنا نعيشه مع شخص مقرّب منّا. من جهة أخرى، مهما كانت خياراتنا في الحياة، هي صالحة لنا ولا مجال لإلقاء اللوم على أحد، حتى لو أودت هذه الخيارات بالمرء إلى مغادرة الحياة. نحن نقوم بأفضل ما نعرفه في الوقت الذي نمتحن به فالقوّة العليا تكمن وهي على إيجاد الحلول وتعلّم دروس الحياة، كما أن نفسنا العليا تعرف مصيرنا وما علينا القيام به للتقدّم في مشوارنا التطوري.
- كيف أعامل الآخرين بمعنى آخر، لماذا تشعر بأنك مجبر على النفور غاضباً؟
أنا لا أفترض أن العالم خال من الظلم وفي بعض الأحيان يجد المرء نفسه مجبرا على التعبير عن غيظ، للحصول على حقه ولكن هذا يعني أن الغضب المزمع يحلّ كلّ المصاعب في الحياة، بل على العكس قد تضطر أن تقوم بهذا التّمرين لأكثر من مرة قبل أن تشعر أنك تخلّصت تماماً من الغضب، نجد العديد من الوسائل التي تساعدنا على التحرر من غضبنا، قد نغطي وجهنا بوسادة ونصرخ فيها أو قد نكتب رسالة كره ثم نحرقها، قد نصرخ ملء رئتينا في سيارة مغلقة الشبابيك، قد نلعب كرة المضرب أو الغولف أو نمارس رياضة السباحة أو الركض، قد نرسم أو نكتب مشاعرنا.
أطلق العنان لمخيلتك كلما قررت التحرّر من غضبك ومشاعرك ولكن حاول ألا تشكل خطراً لك أو للآخرين في هذه العملية.
بالإضافة إلى ذلك، تذكر أن تتحدّث مع قوتك العليا، تشاور مع نفسك الداخلية، فتملك الأجوبة عن جميع أسئلتك، فمن المهم التأمل بهدف تصوّر غضبك وهو يخرج من جسدك. أرسل الحب للآخر ولاحظ كيف أنّ حبّك يرجع التناغم بينكما، كم أفرح كلّما يخبرني بعضهم أنهم أكثر سعادة بعد تحررهم من غضبهم، وكان عبئاً كبيراً قد أزيل.
إستشر القوة المتربعة في داخلك وجد تـواصـلا روحيا متمكنا واعمل على المحافظة عليه.
عندما تجد نفسك خائفاً أو مهددًا، اتخذ نفساً عميقاً فالتنفس السليم يخلق مساحة لقوّتك الدّاخليّة ويقوّي عمودك الفقري، يفتح صدرك ويعطي لقلبك مساحة للتوسع.
عندما تراودك فكرة محكمة بالخوف، فهي تحاول حمايتك، فقل لها «أنا أعرف أنك تريدين حمايتي وأشكرك على ذلك»، والدليل على ذلك هو عندما ينتابك شعور قوي بالخوف، يمتلئ دمك بمادة الأدرينالين التي تحميك من الخطر.
راقب مخاوفك واقتنع أنك تختلف عنها، فكّر بالخوف كما تفكّر بمشاهد تلفزيونية، ما تراه على الشاشة ليس موجوداً في الحقيقة، وكذلك الخوف، فتظهر مخاوفنا وتختفي بسرعة هذه الصور، ما لم نصر على التشبث بها.
اضافةتعليق
التعليقات