تعفّن الدماغ الرقمي هو ظاهرة قد انتشرت في الآونة الأخيرة نتيجة الإدمان الرقمي لمواقع التواصل في عصر السرعة والتكنولوجيا الحديثة، فما هي أسباب هذا التعفّن وكيفية التخلص منه؟
للتعفّن أسباب عديدة، منها:
• كثرة التصفح في مواقع التواصل: إن جعل مواقع التواصل ومشاهدة مقاطع "التيك توك" و"الريلز" جزءًا أساسيًا من يومك له دور كبير في تقليل إنتاجية الدماغ وإضعاف التركيز بشكل واضح.
• اختراعات السرعة: تعفّن الدماغ ليس بالضرورة أن يكون بسبب مواقع التواصل فحسب، بل يمكن أن يكون بسبب كثرة استخدام الموارد التي تُتلف الدماغ وتقلّل إنتاجيته، مثل الذكاء الاصطناعي والبرامج الخاصة به، إذ إنها تعطينا ما نرغب به بسرعة فائقة دون الحاجة لأدنى وقت من التفكير أو بذل أي جهد عقلي.
• التشتت: التصفح المستمر في قصص المشاهير يمكن أن يُظهر لنا طريقة عيشهم لحياتهم، فنشاهد عندها الرسام والممثل والمبرمج وغيرهم من أصحاب المجالات المختلفة، مما يجعلنا نرغب في تعلّم كل شيء دفعة واحدة. ومشاهدتنا للنتيجة التي وصلوا إليها دون الاطّلاع على المسيرة الطويلة تثير فينا ما يُسمى بـ "فزع التأخير"، وتُشعرنا بعدم الرضا عن أنفسنا.
فكيف نتخلص منه؟
للتخلص من تعفّن الدماغ لا يُشترط أن تترك أسبابه نهائيًا، بل أن تنظم وقتك بحيث لا تكون مواقع التواصل جزءًا أساسيًا منه. مارس أنشطة تتطلب وقتًا أكثر من "دقيقة" مثل القراءة، ومشاهدة الأفلام، والكتابة، والتأمل، وابحث عن هواية تناسبك وتستمتع بها.
قسّم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة بنظام المكافآت، مما يعطي شعورًا بالإنجاز والراحة. مارس الرياضة والمشي، وحاول التفكير في حياتك الشخصية بعيدًا عن ضوضاء العالم الرقمي.
وغيرها من الأشياء التي قد تساعدك في التخلص من هذه الظاهرة السلبية.
باختصار: تعفّن الدماغ الرقمي هو انعكاس طبيعي لعصر السرعة الذي نعيشه، لكن يمكن تجاوزه بالوعي وتنظيم العادات اليومية. ومع القليل من الانضباط والإصرار، نستعيد القدرة على التركيز العميق والاستمتاع بالتعلّم والعيش بعيدًا عن التشتت المستمر.
اضافةتعليق
التعليقات