من هذه الليلة تبدأ المجالس الحسينية بالرثاء، ومن هذا اليوم تنفجر مشاعر الأسى والتفجع بحكم الولاء، لآل الله، وبحكم الوفاء لهم. فنقرأ قصة كربلاء بالزفرات والدموع الساخنة.
قيل للإمام جعفر الصادق عليه السلام: سيدي جعلت فداك، إن الميت يجلسون له بالنياحة بعد موته أو قتله، وأراكم تجلسون أنتم وشيعتكم من أول الشهر بالمآتم والعزاء على الحسين عليه السلام. فقال عليه السلام: "يا هذا، إذا هل هلال محرم نشرت الملائكة ثوب الحسين عليه السلام وهو مخرق من ضرب السيوف، وملطخ بالدماء، فنراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر، فتنفجر دموعنا".
فهذا شهر الحزن قد هلَّ علينا، حزن على الحسين عليه السلام وعلى أهل بيته وأصحابه.
فعن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر محرم لا يرى ضاحكاً، وكانت كآبته تغلب عليه، حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان اليوم العاشر، كان ذلك يوم مصيبته وحزنه، وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام.
وروى الريان بن شبيب قائلاً: دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم فقال لي: يا ابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم، والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها، ولا حرمة نبيها. لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، وسبوا نساءه، وإنتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك أبدا.
يا ابن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك الحسين بن علي عليهما السلام.
يا ابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام.
يا ابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالعن قتلة الحسين.
يا ابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا.
فلم لا نبك الحسين عليه السلام، ألا يسرنا أن نكون مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار في الدرجات العلى من الجنان.
اللهم وفقنا لحب الحسين، وزيارة الحسين، والبكاء على الحسين، وإحشرنا مع الحسين عليه السلام.
اضافةتعليق
التعليقات