• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

شوارع التيه!

حنين كريم / الخميس 29 تشرين الثاني 2018 / حقوق / 1784
شارك الموضوع :

طالما تراءى لنا ذلك المنظر وأصبح لا يفارقنا كروتين الذهاب للدوام أو العودة منه، شيء أصبحنا نعتاده أكثر مما نستغربهُ ومن اعتيادنا عليه أصبحن

طالما تراءى لنا ذلك المنظر وأصبح لا يفارقنا كروتين الذهاب للدوام أو العودة منه، شيء أصبحنا نعتاده أكثر مما نستغربهُ ومن اعتيادنا عليه أصبحنا لا نفرّقه عن عمود إشارة المرور أو الأشجار أو باقي التفاصيل الأخرى للشارع.

عندما نراهم، أول ما يتبادر إلينا هو شيء واحد فقط، هؤلاء ينبغي أن يتواجدوا في مكان آخر غير هنا؛ في المدرسة، في متنزه اللعب، في بيت دافىء، بحضن أم، ورعاية وحماية أب، أو دار رعاية خاص في حال تعذر توفر الأسرة أو عدم تمكنها من تقديم الرعاية، أو غياب أحد أفرادها.

هذا هو المفروض وما نأمل توفره وتطبيقه -بوقت غير قريب طبعا في بلد الـ لا_قانون نسبيا- عن طريق سن وتوفر قانون يُعنى بحماية الطفولة من الضياع في سكك الطرقات وتحت أقدام العوز والفاقة والعدم والعبث الذي هم فيه.

لكن ما نراه هو: طفلٌ يحمل رسالة الطفولة الضائعة في عينيه، يجوب بها الشوارع مع حاجياته ويرسلها لعيني كل ناظر..

في الشارع الواحد هناك الكثير، منهم من افترش بداية الشارع مع عبواته البلاستيكية الملأى بالبنزين المقرر بيعها لهذا اليوم، وآخر يستغل كل توقف سير، ليتولى مهمة تنظيف واجهات السيارات الزجاجية، أملا بتنظيف وجهة نظر صاحبها تجاهه فينقده الشيء القليل من المال تسديدا لا يوفي حق طفولته الضائعة..

وطفل آخر لا يُرى منه شيء من ضآلته،  كيس المناديل الذي يحمله يضاهيه حجما وآخر هنا وآخر هناك.. وآخر وآخر...

منظر غير طبيعي أصبح طبيعيا بمرور الوقت وكأنه لا تكتمل لوحة الشارع إلا به، ولا يمنع ظهوره لهيب الصيف أو قساوة برد الشتاء.

ماذا يحدث؟!

الطفولة.. المراهقة.. الشباب.. والشيخوخة: مراحل طبيعية يمر بها كل بنو البشر، تباعا الواحدة تلو الأخرى، ولا يمكن الوصول لإحداها دون المرور بالأخرى، إذاً فكل مرحلة لها حيثياتها ومكنوناتها ومن حق كل انسان -فرد- في مجتمع أن يعيشها بمقتضياتها وبمتطلباتها، ومن واجبات ذلك المجتمع -من أسرة، حكومات، تشريعات، ومنظمات- أن يوفر له البيئة والظروف الملائمة لمتطلبات المعيشة الخاصة بكل مرحلة.

الطفولة مهمة وهي من أهم مراحل صياغة وصناعة الإنسان، هذا لا يعني أن بقية المراحل الأخرى غير مهمة، لكن الطفولة هي اللبنة الأساس التي يُبنى بها وبالتالي هي بحاجة إلى الرعاية والاهتمام أكثر من بقية المراحل، في الطفولة يكون الانسان ضعيفا وبحاجة للحماية والمساعدة أكثر من أي وقت، إذ لكي يقوى وينضج وينشأ نشأة صحيحة ويشتد عوده ليشق طريقه في حياة كحياتنا، ينبغي أن يعيش طفولة صحيحة وصحية بدايةً من أسرة فيها مايؤهلها لإنجاب طفل وإنبات إنسان له ما يقوّمه ويؤهله ليكون إنسان حقاً.. لا مجرد تعداد رقم يُضاف لسكان هذا العالم..

أسرة تنجب طفل لأن الأب مستعد حقا لتحمل مسؤولية الأبوة، ولأن الأم مستعدة ومدركة كونها ستصبح أما، وهما مدركان ومقدران معا حجم المسؤولية التي تقع على الآخر، لا أسرة تنجب طفلا لأن الأم والأب ليسوا على وفاق، وأن الطفل من شأنه أن يوثق الترابط والعلاقة بينهما ويجعلها أقوى.

الطفل هو انسان يُضاف للعالم، ومهمة إنجابه وتنشئته هي من أهم وأصعب المهمات في الوجود، هذا الكائن الضعيف الذي هو بأمس الحاجة لتلقي العناية والمساعدة على تقديمها، ليس مسؤولا عن إصلاح شرخ لعلاقات خيراً لها -في أغلب الحالات- أن تنتهي!! لا أن تتخذ من مهمة إنجابه للدنيا ذريعة لأستمرارها، فتنجب بذلك ضحية ثالثة، وهو غير مطالب -مهما كان الظرف- على  تحمل مشقة تعييش عائلة وتقديم رعاية هو بأمس الحاجة لتلقيها!.

لذلك قبل أن نطالب بقانون -وهو من حقهم أصلا-  يُعنى برعاية أطفالنا وينتشلهم من شوارع التيه والطفولة الضائعة، ينبغي أن نطالب أنفسنا بذلك أولا قبل أن ننجب أطفالا ونرميهم في الشارع ثم نطالب بحمايتهم وتحقيق حقوقهم، ينبغي أن نفكر كيف نكون جديرين بهم، كيف تكون أب جدير بهذه الأبوة، وأم جديرة بهذة الأمومة، لأن الطفل إن لم يحصل على هذين الأمرين إبتداءاً، فلن يحميه أي قانون طفولة بالعالم..

الطفل
المجتمع
الظلم
التربية
الاب والام
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    الآثار الفردية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: يوميات ناعما منعما

    النشر : الخميس 12 تشرين الاول 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التعميم: محرقة الأخضر واليابس

    النشر : الأثنين 18 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    سرطان الغفلة!

    النشر : الأثنين 22 نيسان 2019
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    لماذا تعمّر النساء أكثر من الرجال؟

    النشر : الأربعاء 06 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 26 ثانية

    قائمة النساء المتميّزات في 2022: تعرف على أبرزهن

    النشر : السبت 10 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ 54 ثانية

    \"أنا أيضا\" حملة تكشف عن تفشي ظاهرة التحرش في العالم

    النشر : الأحد 22 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3328 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 430 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 343 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 308 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3328 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 3 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 3 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 3 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة